فجأة وبدون سابق انذار قررت الادارة الامريكية الغاء مناورات النجم الساطع التي كان مقررا اجراؤها أواخر سبتمبر المقبل بين البلدين.. القرار جاء احتجاجا علي الاحداث الاخيرة في مصر والتي تعتبر من صميم الشئون الداخلية المصرية.. الخبراء يقولون ان هذا القرار يحمل ابعادا سياسية ولا يحقق اية اضرار بالجانب المصري.. والسؤال: من يدفع الثمن الاكبر جراء الغاء النجم الساطع؟ في البداية يقول اللواء خالد مطاوع الخبير الاستراتيجي: إن مناورات النجم الساطع هي مناورات مشتركة بين الجيشين المصري والامريكي تجري منذ الثمانينيات في بمنطقة البحر المتوسط والهدف المعلن لها رفع الكفاءة القتالية لكلا الطرفين. ومع تلاحق الأحداث الاخيرة في مصر منذ30 يونيو ونجاح القوات المسلحة في عزل محمد مرسي من الرئاسة بدا واضحا ارتباك الموقف الامريكي خاصة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة والمظاهرات والمسيرات التي قام بها انصار الرئيس السابق قررت الادارة الامريكية إلغاء مناورات النجم الساطع هذا العام في محاولة من جانبها للضغط علي مصر. في تقدير اللواء مطاوع فان امريكا كانت تدعم مرسي والإخوان و بعد عزله ساندت30 يونيو وخارطة الطريق ثم عادت للتراجع مرة اخري تحت تأثير المظاهرات التي شهدتها القاهرة والمحافظات من جانب انصار الرئيس السابق, ومن الواضح ان امريكا تحاول بهذا القرار ممارسة ضغوط علي مصر وعرقلة تنفيذ خارطة الطريق التي كان مقررا لها ان تبدأ خلال ستة اشهر. مطاوع يؤكد ان القرار الامريكي يستهدف ايضا إظهار الادارة المصرية المؤقتة في صورة العاجز لفشلها في تنفيذ خارطة الطريق مما يفتح الباب امام التدخلات الخارجية او استدراج مصر الي حرب اهلية او اقتتال داخلي وحيث ان واشنطن عاجزة عن وقف المعونة المقررة ضمن اتفاقية السلام لم تجد امامها غير الغاء النجم الساطع. الخبراء يؤكدون ان القرار الامريكي لا قيمة له تقريبا فالجيش المصري يشارك في هذه المناورات بقوات رمزية من الوحدات العسكرية ولا تحقق فائدة كبيرة من جراء هذه المناورات التي تعتبر في حد ذاتها شكلية ولا يمكن الاعتماد عليها في وضع خطط لمواجهة عدو مصر الحقيقي الذي يعتمد تسليحيا وتدريبيا علي الولاياتالمتحدة بل انه يمكن القول ان امريكا هي المستفيد الاكبر من هذه المناورات التي تتيح لها خبرة التعامل مع ظروف واجواء المنطقة. أما اللواء حمدي بخيث المحلل فيري أن المناورات العسكرية كانت إحدي نتائج ودعائم العلاقات المصرية الأمريكية علي المستوي العسكري الي جانب مناورات اخري مشتركة مع دول اخري منها بريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية تسعي للتعاون معنا في هذا المجال لتحقيق الاستفادة المشتركة. بالطبع النجم الساطع تعطي فرصة للتعرف علي أحدث التطورات في الجيش الامريكي خاصة فيما يتعلق بالمعدات والتكنولوجيا لكن عائدها لا يعتبر كبيرا بل ان أداء القوات المصرية علي المعدات الامريكية أعلي باعتراف الامريكان من اداء القوات الامريكية علي نفس المعدات وهو ما يؤكد ان قرار الالغاء يلحق ضررا اكبر بالجانب الامريكي. وعموما فالمناورات المشتركة بشكل عام تمثل إطارا لتنمية العلاقات العسكرية بين الدول لكن لا يمكن الاستفادة منها كثيرا في الحروب حيث يتمسك كل طرف في هذه المناورات بالأسرار العسكرية والقدرات الدفاعية حتي لا تؤثر علي مواجهته لأية اخطار مستقبلية محتملة وفي اطار العقيدة العسكرية التي تؤمن بأن صديق اليوم قد يكون عدو الغد والعكس.وأن عدو اليوم قد يكون صديق الغد. أما الفريق حسام خير الله وكيل أول المخابرات الاسبق يؤكد أن أمريكا الخاسر الاكبر من إلغاء مناورات النجم الساطع هذا العام لأن هذه المناورات فرصة لها للافادة من مناخ الشرق الأوسط وطبيعته الصحراوية المختلفة والاحتكاك مع الجيش المصري للتعرف علي قدرة المقاتل المصري علي مواجهة تلك الظروف وسبل الامداد مع التسليم طبعا بان الجانب المصري يستفيد من وسائل التكنولوجيا الحديثة وكيفية الإفادة منها وهو ما يمكن معالجته بوسائل كثيرة ليس هذا مجال الاعلان عنها. وباعتراف الفريق خير الله فإن امريكا هي الخاسر الاكبر من الغاء النجم الساطع.