ثمة إيجابيات عديدة عاشها المصريون بفعل ثورة30 يونيو الأخيرة وحتي الآن وفي قادم الأيام. وأبلغها التخلص من حكم شراذم الإخوان ورعاة القتل والإرهاب وعصابات الموت والشر التي تصدح بخطاب الكراهية والحقد والفتنة علي منصات رابعة والنهضة إلا أن أعظم ما كشفته وفضحته تلك الثورة هو معدن وذهنية وعقلية فئة من المثقفين والساسة كنا نعتقد أنهم من أصحاب الفكر والثقافة السياسية الوطنية, وأصحاب عقول مستنيرة لا يشق لها غبار. إلا أنهم بسقوط مرسي اكتشفنا أنهم من المخادعين تجار الشعارات ودعاة التطرف والموت أي بصريح العبارة من الانتهازيين الذين يراهنون علي الفراغ السياسي, وحمل معول التخريب والتدمير لهذا الوطن عبر مجموعة الأفكار والأطروحات المسمومة للنيل من هذا البلد وشعبه, لأنه تجرأ وخرج للإطاحة بمحمد مرسي الرئيس الفاشل الذي أضاع أحلام المصريين حيث هو والعدم ولذا ها هي حالة الهياج الاخواني في الساحات والميادين جراء تلك الصفعة المذلة التي تلقوها بالإطاحة بهذا الرئيس وجماعته إلي الأبد. وعلي نفس المنوال هناك حالة الصراخ والهياج العصبي والفكري التي يعيشها فريق من اتباعهم حاليا, وإلا فليقل لي أحد ما الذي يقوله ويفعله حاليا شخصيات ونتوءات فكرية وسياسية ظهرت علي سطح الأحداث في مصر مؤخرا وغيرهم من المخدوعين بفكر ووهم تأثير الإخوان. قارن بين خطابهم السياسي والإعلامي والذي لا يختلف ولا يتباين عن خطاب هؤلاء المهووسين تجار الشعارات والمواجع والدين من عينة البلتاجي والعريان وصفوت حجازي والحداد هؤلاء تلك الفئة الباغية علي المنصات التي لا تبحث عن مصالح وحماية وطن, بل عن مكاسب وجوائز ترضية وكسب ولاءات لجماعة ضحلة صاحبة فكر ضال ديموجوجي لا يصلح إلا لقيادة قطيع من الاتباع وليس لدولة مركزية محورية ضاربة في جذور التاريخ والحضارة بحجم مصر.كنت دوما أراهن علي أن هذه الحقبة من السوء في عهد وحكم الاخوان قد أكسبت ودفعت أمثال هؤلاء إلي المراجعة النقدية والنقد الذاتي للفهم والإدراك السياسي وابجديات الاشتباك بعد ثورة وغضب الشعب علي الجماعة, ولكن ممارساتهم وأقوالهم حاليا هي كاشفة وفاضحة لمنهج تفكيرهم وعقلية الخراب التي تحكم منطقهم في إدارة الازمة. ولم لا وشخص مثل عبد المنعم أبو الفتوح صاحب المزاج المتغير المتقلب المتأرجح والمرتبط فكريا ووجدانيا بجماعته التي خرج منهايقف يوما مع الملايين التي خرجت الي الشوارع ويوما ينقلب ليعلن عدم الاعتراف بشرعية هذه الملايين ويطالب باستفتاء علي عزل مرسي من عدمه, وهل ما حدث هو انقلاب أم ثورة؟ وقس علي ذلك من يرفضون ويمنعون ويحرضون علي عدم فض الميادين ويتمسكون بأهداب التاريخ من أجل عودة مرسي. ومن العيب أن تكون جماعات بمثل هذا الفكر ودرجات لا بأس بها من التعليم والثقافة ولاتزال تراهن علي عودة مرسي والفشل وإلا سيكون البديل الخراب والتدمير وحرائق الفتن, كما تفعل فرق الإخوان, فلابد أن يدركوا أن الجماعة التي يعرفونها ماتت, قضي عليها مرسي وأصحاب الفكر القطبي المتشدد في مكتب ارشاد الجماعة بالضربة القاضية بسبب ضحالة عقولهم وتفكيرهم وسذاجة منطقهم في حكم مصر. هؤلاء بعد أن اكتشف الشعب خطابهم وحجمهم وممارساتهم في القتل والتحريض وخطابات الكراهية والحقد والدعوات للموت في رابعة والنهضة يجب ان يعاقبوا بالقانون لانهم سعوا دوما لتحويل مصر الي دولة الميليشيات والكتائب. في كل مرة أطرح علي نفسي السؤال الصعب كيف هو السبيل لمنع انزلاق مصر الي هذا النفق والتردي الحالي؟ صراحة لا يمكن للشعب أن ينتظر طويلا علي كل ما يفعله أنصار التيار الديني من جهالة وعبث بهذا الوطن, بعد أن ثبت أن الإخوان والديكتاتورية صنوان لا يفترقان, فاذا لم يتراجع الإخوان فلا تتحدثوا عن وساطات وحوارات وأفكار حلولية مع زعماء الموت من قياديي الأخوان حيث مات الكلام وانتهي زمن الحلول الترقيعية مع هؤلاء ولا حل إلا بالخيار الأمني والقبضة الأمنية لكتابة المشهد الأخير في فصل إرهاب وترويع الجماعة واخواتها في شوارع القاهرة وسيناء حاليا.. فانظر ماذا يفعلون! لمزيد من مقالات أشرف العشري