اعتصام يوصف بالسلمية ويهدم الأرصفة ويقيم الحواجز والموانع استعدادا للحرب القادمة التي ينتظرها المعتصمون, إعتصام سلمي يدرب الشباب علي اللياقة البدنية والاشتباكات ويرتدون تيشيرت مكتوب عليه مشروع شهيد. يحتلون مدرسة ويفتحون غرفاتها ويحولونها الي مطبخ للمعتصمين, يفتشون السكان في الذهاب والعودة الي منازلهم ويحتلون أسطح البنايات ويقيمون عليها متاريس حربية ومنصات للقتال, وفي كل مسيراتهم عناصر تحمل الخرطوش وأخري تحمل الرصاص الحي ومجموعات تحمل العصي والهراوات, وأينما يحلون يحل الموت والدم, ويستولون علي سيارتي بث مباشر من التليفزيون المصري, يمارسون من خلالها دور الضحية الذي يجيدونه ليظهروا للعالم انهم المستضعفون الذين يتعرضون للقتل والسحق من قوات الشرطة, ويبعثون بالصور المفبركة للقناة الصهيونية الناطقة بالعربية التي تمارس العهر السياسي علي مدار الساعة, ومنصة للسب والشتم والتكفير والتحريض يتناوب عليها هاربون من العدالة مطلوب القبض عليهم, يبثون الضلال في عقول الشباب والأطفال والنساء وينتهكون الوطنية المصرية بالعنف اللفظي لكل مؤسسات الدولة, وحديث عن الشريعة ودين الله وكأنهم ورثة الله في أرضه, وتصوير الأمر علي أنه دفاع عن العقيدة الإسلامية, بينما يحتجزون ما يزيد علي600 شاب إخواني من حركة إخوان بلا عنف لقيامهم بسحب الثقة من المرشد ومكتب ارشاده. وتم القاء11 جثة من رابعة والنهضة ماتوا من التعذيب, ومستشفي ميداني يتحول الي وكر للتعذيب والطبيب الإخواني يتخلي عن دوره المهني بل والأخلاقي ويصدر المصاب للكاميرا والمسكين ينزف والطبيب لا يهمه غير تصويره واظهار الدم للكاميرات. والأخطر والأدهي أن شهداء المنصة عددهم24 وسوقوا للعالم أن القتلي مئات, لكن ليس بينهم إخواني أو من أسرة إخوانية, وإنما جميعهم من أبناء البسطاء الذين انطلت عليهم حكاية الشرع والدين بينهم ثلاثة فقط من القاهرة والباقي من المحافظات, اما أبناء المرشد ونائبه ومكتب إرشاده وقادته الميدانيون بل والمحرضون الذين ينفخون في النار ليل نهار فأبناؤهم جميعا بعيدا عن مسرح الأحداث, ولا حديث عن الفشل السياسي المروع الذي لا ينكره إلا أعمي والذي قاد أصحابه الي الهاوية في أقل من عام بالغرور والجهل والفجاجة والفظاظة والغلظة حتي دفع الملايين للخروج عليهم ولفظهم وعزلهم. لمزيد من مقالات خالد الاصمعي