يراهن قادة جماعة الإخوان علي الوقت, ويتوهمون أن سيطرتهم علي أتباعهم سوف تدوم إلي ما لا نهاية, ولا يدركون أن هؤلاء يمكن لهم أن يتساءلوا عن جدوي مخاصمة بقية الشعب, والأخطر عن عدم تحقق الوعود المتكررة بعودة الرئيس المعزول إلي منصبه. وفي الوقت الذي لا يأمل البعض في سرعة استفاقة كثير من أنصار الجماعة علي الواقع الجديد في البلاد, وأن ما حدث كان ثورة خرج فيها الملايين في ميادين مصر تطالب بإنهاء حكم المرشد, ورحيل مرسي, فإنه في المقابل يدرك العقلاء أن جموع المصريين سوف يلقون باللائمة علي الجماعة وأنصارها في النهضة ورابعة العدوية لتعطيل مصالحهم وإزعاجهم, ومخاصمة الثورة أو حركة تصحيح ثورة52 يناير, فضلا عن تعذيب الإخوان للمواطنين في حديقة الأورمان حتي الموت, ووقائع التعذيب التي تحدث في رابعة العدوية, والشهادات الدولية والتي آخرها منظمة العفو الدولية التي تحدثت عن وقائع تعذيب في رابعة, كما أن المراقبين, ومن بينهم منظمة اليونيسيف أدانت بشدة استخدام الأطفال في مسيرات واعتصامات سياسية, وتعريض هؤلاء للخطر. وأغلب الظن أن غالبية المصريين باتت تشعر بنفور تام تجاه الجماعة وأنصارها الذين لا يبدون أي قدر من التساؤل بشأن جدوي الاصطدام مع الشعب المصري, وأصبحت الصحف العالمية والدوائر الغربية تتحدث بوضوح عن فقدان التعاطف والظهير الشعبي لجماعة الإخوان, وأن قادتها وأنصارها باتوا في عزلة كبيرة عن الشعب. والآن, في هذه اللحظة الدقيقة, فإن الحكومة المصرية برئاسة د. حازم الببلاوي, والرئيس المؤقت عدلي منصور, ونائبه د. البرادعي, ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي باتوا جميعا يتعرضون لضغوط هائلة من قبل الشعب المصري لاجتثاث الإخوان, والقضاء علي إرهابهم, سواء في سيناء أو بقية ربوع مصر بأقصي السرعة, إلا أن هؤلاء جميعا يدركون أن المسئولية التاريخية التي ألقيت علي كاهلهم تحتم التعامل بحكمة وصبر, بدلا من الاندفاع وراء مشاعر الغضب لدي الشارع المصري, والقيام بعمليات باهظة التكلفة من حيث الخسائر البشرية والأخلاقية. والآن علي قادة الإخوان وأنصارهم, ومن ورائهم الجهات الخارجية التي تدعمهم, أن يدركوا أن الوقت ليس في مصلحتهم, وأن الصبر له حدود, وعليهم أن يخشوا غضب الشعب المصري. لمزيد من مقالات راى الاهرام