يبقي في ختام هذه الإطلالة الخاطفة.. أن أشير بوضوح إلي عظمة المعاني الاجتماعية والإنسانية حيث يؤكد الإسلام والشريعة السمحاء الجائع في أن يطعم, والعاري أن يكسي, و الشارد أن يؤوي, والمريض أن يعالج.., بصرف النظر عن الملة والدين حتي لو كان الجائع أو العاري أو الشريد أو المريض من قوم عدو للدولة, حيث لا يجوز- طبقا للشريعة الإسلامية- أن تكون هناك تفرقة في المعاملة بين الناس بسبب اختلاف الدين أو اللغة أو القوم أو الوطن أو اللون أو الحرفة. و ليس هناك في الإسلام ما يخول أحدا حق حرمان أحد من هذه الحقوق الإنسانية السمحة إلا بمبرر قوي ودامغ من نوع القتال ضد الدولة, أو ما شاكله من أعمال التجسس لأعدائها فيعاقب بقدر ما أتي من فعل بغيض حسبما ينص القانون.. و حتي في هذه النقطة يجب التزام العدل الدقيق الذي لا يتأثر بفورة عاطفية أو نعرة إقليمية أو قومية أو طائفية.. فالله تعالي يقول في سورة المائدة: ولا يجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي. ومعني ذلك أن الإسلام يعتبر رعاية واحترام وصون كرامة النفس الإنسانية عنوانا للعدل الذي أمر به الله الناس جميعا حيث يقول جل شأنه: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق. و علينا أن نتذكر جيدا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان أحرص الناس علي إعمال هذه المبادئ السامية في أرض الواقع لكي تكون نبراسا للمسلمين فهو القائل: المؤمن من أمنه الناس علي أموالهم وأنفسهم, وكان يقصد بذلك أن يقول صراحة إن الأمن حق للناس كافة وليس قصرا علي المؤمنين والمسلمين وحدهم. ..وعلي الذين يقطعون الطرقات ويحاصرون المنشآت ويزهقون الأرواح أن يتقوا الله في دينهم وفي وطنهم إذا كانوا بالفعل ينتمون للإسلام! خير الكلام: الرجل الحكيم.. حذر دون تردد و مقدام دون تهاود وكريم دون تبذير! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله