وسط ظروف صعبة ومتشعبة ما بين غيابات وأجواء شاقة.. يخوض فريق الزمالك اليوم في الرابعة والنصف من عصر اليوم لقاء قويا وعنيفا أمام ليوبار الكونغولي أو الفهود علي ملعب استاد مدينة دوليسي, في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الاولي في دور الثمانية لدوري المجموعات لدوري ابطال افريقيا. الحديث عن هذه المواجهة المرتقبة يدور بالدرجة الأولي حول الظروف غير الطبيعية التي تلاحق الفارس الأبيض خارج الملعب أكثر منها داخله, فالفريق يخوض المباراة بنصف قوته تقريبا في ظل عدد الغيابات القياسي الذي يعانيه, سواء بسبب الايقافات مثل نور السيد وصلاح سليمان أو لعدم السفر مثل أحمد توفيق لظروف تجنيده وأحمد حسن والحارس الأساسي عبدالواحد السيد لخلافاتهما مع الإدارة, بالاضافة إلي افتقاد الفريق لعنصريه الإفريقيين عبدالله سيسيه وإليكسي موندومو اللذين رحلا لعدم حصولهما علي المستحقات المالية المتأخرة. لا تتوقف المشكلات التي يئن منها الزمالك قبل مباراة اليوم عند هذا الحد بل ظهر في الكادر اخري ربما تلقي باثارها علي الاداء في مقدمتها الارهاق المصاحب للاعبين, سواء لطول الرحلة التي استغرقت حوالي11 ساعة او لسوء حالة الملعب والفندق المخصص للاقامة من جانب الفريق الكونغولي, وهو ما دفع الادارة الي التقدم بشكوي ضده الي الاتحاد الافريقي لكرة القدم( الكاف). وبعيدا عن كل هذه السلبيات.. فقد حرص المدير الفني حلمي طولان علي اللعب علي وتر الناحية النفسية للاعبيه ومنحهم شحنة معنوية مضاعفة لتحقيق نتيجة طيبة امام الفهود, خاصة ان المباراة تمثل حجر زاوية في مشوار الابيض في مسيرته نحو الصعود الي دور الأربعة, وركز طولان بالدرجة الاولي في المحاضرة الاخيرة علي ضرورة السيطرة علي منطقة المناورات وعدم اعطاء المنافس المساحات الواسعة للتحرك, خاصة انه يتمتع بامكانيات هجومية مزعجة. واعترف المدير الفني في تصريحاته للصحفيين بأن مواجهة الفهود تعتبر الاصعب في مسيرته التدريبية, ليس فقط لقوة المنافس ولكن أيضا للملابسات المحيطة بها سواء من غيابات مختلفة, وصيام اللاعبين والدفع بأكثر من عنصر جديد للمشاركة وفي المقدمة محمود جنش حارس المرمي, الذي يجتاز اختبارا صعبا لأنه لم يكن في الحسابات مشاركته في هذه الجولة, وإن كانت لديه ثقة كبيرة في فريقه في الخروج من هذا المأزق وتحقيق نتيجة طيبة تساعده علي الدخول في دائرة الصعود الي المربع الذهبي. أما بطل الكونغو فإنه يحلم بان تكون محطة الزمالك نقطة انطلاق ايجابية في مسيرته الافريقية لاسيما بعد تعادله خارج ملعبه في الجولة السابقة مع اورلاندو بيرتس بطل جنوب افريقيا بدون اهداف, وقد استعد الفريق تحت قيادة مديره الفني الكاميروني جوزيف اومو للقاء بشكل خاص, لاسيما انه يراوده انجاز الموسم الماضي عندما قلب الامور رأسا علي عقب وحصل علي لقب كأس الاتحاد الافريقي( الكونفيدرالية). درجة الحرار26 والملعب من النجيل الطبيعي يبدو ان الاقدار رحيمة بدرجة كبيرة بلاعبي الزمالك في حالة اصرارهم علي الصيام, فطبقا للارصاد الجوية فان درجة الحرارة اثناء اللقاء تقترب من26 درجة مئوية وهو جو مناسب الي حد كبير, يساعدهم علي الاداء بشكل طيب خاصة ان ارضية الملعب من النجيل الطبيعي وليس الصناعي الذي يتطلب المزيد من المجهود. وكانت بعثة الزمالك قد واجهت في سفرها رحلة شاقة وصلت إلي11 ساعة فقد توجهت من القاهرة إلي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في رحلة استمرت لمدة ثلاث ساعات ونصف ومكث الفريق لمدة أربع ساعات ترانزيت ثم توجه إلي العاصمة الكونغولية كنشاسا في رحلة لمدة ساعتين ونصف الساعة وظل بها لمدة ساعة وتوجه بعدها في رحلة طيران داخلي إلي المدينة التي يتواجد فيها فريق ليوبار في رحلة طيران لمدة نصف ساعة. حمادة من مدغشقر يقود طاقم التحكيم يدير اللقاء طاقم تحكيم من مدغشقر بناء علي اختيار الاتحاد الافريقي لكرة القدم.. ويتكون طاقم الحكام من الدولي حمادة نمبيازارا حكم ساحة, ويساعده جان جونرينا وباسيلي ريمبلسون والحكم الرابع سيث جونونا, ومراقب المباراة الإيفواري روجيه أجنين, والمنسق الكاميروني أبيل مبينجي. الصحف تشحن الفهود: لغة التاريخ ترجح كفة ليوبار والأرقام خير دليل يستحوذ اللقاء علي اهتمام الصحف ووسائل الإعلام في الكونغو, فقد ألقت الضوء بكثافة علي الفريقين ولاسيما بالطبع ليوبار, حيث أشارت إلي أن لغة الاحصائيات ترجح كفته علي ملعبه, وهو ما ركزت عليه صحيفة الهيرالد بقولها ان الفريق خاض16 مباراة علي ارضه حقق الفوز في14 منها. وأضافت أن الفهود تسعي في أول مشاركة لها في دوري الأبطال الي تكرار انجازها الموسم الماضي في الكونفيدرالية لاسيما ان ما حققته كان علي حساب اسماء كبيرة لها ثقلها في القارة, ولم تنس الصحيفة الاشارة الي المشكلات التي تطارد ممثل مصر سواء في الغيابات أو الأزمة المالية التي كانت وراء عدم حضور عدد من عناصره الأساسية. بينما قال موقع ام تي ان: إن العملاق الكونغولي الجديد قادر علي تغيير ملامح وتاريخ القارة السمراء في حالة قدرته علي تحقيق الفوز علي الفارس الأبيض صاحب المركز الثاني بعد الأهلي في الحصول علي دوري الأبطال, حيث تضم جعبته خمس بطولات.. وان مسيرته الرائعة الموسم الماضي تمهد له الطريق نحو تكرار هذا الانجاز.