في اليوم الأخير من مناورات ولاية90 الإيرانية, واصلت إيران استعراض قوتها في مضيق هرمز, حيث أجرت اختبارا ناجحا لثلاثة صواريخ طويلة المدي من طرازي قادر ونور. وقال الأدميرال محمود موسوي مسئول الدائرة الإعلامية للمناورات لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إيرنا إنه تم إجراء اختبار ناجح لصاروخ قادر أرض- بحر يبلغ مداه200 كيلومتر, وصاروخ نور أرض- أرض, وهو صيني الصنع, وصاروخ ناصر قصير المدي الذي صنعه خبراء إيرانيون والذي يصل مداه إلي35 كيلومترا. وأشار موسوي إلي أنه تم تطوير نظام صاروخ نور من خلال تطوير نظامه المضاد للرادارات وتعقب الهدف وأنظمة الحرب الإليكترونية مقارنة مع نسخته السابقة. ويبلغ مدي صاروخ قادر نحو200 كيلو متر ويمكن نشره ضد أهداف بحرية كما يمكن إطلاقه من الأرض أو من منصات بحرية. ونجحت طهران في تجربة إطلاق صواريخ بعيدة وقصيرة المدي في المناورات التي تجريها حاليا في مياه الخليج العربي والتي شهدت حضور عدد من المراقبين الدوليين الموفدين من قبل الدول المجاورة. وأفادت وكالة أنباء مهر الإيرانية أن من أهم عمليات مناورات الولاية90 نجاح إيران في إطلاق أنواع مختلفة من الصواريخ بعيدة المدي وقصيرة المدي من البر إلي البحر وإطلاق أنواع مختلفة من صواريخ بر- بر وبر- جو وأيضا إطلاق طوربيدات من الغواصات التابعة لقوات البحرية الإيرانية. إلي جانب ذلك, استخدمت البحرية الإيرانية أنواعا مختلفة من البوارج والمدمرات وقاذفات الصورايخ والغواصات الثقيلة والخفيفة وطائرات بدون طيار وأنظمة الحرب الإليكترونية والطوربيدات فضلا عن مشاركة صواريخ بعيدة وقصيرة ومتوسطة المدي بغية اختبارها للدفاع عن الحدود البحرية لها. ويأتي هذا الاختبار في ظل الخلاف مع الولاياتالمتحدة بشأن تهديدات إيران السابقة بغلق مضيق هرمز الذي يعد طريقا رئيسيا لشحن البترول. ومن جانبه, قال حبيب الله سياري قائد البحرية الإيرانية إن بلاده ليست لديها نية لإغلاق مضيق هرمز, لكنها تجري محاكاة لإغلاق المضيق الحيوي. وأضاف أنه لم تصدر أوامر بإغلاق المضيق, لكن البحرية الإيرانية تستعد لسيناريوهات مختلفة. في الوقت ذاته, صرح نائب قائد الحرس الثوري الإيراني البريجيدير جنرال حسين سلامي بأن مضيق هرمز جزء من جغرافية إيران الدفاعية. وأضاف سلامي أن أي تهديد من جانب العدو سوف يقابل بتهديد أقوي من جانب الجمهورية الاسلامية الإيرانية. وأوضح أنه سوف نتخذ أي إجراء لتطبيق استراتيجيتنا الدفاعية في إطار عقيدتنا الدفاعية إذا تطلب الموقف ذلك. وتعليقا علي النزاع الإيراني- الأمريكي في منطقة الخليج العربي, قال سلامي إن مواجهة الاستراتيجية الإيرانية مع العدو قد وصلت إلي ذروتها, وأن نفوذ إيران في المنطقة أدي إلي ميل توازن القوي لصالح الاسلام, بحسب تعبيره. وفي سياق آخر, كشف الأدميرال علي شمخاني رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية الإيرانية عن وجود مجسات متطورة في الطائرة الأمريكية التي قالت طهران إنها أسقطتها الشهر الماضي, وأكد أن هذا دليل علي أنها اخترقت الأجواء الإيرانية بغية القيام بأعمال تجسسية ضد إيران. وأضاف في تصريح لوكالة أنباء مهر الإيرانية أن الطائرة تتمتع بأجهزة ومعدات متطورة جدا, وأرسلت من أفغانستان إلي إيران للقيام بأعمال تجسسية, مشددا علي ضرورة أن تتحمل الولاياتالمتحدة المسئولية الكاملة إزاء هذا الانتهاك. وفي تطور آخر, ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس أن طهران تسعي إلي تعزيز علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية في خطوة يراها مسئولون أمريكيون أنها تهدف إلي الالتفاف علي العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها ومحاولة النفاذ إلي أسواق ومواد خام أكثر زخما. وأوضحت الصحيفة أن المسعي الدبلوماسي الإيراني الجديد والذي يأتي تزامنا مع تصاعد وتيرة الخلافات بين طهران من جهة وواشنطن والقوي الأوروبية من جهة أخري يتبلور من خلال جولة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد المقررة إلي فنزويلا والإكوادور وكوبا ونيكاراجوا الشهر الحالي, إلي جانب تعهد الحكومة الإيرانية بتعزيز وتوسيع آفاق تعاونها الثنائي في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع ما سمتها بالفناء الخلفي لأمريكا, في إشارة الي دول القارة اللاتينية. وأوضحت الصحيفة أن ايران عملت علي زيادة بعثاتها الدبلوماسية بشكل ملحوظ في تلك المنطقة من الكرة الأرضية وإرسال أفراد من وحداتها العسكرية القدس للخدمة في سفاراتها في تلك الدول التي سبق وأن اتهمتها واشنطن بالضلوع في تدبير لعملية اغتيال علي أراضيها.