ينسب للإمام أحمد بن حنبل دعاؤه: اللهم من كان من هذه الأمة علي غير الحق فرده إلي الحق.. ولابد أن هذه الدعوة قصد بها الامام الجليل من وصفهم القرآن الكريم بالأخسرين أعمالا يوم القيامة, وهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ان تعمد فلول ومرتزقة جماعة الاخوان نشر الفوضي في البلاد من أجل وهم استدعاء التدخل الاجنبي وعرقلة الحكومة الجديدة والتضحية بكل قيمة دينية أو أخلاقية من أجل استعادة سلطة حكم مصر, ضاربين بأمن شعبها وسيادته علي أرضه( في سيناء) عرض الحائط, هو بمثابة( إعلان حرب) من جانب رءوس الفتنة الذين يمثلون فرع التنظيم الدولي للاخوان بمصر, مايجعلنا نتساءل عن التوقيت الذي طال انتظاره لكي تعلن الدولة أننا بالفعل في( حالة حرب) مع عدو خارجي بكل ماتعنيه الكلمة من اجراءات وقرارات. ولقد طالما استنكرنا ورفضنا بعد ثورة يناير حالة الغل والكراهية والحقد الغريبة علي شعبنا والتي أشعلها وأذكي نيرانها التيار المتأسلم الذي تبني دعوات الانتقام والاعدام والتخوين والعزل والإقصاء علي أوسع نطاق حتي تخلو لهم الساحة ويتمكنوا من احتلال مفاصل الدولة, ولم يكن أحد يجرؤ في ذلك الجو الارهابي أن يتحدث عن المصالحة الوطنية التي يكثر الحديث عنها الآن بعد ثورة يونيو! نقول ذلك لمجرد التذكرة والتأكيد علي أن الوطن ملك للجميع, ونحن في حاجة لكل العقول والسواعد ولكن بعد أن ننظف الساحة من الخارجين علي القانون, ويعودوا إلي مكانهم الطبيعي وراء القضبان. علي أن أهم القضايا الوطنية الآن هي في تقديري ضرورة أن ينص الدستور المصري بأوضح عبارة علي فصل الدين عن السياسة وأن يتفرغ رجال الدين والشيوخ الاجلاء لامور الدعوة إلي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة, وشرح صحيح الدين وما إلي ذلك من أمور لا يقدر عليها غيرهم بحكم ما تعلموه ودرسوه, ولايقتحمون مجال السياسة التي كادوا يوردونا موارد التهلكة بممارساتهم لها. وينبغي ألا يسمح الدستور والقانون بأي حال بانشاء أحزاب علي أساس ديني, وأن يكون هناك مايمنع التلاعب في هذا الشأن من خلال انشاء أحزاب تكون الأذرع السياسية لجماعات دينية متطرفة أو حركات ارهابية, وتكون لها أيضا أذرع عسكرية.. ويكفي ما عانينا علي مدي عامين من حديث الأذرع والاصابع. لمزيد من مقالات عصام عبدالمنعم