مازال مسلسل الفوضي والعشوائية في توزيع المقررات التموينية مستمرا, حيث فوجئ المواطنون بوقف صرف باقي الحصة التموينية لهم عن شهر يوليو. رغم تصريحات الدكتور محمد أبو شادي وزير التموين بأنه ستتم إعادة توزيع باقي الحصص..المواطنون حائرون بين التصريحات الوردية حول توفير السلع التموينية كاملة عند التجار والمجمعات الاستهلاكية, ونفي التجار التموينيين حصولهم علي الحصص كاملة, مؤكدين أن التأخير يأتي من الشركة الموردة. شكاوي وقصص درامية كشفها مواطنون محدودو الدخل ل تحقيقات الأهرام..الكل يعاني في الحصول علي مقرراته التموينية, ومع تكرار الرد من المسئولين مفيش زيت ولا أرز حدث ارتفاع جنوني في الأسعار في السوق السوداء. البداية مع ياسر محمد جمالالذي يقول إن عدد أفراد البطاقة الذكية الخاصة بي أربعة, لذلك كنت أحصل علي6 زجاجات زيت و8 أكياس سكر ومثلها من الأرز, إلا أنني فوجئتفي شهر يوليو بصرف نصف الكمية من الأرز والزيت, وتسلمت زجاجتين فقط من الزيت و4 أكياس من الأرز, و8 من السكر, فهل هذا يكفي احتياجات أسرة مكونة من4 أفراد شهريا؟ وأضاف أنه عندما توجه لصرف التموين عن شهر أغسطس اكتشف أن الكميات التي يتم صرفها نصف الكمية أيضا فهل هذا يرضي وزير التموين ؟ وبنبرة حزينة يقول محمد عبد اللطيف بالمعاش إن نقص كميات السلع التموينية في المجمعات الإستهلاكية أشعل شرارة الغضب في نفوس المواطنين البسطاء, فبعد أن حددت وزارة التموين زجاجة زيت واحدة من دوار الشمس لكل فرد مسجل علي البطاقة التموينيةفوجئنا بخصم نصف الكمية مرة أخري, ولم نحصل علي مستحقاتنا التموينية كاملة, مما أدي إلي زيادة أسعار الزيوت بشكل عام علي كاهل المواطنين. ويقول سعيد طلعت موظف بمصلحة السجون من منطقة روض الفرج: أمتلك بطاقة ذكية تضم4 أفراد ولم أحصل علي السلع التموينية كاملة حتي نهاية الشهر, وبرر التاجر تأخير وصول الكميات بسبب عدم وجود كميات كافية للمواطنين. وتقول سلوي طلعت موظفة بهيئة النقل والمواصلات من منطقة شبرا: لقد تغيرت المقررات التموينية التي أحصل عليها من الجمعية الاستهلاكية فبعد أن كنت أحصل علي6 زجاجات زيت ونصف الزجاجة أصبحت أحصل علي اثنتين فقط, فهل هذا عدل؟ إننا نعيش ظروفا صعبة في ظل الغلاء المتصاعد في كل شيء, لذلك نعاني معاناة شديدة بسبب نقص الزيت. وبصوت واهن تقول سلوي: ارحموا البسطاء والأسر المتوسطة الحال, لأن متطلبات الحياة صعبة ولا تحتاج إلي زيادة في أعبائها. وطالبت سلوي بعودة الكميات التي كانت تصرف علي البطاقات وتحدد كيلو ونصف للفرد, حتي نقضي علي الأزمات المتلاحقة بكميات الزيت والأرز, ونلبي احتياجات المواطنين. بينما تشير هبة المرسي خريجة كلية التجارة إلي غياب العدالة الاجتماعية في توزيع المقررات التموينية التي وصفتها ب السيئة وتتساءل: كيف تحصل أسرة مكونة من5 أفراد علي زجاجتين من الزيت فقط, بعد خصم نصف الكمية بدون مبرر علي الإطلاق؟!. أما إيمان عبد الله مدرسة- فتري أن نوع الزيت الجديد المخصص للبطاقات التموينية لا يتناسب مع الأسر المصرية حيث إنه يتطاير بسرعةعندما يتم استعماله, ولا يكفي للقلي والتحمير به أكثر من مرة,كما أن كميته تنخفض كثيرا مع استخدامه لأول مرة, بعكس زيت الصويا الذي كان يوزع علي البطاقات في الفترة الماضية ويتم استخدامه أكثر من مرة ويكفي حاجة الأسرة البسيطة. ويعلق إبراهيم عبد الله صاحب محل لتوزيع الأحذية الرياضية قائلا: إن تغيير نوع الزيت التمويني لا يشكل أمرا مهما علي المواطن البسيط, لأن الأسرة تحتاج علي الأقل إلي7 زجاجات من الزيت لتكفي احتياجاتها خاصة خلال شهر رمضان الكريم, حيث كنت أحصل علي7 زجاجات من الزيت, أما الآن فقد انخفضت الكمية إلي النصف مما يعد تجاوزا في حق المواطن لكي يحصل علي حقوقه من الدولة, وأبسط شيء أن يعيش حياة كريمة. ويطالب عبد الله- وزير التموين بتصحيح الأوضاع وعودة الكميات التي تم خصمها من المواطنين بدون أي حق, للقضاء علي ارتفاع الأسعار والحد من مافيا السوق السوداء, ومحاسبة المقصرين في توريد كميات الأرز والزيت. ويقول رضا الزيتوني- تاجر تموينيمن مدينة السلام إن حصة التموين تتأخر كثيرا عن الموعد المحدد لها, حيث إن السلع التموينية لا تأتي كاملة وإنما ناقصة, وأحيانا لا تأتي نهائيا, والمواطن يلقي المسئولية علي التاجر, ويحمله ما لا يطيق. وبلهجة حادة يقول صلاح ناصف- صاحب محل تمويني إن تأخير الحصص تسبب في حدوث أزمة ثقة بين المواطن والتاجر, حيث يسأل باستمرار عن السلع التموينية التي تأتي غير كاملة وتؤدي إلي خلافات شديدة بين المواطن وصاحب محل التموين, الأمر الذي يتسبب في حدوث خلافات مستمرة بين الطرفين. ويقول محمود عابدين بدال تمويني من روض الفرج إن تخفيض حصة الزيت خلال شهر يوليو أسهم في حدوث مشكلات عديدة مع المواطنين, لدرجة أن إحدي السيدات ظلت تبكي بحرقة لعدم قدرتها علي توفير ثمن زجاجة زيت حر بعد ارتفاع ثمنها, وقامت فتاة أخري تقف بجوارها بدفع ثمن زجاجة الزيت لها وسط دموع السيدة. ويضيف أن الزجاجة التي كان سعرها9 جنيهات أصبحت تباع بمبلغ11 جنيها, والزيادة يتحملها المواطن, أما بالنسبة لسلعة الأرز فتأخر صرفها للمواطنين يأتي لعدم تسليم الكميات المخصصة للمواطنين إلي المجمعات الاستهلاكية والبدالين. وطالب سلامة فوزي ناصف صاحب محل تموين بضرورة توفير السلع التموينية للمواطنين من أول يوم في الشهر, بدلا من تأخيرها إلي منتصف الشهر, ويظل المواطن يتردد علي المحل التمويني للبحث عن حصته, التي دائما تتأخر, وسط صراخ المواطنين والدعاء علي المتسبب في الأزمة. ويقول عادل حمزة مدير إدارة تموين مدينة المحلة الكبري إنه سيتم توزيع نصف الكمية من الأزر والزيت علي المواطنين المقيدين علي بطاقة التموين الذكية خلال شهر أغسطس لحين ورود كميات أخري من المنتجين ليتم استكمال باقي الحصة وذلك حتي نهاية الشهر الحالي. وأضاف حمزة أن نقص كميات الزيت يأتي بعد تغيير نوع الزيت المخصص لأصحاب البطاقات التموينية, ليكون من أفضل الأنواع