عام مضي علي قرار الرئيس المعزول محمد مرسي بإقالة المشير حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة السابق والفريق سامي عنان رئيس الأركان, وتعيين الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع. هذا العام استطاع الفريق السيسي أن يرفع من كفاءة القوات المسلحة المصرية من خلال التدريبات, والمشروعات التدريبية علي مدي العام, وحاول البعض أن يلوث من سمعة جيش مصر وقادته, وخاصة من جماعة الإخوان, بل حاول الكثيرون الوقيعة بين أفراد القوات المسلحة, ودب الفرقة بينهم, وعلي الرغم من ذلك عملت القوات المسلحة علي قلب رجل واحد خلال مرحلة من أصعب المراحل التي مرت علي مصر, من خطر الإرهاب في سيناء, وصراعات سياسية داخلية خلفها ودبرها جماعة الاخوان. إلي أن جاء انحياز القوات المسلحة المصرية لإرادة شعبية جارفة يوم30 يونيو لرفضهم حكم الإخوان الذي أفسد الحياة السياسية المصرية. ولم يتوقف دور القوات المسلحة عند هذا الحد, ولكنها تخوض حربا ضد الارهاب وجماعته التي أخذت من أرض سيناء مقرا لها. اللواء دكتور محمد القباري الخبير الامني والاستراتيجي قال إنه بنهاية فترة المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي كانت القوات مسلحة منتشرة في جميع أنحاء البلاد, لتأمين ثورة25 يناير, والمنشآت والأهداف الحيوية وتسيير الأمور في البلاد مما انهك القوات المسلحة من خلال قيامها باعمال اضافية التي تسببت في انخفاض مستوي الكفاءة القتالية والقدرات الخاصة بالقوات المسلحة. وأضاف القباري أنه بتعيين الوزير الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع بعد تنحية المشير طنطاوي والمجلس الاعلي للقوات المسلحة السابق. قام الفريق أول عبدالفتاح السيسي باستكمال قراءة المشهد السياسي للبلاد, ووضع القوات المسلحة حيث إنه كان ملما بالموقف العام والخاص مع التأهيل العلمي الراقي له الذي كان مؤهلا علي المستوي الاستراتيجي العسكري في أكاديمية ناصر العسكرية بالاضافة إلي تأهيله الاستراتيجي السياسي في كلية الدفاع الوطني الأمريكية. وبذلك أصبح من أكبر القادة المؤهلين للعمل في مجال الاستراتيجية القومية بالاضافة إلي تخصصه العسكري وتابع القباري أن السيسي بدأ بذلك استسعادة الكفاءة القتالية للقوات والتشكيلات واستعادة القدرة الخاصة بالقوات المسلحة مثل المشروعات التكتيكية بالجنود والرماية التكتيكية واجراء تفتيشات الحرب والتفتيشات الكاملة علي وحدات وتشكيلات القوات المسلحة حتي اطمأن علي عودة واستكمال الكفاءة القتالية للقوات المسلحة خلال ذلك العام. ولفت القباري إلي أن السيسي قام بعمل اللقاءات والمؤتمرات الجماهيرية والمعنوية سواء مع أفراد القوات المسلحة أو مع وسائل الاعلام لشرح وببيان قدرات القوات المسلحة, ومدي ارتباطها بالشعب. وأضاف أن أكبر الاختبارات امام السيسي مدينة بورسعيد ومدن القناة حيث أمتص غضب الجماهير واعاد الثقة بينه وبين القوات المسلحة, واعاد الهدوء لمدن القناة وانهي الأزمة بسلام والتي كان سببها القيادة السياسية السابقة بقيادة مرسي وجماعته الذين تعاملوا مع هذه القضية دون وعي بمفاهيم الأمن القومي المصري. وأكد القباري أن من هذا المنطلق زادت ثقة الشعب بالقيادة العسكرية, واصبح لها مفر تلجأ اليها في حالة الثورة والاحتجاج علي نظام الحكم المستبد. ومن هنا كانت تلبية القوات المسلحة لحركة تمرد والحركة الشرعية لتأمينها ضد التهديد المباشر بالسحق والقتل والضرب من العناصر المؤيدة للحكم المستبعد, وتم تنويع ذلك بنزول القيادة المسلحة لكفاءتها العالية والسيطرة علي منشآت الدولة وتأمينها, ودعم حركة تمرد الشعبية وخروج الشعب في احتجاجه ضد الحكم دون اعتداء أو اي اراقة دماء, وتم وضع خارطة طريق بعد عزل القيادة المستبدة, وتم تنفيذها طبقا لما هو موضوع ومحدد طبقا لمطالب الشعب. ومن جهته آكد اللوء اسامة الجريدلي مدير المركز الدولي للدرتسات المستقبلية والاستراتيجية ان القوات المسلحة عملت علي التركيز المستمر علي رفع الكفاءة القتالية لكافة الافرع والتشكيلات خلال العام الماضي وهو امر كان واضحا للرآي العام. وقال الجريدلي ان الخلفية العسكرية للفريق السيسي والذي كان مديرا للمخابرات الحربية والاستطلاع قبل تعينه وزيرا للدفاع وهو امر لا شك فيه انه عكس العديد من الايجابيات التي يمكن تلمسها من خلال طبيعة تفكيره الاستراتيجي وهو الامر الذي يمكن الشعور به من خلال تصريحاته التي ادلي بها هو والمؤسسة العسكرية التي اكدت التزامها بالموضوعية وجوانب التحليل السليم. واضاف الجريدلي انه لن يغفل التاريخ ابدا انحياز القوات المسلحة لارادة الشعب في ثورته في 30 يونيو وبما يعكس التلاحم الوثيق بين الشعب والجيش ومشاركة القوات المسلحة في حماية وتأمين الوطن ومنشاته والمواطنين وهو ما برز في عمليات تامين الحدود المصرية وتدمير الانفاق وعبور السفن في قناة السويس ومن جهته قال اللواء عادل سليمان مدير منتدي الحوار الاستراتيجي انه لم يكن هناك وجود للمجلس العسكري عقب الانتخابات الرئاسية وهذا دور طبيعي أما فيما يتعلق باداء الفريق السيسي خلال العام المنصرم والذي كان وقتها وزيرا للدفاع والانتاج الحربي أشار سليمان إلي ان الفريق السيسي ركز جهوده خلال هذا العام لاستعادة قدرة وكفاءة القوات المسلحة القتالية من خلال التدريبات والمناورات وغيرهم.