في مواجهة الارهاب لا مفر من الردع.. وهذا ما تنفذه قواتنا المسلحة الباسلة في عمق سيناء دفاعا عن أمننا القومي وبهدف استعادة السيادة الكاملة علي أرض الفيروز. طائرات الأباتشي تواصل رصد وقصف البؤر الارهابية والعمليات المتواصلة علي الأرض حتي دفعت الجماعات المسلحة للتراجع والاختباء في الكهوف والمغارات الجبلية. عملية تطهير سيناء نجحت باعتراف كل الخبراء في تقليص العمليات الارهابية لكن القضاء علي الارهاب بشكل حاسم يلزمه استراتيجية متكاملة لتنمية هذه القطعة الغالية من أرض الوطن. والسؤال المطروح الآن:كيف تبدو الصورة الآن من قلب سيناء.. وماهو المطلوب لدعم عمليات تطهيرها من العنف والارهاب؟ في البداية يؤكد اللواء عادل سليمان مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية, ان التهاب الأوضاع في سيناء سببه وجود مجموعات مسلحة لها أكثر من تصنيف الي جانب عصابات التهريب المنظمة التي تدير أكبر عمليات تهريب للبشر في مصر وإفريقيا. وهذه شبكة دولية منظمة ومسلحة, وكل هؤلاء يهمهم بالدرجة الأولي ألا تكون هناك سيطرة علي شمال سيناء. أضف إلي ذلك الجماعات السلفية الجهادية والجماعات المرتبطة بالقاعدة والتي تضم مصريين وجنسيات أخري, إضافة إلي المجموعات المسلحة. وسيناء كما يقول اللواء سليمان تقدر مساحتها بحوالي16 ألف كيلو متر مربع ويسكنها053 ألف نسمة وجميعها مناطق صحراوية أو جبلية. والارهابيون يتحركون فيها من مكان إلي آخر بسرعة فائقة, حيث يتجولون إما بالموتوسيكلات أو بسيارات الدفع الرباعي, ومعهم الخيام والتجهيزات, لذا فإن طائرات الأباتشي هي الحل الوحيد لرصد هؤلاء والوصول اليهم, لكن العمليات الجارية في سيناء يلزمها مساندة وولاء القبائل والعشائر في سيناء. وباعتراف الشيخ عبدالحميد محمد سليم أحد مشايخ سيناء, فإن الوجود الأمني المكثف لم يوقف هجمات المسلحين علي الجيش والشرطة بشكل تام, مما يتطلب ملاحقة العناصر الارهابية والاجرامية والقبض عليهم وتعزيز القوات البرية للسيطرة علي الأرض مع دعمها بقوات جوية قادرة علي مواجهة المهاجمين بكفاءة عالية, مع تبديل أماكنها. ويضيف الشيخ عبدالحميد نحن علي أتم الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم لقواتنا المسلحة درع مصر الواقي, كما كنا نفعل دائما, والمطلوب تكاتف جميع القوي السياسية من أجل مصر ودفاعا عن أمنها واستقرارها في مواجهة كل ما يحاك ضدها من مؤامرات خارجية. علي الجانب الآخر يؤكد الدكتور صيدلي حسام الرفاعي من العريش وناشط سيناوي: الأوضاع عندنا غير واضحة. فالعمليات العسكرية تجري في سرية تامة, لكنني أدين استهداف أبنائنا من الجيش والشرطة والمدنيين. فهذا شيء مؤلم لنا جميعا ونرجو سرعة الانتهاء من العمليات العسكرية لفض هذه الهجمات الارهابية بسرعة, بحيث يعود الأمن والأمان والاستقرار لأهالي سيناء.. ونحن كأهالي سيناء علي أتم استعداد لمساعدة القوات في القضاء علي الارهاب بصورة سريعة وأيضا كل البؤر الاجرامية الموجودة خاصة في منطقة العريش والخروبة والشيخ زويد ورفح المصرية. لذلك نريد وجودا أكبر من الجيش والشرطة داخل مدينتي العريش والشيخ زويد, مع فرض السيطرة الأمنية علي جميع النواحي الحياتية وتسليحهم تسليحا قويا. مع التعامل بالحزم والشدة والسرعة, فالدولة مطالبة بفرض سيطرتها علي سيناء والقضاء علي ظاهرة حمل السلاح إلا بترخيص واحالة المخالفين للمحاكمة, مع اعادة النظر في خطة تنمية سيناء لتصبح شاملة وحقيقية وليست فقط بالمؤتمرات, مع معالجة القضايا المهمة فورا وتخصيص ميزانية لسيناء وتوفير فرص عمل لشباب سيناء. ويقول سمير فارس موجه بوزارة التربية والتعليم برفح المصرية إن الشريط الحدودي من رفح حتي طابا بطول280 كم يحتاج تنمية حقيقية بإقامة قري ومدن جديدة وانشاء محافظة وسط سيناء بهدف تنموي ودعما للأمن القومي بصرف النظر عن عدد السكان الموجودين مع تهجير مواطنين من المحافظات الأخري الي هذه المنطقة مع توصيل مياه ترعة الاسماعيلية تحت قناة السويس لتخترق وسط سيناء في اتجاه الشرق حتي الحدود الدولية واقامة مجتمعات متكاملة زراعية وصناعية بها لأن هذه المنطقة تتميز بجودة اراضيها وصلاحيتها للزراعة خاصة الزيتون والقمح الفواكه وإن توفير البنية اللازمة من مساكن ومساجد ومدارس وخطوط كهرباء ومياه ومستشفيات وخدمات متكاملة تشجع علي الاقامة والاستقرار. ويشدد فارس علي ضرورة تنفيذ قانون التمليك لكل المواطنين في سيناء وأن كل من يستصلح أرضا يمتلكها بعقد رسمي من الدولة بشرط عدم التصرف فيها للآخرين, مشيرا الي ضرورة توزيع هذه الأراضي الشاسعة في وسط سيناء علي شباب كليات الزراعة لاستزراعها وتملكها مع توطين كل السكان المقيمين حول هذه الترعة واعطاء الأولوية للشباب بهدف دعم الارتباط بالأرض, والمؤكد أن تقسيم سيناء الي ثلاث محافظات أولاها جنوبسيناء وتقوم علي السياحة ووسط سيناء وتقوم علي الزراعة واستغلال الموارد الطبييعة مثل الجرانيت والرمال الزجاجية والرخام والحديد والمنجنيز والغاز الطبيعي, وشمال سيناء أيضا وهي تتمتع بالامكانات الزراعية والصناعية والسياحية مع استكمال إنشاء جامعة حكومية في العريش التي تتمثل في بعض الكليات الجامعية التابعة لجامعة قناة السويسبالاسماعيلية والكليات الموجودة حاليا هي التربية الرياضية والتربية والعلوم الزراعية والبيئة ووجود المحافظة الثالثة وسط سيكون فيها مديريات الخدمات المتنوعة كمديربة الأمن والصحة والتعليم وغيرها وهذا يؤدي الي تخفيف الأحمال و المسئولية عن المديريات المختلفة في شمال سيناء., سعيد اعتيق من شباب الثورة بشمال سيناء.. يري أن القضاء علي البؤر الارهابية يلزمه وقت والتنظيمات الموجودة بسيناء تعمل منذ سنوات طويلة وتوغلت بدرجة كبيرة في شمالها كما أن الامتداد الجغرافي والسكاني بين قطاع غزةوسيناء. أدي الي تغلغل عناصر من حماس داخل سيناء مما يستوجب دعم الشرطة والجيش بصورة كبيرة في شمال سيناء للقضاء علي العنف ومواجهة العابثين بأمن مصر القومي ونحن كأهالي سيناء نريد من الفريق عبد الفتاح السيسي استدعاء أبناء سيناء للعمل بجانب القوات المسلحة المصرية لسرعة القضاء علي الارهاب. ويقول اللواء دكتور سامح أبو هشيمة الخبير الأمني إن الأوضاع في سيناء تتطلب الحسم السريع خاصة من جانب القوات الخاصة فلابد من التعامل بسرعة من الداخل... أما بالنسبة لطائرات الأباتشي فإنها تجوب محافظة شمال سيناء لرصد العناصر الارهابية وتحديد اماكنها والتعامل معها.. وقال أبو هشيمة إن القوات المسلحة حريصة كل الحرص علي أبنائها وعلي أرض الوطن وسلامة المواطنين الشرفاء.