بعد سنوات من حرب العراق, عادت طبول الحرب لتدق من جديد في المنطقة, مع تزايد التقارير التي ترجح اقتراب الولاياتالمتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلنطي الناتو, من توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا, خلال أيام علي الأرجح, تستهدف تقويض نظام الرئيس بشار الأسد. فعلي صعيد التحركات العسكرية, أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل, أن الجيش الأمريكي مستعد الآن للتحرك ضد سوريا اذا أمر الرئيس باراك أوباما بذلك, وقال خلال زيارته لبروناي: حركنا قطعا حتي نتمكن من التنفيذ والامتثال لأي خيار يود الرئيس اتخاذه. وذكرت وكالة رويترز, أن القوي الغربية أبلغت المعارضة السورية بالفعل, بأن يتوقعوا ضربة لسوريا في غضون أيام, وذلك نقلا عن مصادر حضرت لقاء في اسطنبول بين مبعوثين لهذه الدول والائتلاف الوطني السوري. وأعلن مسئولون أمريكيون بارزون, أن أوباما يدرس تنفيذ عملية عسكرية محدودة النطاق والمدة, لمعاقبة الأسد دون التورط في نزاع طويل الأمد. وأشاروا إلي أن الهجوم لن يستغرق أكثر من يومين, وستستخدم فيه صواريخ كروز تنطلق من البحر, أو ربما قاذفات قنابل بعيدة المدي, وستكون الأهداف جميعها عسكرية, وأشارت الوكالة, إلي أن الولاياتالمتحدة تحاول حشد تأييد دولي وإقليمي لشن عملية عسكرية سريعة ضد سوريا دون الحاجة إلي موافقة مجلس الأمن, مبررة ذلك بأسباب أخلاقية, في حالة ثبوت استخدام قوات النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المعارضة في مجزرة الغوطة الأخيرة, خاصة مع علم واشنطن أن روسيا والصين ستستخدمان الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار دولي بضرب سوريا. وفي واشنطن, طالب أعضاء بالكونجرس أمس, البيت الأبيض بضرورة التشاور معهم بشأن خطط الإدارة الأمريكية تجاه سوريا, خاصة في الوقت الذي أظهر فيه استطلاع للرأي أجرته رويترز ومؤسسة إيبسوس, أن نحو60% من الأمريكيين يرفضون تدخل بلادهم عسكريا في سوريا. وفي لندن, كشف متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, أن القوات البريطانية تضع الآن بالفعل خطط طوارئ لشن عمل عسكري محتمل في سوريا, إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار حول نوع هذا العمل المحتمل, في حين دعا كاميرون أمس مجلس العموم لقطع عطلته الصيفية, والانعقاد بشكل طارئ غدا الخميس لبحث الوضع في سوريا. وفي أنقرة, واصلت تركيا لهجتها التصعيدية, بتأكيد وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو, استعداد بلاده للانضمام إلي أي تحالف دولي ضد نظام الأسد. وكشفت صحيفتا صباح ووطن عن أن أنقرة ستقدم دعمها لقوات التحالف الدولي بست طائرات حربية إف61, يقتصر دورها علي الاستطلاع الجوي فقط دون قصف أي أهداف, إضافة إلي المساعدة بمعدات الرادار, وتقديم المساعدات الإنسانية عبر الأسطول البحري, مع إتاحة استخدام قوات الناتو لقاعدة إنجيرليك الجوية. وفي دمشق, بدأ النظام السوري يتعامل مع أنباء الضربة العسكرية الوشيكة علي أنه أمر لا مفر منه, وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم, إن بلاده ستدافع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة, وأنها تملك وسائل للدفاع عن النفس ستفاجئ الآخرين, بحسب تعبيره, محذرا من أن أي اعتداء عسكري علي بلاده لن يخدم سوي تنظيم القاعدة وإسرائيل, وأضاف أنه من الوهم تصور أن أي ضربة أجنبية لسوريا يمكن أن تحدث توازنا للقوي في الصراع بين قوات الرئيس السوري ومقاتلي المعارضة, مؤكدا أن دمشق ليست لقمة سائغة, وستمضي قدما في حملتها العسكرية ضد الجماعات المسلحة, وتوقع ألا تتخلي روسيا عن سوريا. وفي القدسالمحتلة, قال داني يعالون نائب وزير الدفاع الإسرائيلي, إن إسرائيل لن تتدخل في الأزمة السورية,, لكنها تعرف كيفية حماية نفسها ومصالحها, وفي طهران, حذرت إيران من أن التدخل العسكري ضد دمشق قد تكون له عواقب وخيمة علي سوريا والمنطقة برمتها. وفي ضوء هذه الأجواء الملتهبة, ارتفع سعر البترول في الأسواق العالمية خام برنت إلي112 دولارا للبرميل أمس, مسجلا أعلي مستوياته في نحو ستة أشهر.