يا خير أجناد الله في الأرض.. يا جيشنا العظيم إليكم كل تحية ودعاء من القلب بأن يحفظكم الله من كل سوء.. ويحميكم من مكر المنافقين والمارقين.. لقد أنقذتم الوطن من فك الاحتلال المفترس الذي لا يبالي بالوطن ولا يؤمن إلا بأفكاره المتطرفة أو المغرضة! وبإذن الله سيتم لكم النصر علي الحاسدين الكارهين لمصر من الأجانب الذين يدسون السم في العسل.. ولكنهم يعلمون قدر مصر, ويرتجفون رجفا من قوة شعبها.. إذا أراد؟ إنها مصر.. مصر الحضارة التي ليست مثل البلاد الأخري التي يمكن قهرها فهي في رباط إلي يوم الدين, وقد حافظت علي حدودها منذ آلاف السنين ولم تعرف الانقسام أو الإضراب الأهلي إطلاقا.. بلادي تعتنق مبدأ الكل في واحد دون النظر إلي لون أو عقيدة أو أفكار غريبة علي الطبيعة المصرية.. لا فرق بين عربي أو عجمي إلا بالتقوي.. إنها هوية مصر التي تحتضن الآخر ولا تنفر منه اطلاقا.. ولهذا سميت أم الدنيا لأنها الأقدم والأكثر حضارة في العالم تأثيرا وتأثرا.. إنها شجرة تنوير تنير حياة الآخرين, ولا تذوب في الآخر ولكن الآخر يذوب فيها.. إنها مصر, وكما يقول الأديب اللبناني أمين معلوف فإن الهوية أحادية البعد هوية قاتلة لأنها مرشحة للصدام مع قيم التعددية وقبول الآخر. ولكن مصر تقبله في الوقت الذي لا تتخلي فيه اطلاقا عن توليفتها المصرية الخاصة جدا, ومن يحاول إرباك تماسكها فلن ينجح أبدا بإذن الله.. وللأسف مصر يدفعها بعض السفهاء دفعا إلي هاوية الفوضي التي يدفع ثمنها الشعب ثمنا باهظا من أرواح تزهق بلا سبب, وأموال تدفع بلا هدف ودمار يحدث بلا منطق.. بلادي تخوض الآن حربا رمادية الألوان وراياتها الزائفة لا تخدع عقلاء الأمة.. فهي رايات تدعو إلي الفوضي الخلاقة إياها, وتغازل الغرب ليمارس هوايته في عشق القتل اللذيذ لاختراق أمة معلوم للعالم أنها خير أمة أخرجت للناس. وهناك بعض من انزلق إلي هاوية كارثة المؤامرات التي تستهدف مصر دون قصد إما لسلامة نيته أو لسذاجة وتواضع فكره, ومنهم من زحف بخبث الأفاعي وبلهجة شكلها حضاري وهي في الأصل قمة في الوحشية والهمجية لتدمير أرض الكنانة, كما دمر في السابق جيرانها وقسم شعوبها, إلا أن الشعب المصري قادر علي التمييز بين من هو وطني عن حق, ومن هو وطني عن غرض, ومع الوقت فرقنا بين المناضل المخلص والآخر المحرض, فالوطني الأصيل يفرمل اندفاعه إذا رأي الوطن في خطر, والمحرض يزيدها اشتعالا ويريدها دمارا والعياذ بالله. يوم26 يوليو رأيت شعبا يصر علي إطفاء النيران المدمرة للوطن ويواجه أغراض الداخل المغيب بقوة تماسكه ويرهب أطماع الخارج بصلابة إرادته المتوحدة.. والوعي المصري فضح وكشف هؤلاء الذين يحذرون من الانحراف عن الديمقراطية ويبيدون دولا وشعوبا باسم المحافظة عليها. ياسادة إلا مصر.. تذكروا هزيمة1967 التي حولناها إلي أعظم انتصار.. لأن الشعب كان في ظهر جيشه.. إنها ثروتنا البشرية التي ترهب العالم ولا أقول إسرائيل فقط.. إنهم يحاولون تفتيت وحدتنا, فكلنا مصريون متدينون وطنيون ولا ينقصنا إلا أن تخرس بعض الألسنة التي تدعي الانتماء وهي قمة في المراوغة المشبوهة المغرضة