الاستقواء بالخارج ليس فقط خيانة وعمالة وتهديد للأمن القومي وإنما ايضا جناية في قانون العقوبات يعاقب مرتكبها بعقوبات تصل إلي الإعدام بتهمة التعامل مع جهات اجنبية للاضرار بالبلاد سواء في حالة السلم أو الحرب. الاستقواء بالخارج حدث في حالات كثيرة ابرزها قضية التمويل الأجنبي وأيضا في الأزمة الأخيرة التي حاولت فيها تيارات كثيرة استعمال الضغوط الخارجية لفرض أجندتها وتحقيق مصالحها. والسؤال: لماذا الاستقواء بالخارج بدلا من الاستقواء بالشعب؟ وما مخاطر ذلك علي الوطن وأستقراره؟! الاستقواء بالخارج في قضايا داخلية يعتبر خيانة للوطن ومن قبل ذلك فهو أمر محرم شرعا لأن الله نهي عن اتخاذ الأعداء أولياء أو الاستنصار بهم خاصة حينما تستنصر بهم تأييدا لباطل في مواجهة الحق. هذا ما أكده المستشار الدكتور هشام الرفاعي رئيس محكمة الجنح المستأنفة.. وأضاف: أنه لا أحد يستطيع أن يماري في أن إرادة الشعب المصري هي التي أحدثت التغيير الذي نعيشه الآن فيجب علي الجميع أن ينصاع إلي إرادة الشعب فضلا عن أن الاستقواء بالخارج يشكل جرائم جنائية يعاقب عليها قانون العقوبات المصري وهي الجنايات والجنح المضرة بالدولة المنصوص عليها في الباب الأول من الكتاب الثاني من قانون العقوبات الذي فصل الجرائم التي ترتكب عن طريق التعاون مع دول أجنبية أو جهات أجنبية للإضرار بالبلاد سواء في حالة السلم أو الحرب. نظرة تخلف أما المستشار محمد إبراهيم خليل نائب رئيس محكمة النقض الأسبق فيقول: فكرة الاستقواء بالخارج هي إلغاء قدرتي الفردية في الداخل واللجوء إلي القوة الخارجية لأعمل بها وفي ظلها دون أن تكون لقدرتي الذاتية الكلمة الأخيرة أو السيطرة الفعلية.. وهذا يعني أنني أعمل لحساب هذا الخارج مضحيا بالمصلحة الداخلية للوطن إلا فيما يتعارض مع مصلحة الخارج, أما الاستعانة بالخارج فهو دعم لقوتي في الداخل وقدرتي وعمل مصلحة الداخل وهو كسب لأعوان لا كسب لفاعلين.. ويؤكد المستشار محمد إبراهيم خليل أنه يجب أن يستقوي الحزب بأهله ومواطنيه فيشرح لهم بالخارج وأساس هذه الصلة ومدي خضوعه لتوجهاته وغير ذلك. فلا يمكن قبوله لأنه يعد نصرة للخارج علي حساب الوطن وما حدث من نداءات من جماعات الإسلام السياسي للاستقواء بالخارج هو نظرة تخلف وخطأ في التحليل والتقييم والتقدير.. وأخشي الاستقواء بالقوة والاعتماد عليها في المنافسة علي الشارع.. فمخاطر القوة المادية سواء كانت مالية أو مادية أو قبلية أو تجمعية في أنها لا تغلب الفكر ولكنها تغلب القدرة. والقدرة هنا قد تكون غاشمة وتلك هي الخطورة في الاستقواء بالخارج. جريمة أخلاقية ويري الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد أن الاستقواء بالخارج خيانة للوطن وليس من قبيل العمل السياسي وبالتالي فإن أي قوة سياسية داخل أي وطن تستقوي بشعبها وتقر قواعد اللعبة السياسية وأن موازين القوي السياسية الحكم. لذلك لا يجب الاستقواء بالخارج. ويؤكد الدكتور جمال زهران أن سبب استقواء جماعات الإسلام السياسي وغيرها بالخارج هو وجود قنوات اتصال تعمل لتحقيق مصالح مشتركة. ولذلك يجب علي الدولة أن تعتبر الذين يتصلون بالخارج للاستقواء به ضد إرادة الشعب يعملون عملا إجراميا وبالتالي يحاكمون باعتبارهم عملاء. لأن ذلك ما يتم في أمريكا وغيرها!! فلو أن هناك شخصا ما اكتشف أنه قد حصل علي تمويل ولو كان مليم واحد يعتبرونه عميلا أجنبيا ويحاكم.. فعلي الدولة بكل أجهزتها أن تقوم بدورها ضد كل من يحاول الاستقواء بالخارج لأن ذلك يكون ضد مصلحة الوطن وإرادة الشعب والشعب كله لا يوافق عليها. شرق أوسط جديد ويتساءل المهندس مصطفي شعبان مساعد رئيس حزب الوفد: منذ متي كان الاسلام السياسي ذو النزعة العدائية للغرب يستقوي بالخارج؟ فهذه الفترة والتصرفات لجماعات الإسلام السياسي حديثة العهد.. ويري المهندس مصطفي شعبان أن المخطط الأمريكي لبناء شرق أوسط جديد جعلت من الممكن قيام أرضية مشتركة بين جماعات الإسلام السياسي والرؤية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط حيث إن أمريكا ترغب في إعادة تنظيم وتقسيم الشرق الأوسط بما يكفل أمن إسرائيل إلي الأبد وأن يتم تأمين منابع النفط العربية بحيث لا يتم تهديد الغرب بواسطة النفط العربي ما إذا حدثت مواجهات في حالي تغيير النظام ففي حقيقة الأمر كما يري المهندس مصطفي شعبان أن أمريكا كانت راغبة في أن الإخوان تقيم دولة الخلافة وقد دعم الغرب الفكرة كثمن تتقاضاه جماعة الإخوان مقابل تنفيذ المخطط الأمريكي في إعادة ترسيم الشرق الأوسط الجديد. ويؤكد المهندس مصطفي شعبان أن جماعات الإسلام السياسي تحاول الاستقواء بالخارج في مواجهة الجيش المصري الذي يتميز بوطنيته مما جعل هذا الجيش هو العقبة في سبيل تنفيذ المخطط الأمريكي لترسيم الشرق الاوسط الجديد.