تعد الأعمال الدرامية من أكثر الوسائل المؤثرة علي المشاهدين فهي من أكثر الألوان التي يلتف حولها الجمهور وينجذب اليها. فهل يمكن استخدام هذا التأثير في تقديم رسائل تساهم في نبذ العنف والتطرف خاصة في المرحلة التي تشهدها مصر حاليا؟ وكيف يمكن أن تقوم بهذا الدور؟ حول هذه القضية نتعرف علي آراء المؤلفين والمخرجين والنقاد. في البداية تقول الفنانة القديرة سميرة أحمد: بالطبع الأعمال الدرامية لها دور مهم وقوي في نبذ العنف والتطرف وتشهد علي ذلك الأعمال المختلفة للكاتب وحيد حامد ومنها' الجماعة' و'العائلة' وغيرها من الإعمال التي شكلت وجدان الجمهور وساهمت في طرح أفكار وقضايا تفيد أفراد المجتمع وتساهم في تنمية قيم الإيجابية فيه وهناك أعمال حديثة عرضت في رمضان الماضي وكانت تسير في نفس الإطار ومنها' بدون ذكر أسماء' لوحيد حامد و'موجة حارة' قصة الراحل أسامة أنور عكاشة وسيناريو مريم ناعوم. ولذلك فلابد من الاستمرار علي هذا طريق في صناعة الدراما لتوضيح الحقائق وطرح المواقف التي تعالج القضايا التي نعيشها في الوطن فهذا دور مهم للفنان والأعمال الفنية. ويقول الكاتب محمد الباسوسي: بالطبع للدراما التليفزيونية دور مهم في التأثير علي الجمهور بما تقدمه من مادة درامية فهي أكثر وسيلة من وسائل الإعلام والفن تصل للمشاهدين ولذلك فالرسالة التي نريد توصيلها تكون أسهل وأسرع عندما تصل عن طريق الفن ولذلك فقد تم استخدامها من قبل والآن في تقديم النماذج من الأعمال الفنية والشخصيات التي تتحدث عن صراع الأقوياء والعنف وتقدم رسالة لنبذ العنف والتواصل مع الآخر. ومع ذلك فالفن وحده لا يكفي بل لابد من توصيل تلك الرسائل بشكل مستمر من خلال مؤتمرات وندوات تجوب الصعيد والمحافظات المختلفة لنشر ثقافة السلام ونبذ العنف ولابد من تكاتف كل المؤسسات في هذا الإطار. ويوضح الكاتب محمد الغيطي: ان الدراما لها دور أساسي في نبذ التطرف والعنف وهو ما نجده في أعمال كثيرة للكاتب وحيد حامد الذي قدم رسالة تنويرية للمشاهدين من الأعمال التي ناقشت موضوعات في هذا الإطار ولإيماني بأهمية دور الدراما في ذلك فانه لا يخل عمل من أعمالي إلا وناقش هذه القضية ومنها' أيام الحب والرعب' و'صرخة أنثي' و'حد السكين' و'ملح الأرض' و'عواصف النساء' و'حواري وقصور' وغيرها من المسلسلات التي كنت أصر علي تقديم نموذج في سياقها الدرامي لإبراز هذه القضية المهمة. واعتقد ان الفترة المقبلة تتطلب من الدراما ان تهتم بشكل اكبر بتقديم هذا المضمون والحث علي نشر ثقافة السلام والمودة والتراحم بين الناس فلابد ان تكون الدراما سلاح في معركة التنوير ويكون التعامل ليس بشكل مباشر حتي لا تفقد جاذبيتها ولكن تأخذ بعدا اجتماعيا بشكل فني يرصد حكايات إنسانية تحمل الرسالة التي تأتي في صالح المجتمع. ويقول المخرج مجدي أبو عميرة: للدراما تأثير قوي ومؤثر ولو تذكرنا مسلسلات منذ02 عاما لوحيد حامد وإسماعيل عبد الحافظ وناقشت التطرف ونبذ العنف وكان لها تأثير إيجابي ووصلت للمشاهدين وأثرت فيهم ولذلك فقد كان لي اهتمام بهذا الشأن في الدراما التي أخرجتها ومنها مسلسلات' الضوء الشارد' و'التوأم' واللذين تطرقا لهذه القضية في وقت مبكر وأنادي باستمرار ممارسة الدراما لهذا الدور خاصة في التوقيت الذي نعيشه حاليا فنحن كصناع دراما يجب أن يكون اهتمامنا في هذه المرحلة بتلك القضية وطرحها بعد أن اختفت علي مدي العامين الماضيين. ويقول المخرج وائل فهمي عبد الحميد: لابد من تغيير الفكر الذي تصاغ به الأعمال الدرامية في المرحلة المقبلة ونتجه لصناعة مسلسلات تبين التسامح وحب المصريين لبلدهم واستيعاب الأشخاص لبعضهم البعض والاستجابة للطرف الآخر والتعاون معه وعدم الإقصاء خاصة في الواقع الذي نعيشه في محاولة لتغيير السلوك ولابد من تقديم أعمال درامية تدعو لان نكون يدا واحدة ونبتعد عن الانقسام انني ايضا افكر في عمل مسلسل تليفزيوني جديد يشترك في بطولته ممثلون من كل أنحاء الوطن العربي في محاولة درامية لتوحيد الصف العربي. ويقول الناقد نبيل سعد: إن الفن وبالتحديد الأعمال الدرامية هي أفضل وسيلة للتعبير وأسرع وأسهل وسيلة للوصول للجماهير ولكن لابد ان يكون للأعمال الدرامية مواصفات للجاذبية فمن ينسي أعمال وحيد حامد التي قامت بدور مهم في طرح هذه القضية وغيره كثيرون من الكتاب الشباب الذين استطاعوا ان يعبروا عن المضمون في أشكال متعددة لتوصيل رسالة نبذ العنف والإرهاب, والوقت الذي نعيشه في مصر الان هو أحوج الأوقات لتقديم مثل هذه الدراما التي تساهم في إصلاح المجتمع ونشر ثقافة سلام بين أفراده ولابد من تقديم دراما أكثر عمقا للوصول للهدف الذي ننشده لتقوية الوعي الوطني وهي قادرة علي ذلك, وأطالب أيضا القنوات الأرضية والفضائية بإعادة عرض المسلسلات الدرامية التي تساهم في طرح القضية وحققت نجاحا وتجاوبا لدي مشاهدين وكان لها أثر في نبذ العنف والتطرف.