العيد: اسم لما يعود ويتكرر من الزمان أو المكان. فالعيد الزماني مثل: عيد الفطر وعيد الأضحي. والعيد المكاني: وهو المكان الذي يجتمع الناس فيه للعبادة مثل: عرفة, ومزدلفة, ومني, وإذا كان العيد يتكرر مرة في كل عام فإن الأعمال فيه لابد أن تكون مختلفة وأول تلك الأعمال هي التكبير والذي هو أمر من الله تعالي للمسلمين كان ابن عباس يقول: حق علي المسلمين إذا نظروا إلي هلال شوال أن يكبروا الله حتي يفرغوا من عيدهم, لأن الله تعالي ذكره يقول... ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون البقرة(185 ولذا قيل ينبغي لهم إذا غدوا إلي المصلي كبروا, فإذا جلسوا كبروا, فإذا جاء الإمام صمتوا, فإذا كبر الإمام كبروا, ولا يكبرون إذا جاء الإمام إلا بتكبيره, العمل الثاني هو الدعاء الذي حث عليه في الآية التي تليها قال تعالي: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون(186) البقرة فبعد أن أمر العبد باستقبال العيد بالتكبير الذي هو الذكر وبالشكر, بين أنه سبحانه بلطفه ورحمته قريب من العبد مطلع علي ذكره وشكره وطاعته وعبادته في الشهر فيسمع نداءه, ويجيب دعاءه, ولا يخيب رجاءه فعلينا أن ندعو الله بما نشاء ونوقن بالإجابة وإذا كان عيد الفطر هو يوم فرح وسرور وجائزة من الله لعباده علي الصوم والعبادة في الشهر الكريم فإن أعمالنا مع الخلق ومع من نرعاهم لابد أن تتوافق وتتناسب مع هذه المناسبة العظيمة ونقتدي فيها بسنة النبي صلي الله عليه وسلم فالحاكم وأولو الأمر عليهم أن يخرجوا علي الأمة بما يسرهم ويفرحهم من أقوال وأفعال وذلك كالإفراج أو العفو عن بعض المسجونين والمعتقلين وإصدار قرارات بالمنح والعطايا للعاملين بالدولة وقد أمرنا أن نخرج زكاة الفطر حتي ندخل الخير علي الفقراء ونكفيهم السؤال في ذلك اليوم ويكون تكافل إجتماعي من المسلم لأخيه المسلم وعلي رب الأسرة أن يدخل الفرح والسرور علي أهل بيته بالجديد من الثياب واصطحابهم معه إلي الساحات للصلاة وتهنئة الناس بالعيد كما كان يفعل الرسول مع أهل بيته وعلي المرأة أن تجعل البهجة قرينتها في العيد وتصطحب البسمة والرضا بما قسم الله لها وتهدي جيرانها مما أفاض الله عليها من خيرات, ولأنه يوم عيد وفرح وسرور فينبغي عدم إثارة الأحزان فيه. فلذلك ينبغي للمرأة الابتعاد عن الحزن والذهاب للمقابر بل تدعو لموتاها وموتي المسلمين بالرحمة والمغفرة وهي في مكانها. فإذا كانت تريد الصلة فلتجعلها لذوي الأرحام من الأحياء وتدخل السرور علي الكبير والصغير بالقول النافع والعمل الصالح