بدأ تصريح جون كيري, الذي قال فيه إن تدخل الجيش لعزل الرئيس محمد مرسي جاء لاستعادة الديمقراطية, صادما ليس للإخوان المسلمين, ومن يدور في فلكهم. ولكن للجزيرة أيضا بيد أنها تجنبت التركيز عليه سواء في نشراتها أو شريط الأخبار أسفل شاشتها. ولأنه لايمكن تجاهل تصريحات الوزير الامريكي, فلا بأس ان اختارت ما يناسبها وكأننا في سوق خضار, الأدهي من ذلك قيامها بابتسار ما قاله مغايرة لها, ففي الوقت الذي بينت فيه الفضائية المصرية أن الرجل طالب الحكومة بإعطاء مساحة للتظاهر السلمي فإن الأخت الجزيرة أكدت أنه دعاها إلي احترام حرية التظاهر وتجاهلت نداءه للمتظاهرين أن يكفوا عن قطع الطرق وتهديد مصالح أقرانهم من المواطنين, وبالطبع لا يستطيع أحد أن يدعي أن المصريين غير ملمين بفنون الترجمة وقواعدها, فلعل اخواننا القطريين يعلمون قبل غيرهم كيف كان ابناء الكنانة يعلمونهم الهجائية الانجليزية قبل العربية!. وفي برامجها الحوارية التي استضافت فيها مصريين معارضين ومؤيدين كان واضحا ميلها الفاضح للفريق المؤيد تتركه يتحدث وعندما يأتي الدور علي سعد هجرس وحسن نافعة وعمرو هاشم ربيع تكون المقاطعة الممنهجة والمقصودة والأهم هو أنهم عندما تحدثوا كان ظهورهم شذرا, فالخلفية هي فقط البطل وفيها مشاهد منصة رابعة العدوية والجموع الغفيرة بالنهضة, وعبدالصمد وسلوكه الطفولي المثير للشفقة والسخرية في آن وهو يردد: لست طرفا في حين هو الطرف ذاته, شاغلا نفسه بإحصاء متظاهري30 يونيه متفانيا مع ضيفه وائل قنديل في اثبات الحدث بأنه فيلم سينمائي بامتياز. والآن هل كان مستساغا علي مؤيدي الموجة الثانية من الثورة, أن يذهبوا للجزيرة؟ ألم يكن الأجدر بهم عدم تلبية دعوة تلك الشبكة, والسفر للدوحة حتي يفوتوا عليها الشكل الديكوري الديمقراطي المعنون زورا الرأي والرأي الآخر؟! لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد