كثفت الوفود الأجنبية والعربية المشاركة في جهود حل الأزمة السياسية في مصر, اتصالاتها أمس, وسط تأكيد من رئاسة الجمهورية وجميع المسئولين, علي الإلتزام بخريطة الطريق وتحقيق المصالحة الوطنية دون إقصاء لأي قوي سياسية. واستقبل الرئيس عدلي منصور أمس كلا من الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتية, ووليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكية, وبرناردينو ليون ممثل الاتحاد الأوروبي لمنطقة جنوب المتوسط. وخلال اجتماعه أمس مع بيرنز, وبرناردنيو ليون, وكذلك مع عضوي الكونجرس الأمريكي جون ماكين وليندسي جرام, أكد الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية, أن أولويات مصر الآن هي تأمين المواطنين, والحفاظ علي حياتهم وممتلكاتهم, وحفظ الأمن والنظام والقانون, مع مراعاة نبذ العنف وحقن الدماء, والمضي قدما في إتمام المصالحة السياسية الشاملة, وتنفيذ خريطة الطريق, لوضع آفاق مستقبل مصر, بينما أكد أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية, أن الضغوط الأجنبية تجاوزت الأعراف الدولية, وقال: إن مصر قادرة علي حماية الثورة والدولة. ومن جانبه, أوضح الدكتور مصطفي حجازي مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاستراتيجية, أن التعامل مع الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات الإخوان سيكون بالقانون وحده, وليس بالسياسة التي لن توجد إلا في إطار إقامة حياة سياسية مصرية جديدة. وقال في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط إنه ليس لدينا رأي مسبق فيما نتمناه بشأن أحد. وفي الوقت نفسه, استقبل الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي ماكين وجراهام. كما التقي الفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي, عضوي مجلس الشيوخ. وقد تلقي الفريق أول السيسي اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي تشاك هاجل, أكد خلاله السيسي الالتزام بخريطة طريق سياسية شاملة لكل المصريين, والتزامه بالحل السلمي في التعامل مع الاحتجاجات الحالية. وقد استبعدت وزارة الخارجية الأمريكية, أن يلتقي بيرنز الرئيس المعزول محمد مرسي في الوقت الحالي. وشهد حزب الوفد اجتماعا بين قيادات أحزاب الوفد والنور والمصري الديمقراطي والكرامة والمؤتمر والإصلاح والتنمية لبحث الأزمة, ورفضت الأحزاب المدنية خلال الاجتماع, طرح حزب النور بأن تكون مبادرة الدكتور محمد سليم العوا أرضية للحل, وشددت علي تمسكها بخريطة الطريق, وتسبب الاجتماع في أزمة عنيفة داخل جبهة الإنقاذ, التي أعلن أمينها العام الدكتور أحمد سعيد أن الأحزاب المشاركة في هذا الاجتماع لا تمثل إلا نفسها, بينما أوضح عمرو علي أمين الإعلام بحزب الجبهة الديمقراطية, أنه لم يتم إبلاغ جبهة الإنقاذ بهذا الاجتماع, وقال: إننا لن نسمح بأن تكون الإنقاذ بابا خلفيا لعودة جماعة الإخوان أو التحايل علي إرادة الشعب, في حين أكد المهندس جلال مرة أمين عام حزب النور, أنه تم التوافق خلال الاجتماع, علي أن يتحمل كل طرف مسئوليته في حقن دماء المصريين, والتوافق الوطني بين الجميع من أجل مصلحة مصر.