وأجودها, حيث تمت إضافة أوميجا3إلي الزيت الجديد للحفاظ علي سلامة المواطنين, وحرصا علي حياتهم تم خلطه بزيت فول الصويا لرفع نسبة البروتين به وتحمله درجة الحرارة العالية ليكون مفيدا وجيدا في الاستعمال. وأكد أن الشركات المصنعة للزيت التمويني تعمل باستمرار لوصول الكميات إلي المستحقين, كما أن مضارب الأرز تواصل الإنتاج بصفة مستمرة لمحاولة استكمال باقي الحصة التموينية للمواطنين خلال شهر أغسطس. وطالب حمزة المواطنين بالتحلي بالصبر, وعدم التسرع في نشر الإشاعات بشأن وقف صرف المقررات التموينية نهائيا, لأن هذا لن يحدث بل يهدد كيان المجتمع. وكشف عن أن بعض المواطنين كانوا يبيعون الأرز والزيت في السوق السوداء بأسعار عالية, لكن الآن اختفت هذه الظاهرة السيئة تماما, وسيتم التعاملبكل حزم مع مافيا تهريب السلع التموينية. ويقول هشام غانم رئيس مكتب تموين ثان المحلةإن أزمة المواد التموينية بدأت منذ شهرين عندما تم تخفيضكميات الزيت ليحصل كل فرد علي زجاجة فقط, من زيت دوار الشمس, وتم تخفيض الكمية إلي النصف لعدم وجود كميات منه في ظل تولي باسم عودة وزارة التموين السابقة, وتم إسناد المناقصات إلي مستوردين ورجال أعمال لتوريدها إلي وزارة الاستثمار التي تقوم بدورها بتوزيع الكميات علي الشركات العامة لتجارة الجملة علي مستوي المحافظات لكي تقسمها علي المجمعات الاستهلاكية والبدالين التموينيين وبالتالي الكميات غير كافية ولا تسد حاجة المواطنين. وأضاف أن الدولة كانت تقوم بهذا الدور, وملتزمة أمام المواطن بتقديم سلعة جيدة في توقيت محدد, لكن باسم عودة وزير التموين السابق اسند التوريد لشركات تابعة لوزارة الإستثمار مما أضعف من متابعة وزارة التموين لأدائها, وبالتالي حدوث فوضي في توزيع المقررات التموينية علي المواطنين. وأكد أن الدكتور محمد أبو شادي وزير التموين أصدر قرارا بمد صرف السلع التموينية عن شهر يوليو حتي يوم7 أغسطس الحالي, ومد مهلة للمواطنين لاستكمال صرف نصف كمياتهم من الزيت والأرز فقط. وأشار إلي أنه تم توريد مكرونة إلي مركز المحلة لتوزيعها مجانا علي المواطنين, لكن لم يتم إصدار قرار بالصرف, بينما لم تحصل مدينة المحلة علي المكرونة مما يعد اختلافا في توزيع الحصص في مكان واحد فالطبيعي أن يتم توزيع الحصص في المركز والمدينة بكميات متساوية, إلا أن تضارب القرارات والعشوائية في اتخاذ القرار تتسببا في حدوث مشادات كلامية حامية مع المواطنين. كان الدكتور محمد أبو شادي وزير التموين قد أصدر قرارا إيجابيا بإعادة صرف15 كيلو زيت للفرد بالبطاقة الذكية من الزيت التمويني المخلوط من زيت دوار الشمس وفول الصويا بداية من شهر أغسطس الحالي, وذلك بعد أن قرر باسم عودة وزير التموين السابقتخفيض حصة الزيت التمويني لتكون900 جرام من دوار الشمس لكل فرد, الأمر الذي أحدث أزمة في الزيت. ويبقي السؤال: إلي متي يظل تسلم المقررات التموينية كاملة حلما يرواد البسطاء ؟ الإجابة نتركها للوزير محمد أبو شادي.