الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بدأ في لفت نظر الشعب المصري إليه منذ لحظة بيانه الأول في 22 يونيو حينما دعا القوى السياسية للالتفاف وإيجاد مخرج للنفق المظلم الذي كانت تسير فيه البلاد، إلا أن أحدا منهم لم يلتفت إلى الرجل. وكان لقاء السيسي الثاني مع الشعب الذي بدأ يدرك شخصه وينبهر به، حينما خرج الرجل يوم 30 يونيو في بيان للجيش يدعو فيه الرئيس مرسي لإيجاد مخرج للأزمة إما باستفتاء شعبي أو بالتنحي وكان قد أمهل الرئيس 48 ساعة وحذر من أنه سوف يعلن عن خارطة الطريق التي وضعها الجيش للمسار الجديد في البلاد، لكن يبدو أن الرئيس مرسي كان يظنه "يهزر" ولم يعيره الكثير من الانتباه وسار على نهج الرئيس الأسبق حسني مبارك في العناد وتجاهل موقف الشعب برمته وكانت النتيجة هي خروجه بالعزل عن منصبه ووضعه تحت الإقامة القسرية ثم إلى سجن العقرب حيث يمكث الآن بتهمة التخابر والهروب من سجن وادي النطرون. كل هذه المواقف السابقة حُفرت في ذهن المصريين عن شخص السيسي، إلى أن خرج على الشعب عندما كان يشهد حفل تخريج دفعة الكلية البحرية و دفعة كلية الدفاع يوم الأربعاء 24 يوليو وطلب في بيان وقال: "أنا عاوز أطلب من المصريين طلبا أنا أدعوكم للنزول في الشارع" و دعا السيسي جموع الشعب المصري للنزول لتفويضه هو وجهاز الشرطة في التعامل مع الإرهاب ومواجهته بحسم وقوة لوضع نهاية للمهزلة التي نعيش فيها هذه الأيام ولنخرج نحن المصريون للعالم أجمع في صورة حضارية تؤكد على إرادة الشعب المصري. وكان للخطاب الارتجالي للسيسي في نفس المصريين أثر عميق على المشهد السياسي قابلته النسوة بالفرح والزغاريد وخرجت الحشود بالملايين تفوض السيسي من كل قلبها بل وبحب أيضا وبأعداد تفوق بكثير التي نزلت يوم 30 يونيو ويوم 3 يوليو. وقد لبى المصريون دعوة السيسي بكل رضا وامتلأت الشوارع بالألعاب النارية والفرح كما امتلأت بصور وبوسترز للفريق أول عبد الفتاح السيسي تحمل صورته متوسطا الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس الراحل أنور السادات، في مشهد يدل على أن الفريق السيسي جمع بين زعامة عبد الناصر الممثلة في كاريزمته وبين دهاء ومكر السادات. والطريف أن صور السيسي كانت تباع في الشوارع والميادين وفي محطات مترو الأنفاق بجنيه وخمسة وعشرة و15 جنيه على حسب حجمها وجودتها. استطاع السيسي حقا أن يبهر المصريين بخطابه الأخير وفي حصافة لسانه وفي ألفاظه المؤثرة وصدقه حينما كان يسرد الوقائع واللحظات التي قضاها مع الرئيس المعزول مرسي الأخيرة، وأكد على إيمانه ووفاءه بالعهد الذي لا يمكن أن يخونه رجل جيش حر وشريف، وذلك عندما حلف"والله العظيم والله العظيم والله العظيم".. وتارة أخرى حينما وصف الجيش بالأسد وقال: "هل الأسد يأكل أبناءه" صدق الرجل في مشاعره كان يسبقه. أمثال الفريق السيسي كانوا مدفونين أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكان لا مكان لهم لأنهم قادة حقيقيين وكان يتم استبدالهم بآخرين لا وزن ولا قيمة حقيقية لهم. يبدو أننا المصريون كنا في أمس الحاجة كما كنا نشتاق إلى قائد وزعيم ملهم ويبدو لنا أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، هو زعيم الأمة الجديد، حيث يظهر علينا بهذه القوة في هذه اللحظات العصيبة التي يعيشها الوطن ويتآمر عليه ويتربص به القاصي والداني. تحية إعزاز وتقدير وفخر بك يا فندم مني ومن كل المصريين وتحيا مصر حرة مستقلة. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن