تخطيء تيارات وفصائل العنف سواء كانت تحمل رايات سياسية أو ترتدي عباءات دينية إذا تصورت أنها يمكن أن تحقق نجاحا لأهدافها! إن الذين يدفعون الأمور باتجاه العنف يقدمون اعترافا صريحا بالفشل ليس علي صعيد القدرة علي الحوار وإنما هو اعتراف واضح بالفشل السياسي والمجتمعي والعجز عن قراءة الواقع وحسن التعامل مع المشكلات والأزمات. إن العنف أيا كانت درجاته هو البذرة الأولي لإنبات شجيرات الإرهاب التي لا تثمر بعد نضجها سوي حبات الموت التي لا تفرق بين مسلم أو مسيحي أو بين سني أو شيعي... ولو كنت مكان الذين يديرون شئون الاعتصامات والاضطرابات في رابعة العدوية وميدان النهضة لبادرت دون تردد بالتبرؤ من أي شكل من أشكال العنف وتوجيه شحنات الغضب باتجاه وقفة مع النفس والذات لمراجعة أسباب الفشل حتي يمكن إجراء عملية تصحيح صوب كافة المسارات السياسية والدعوية والإعلامية وبما يمكن هذا التيار من الحفاظ علي مكانه كرقم في المعادلة السياسية المصرية شريكا منافسا وليس خصما منقلبا علي الجميع. إن أخطر ما يواجه أي تيار سياسي في مسيرة عمله هو التعامي عن رؤية الأسباب الذاتية للفشل لإلقاء المسئولية علي الخصوم وتجنب الاعتراف بأن الجماعة هزمت نفسها بأكثر مما فعل الآخرون لإفشالها... ثم إن الخطر الأكبر يتمثل في تشبث القيادات المزمنة لهذه التيارات والفصائل بالأفكار الجامدة والمغلقة التي لا تخاصم الواقع المصري فحسب وإنما تخاصم العصر... ومن ثم تعجز عن القراءة الصحيحة والفهم الضروري للمشهد الراهن! خير الكلام: كلمة الحق توجع البعض لأنها مثل النحلة في جوفها عسل وفي ذنبها إبرة! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله