الحوار مع داعية مثل الشيخ محمد جبريل ممتع ومفيد بكل المقاييس فعلمه بحر لا نهاية له وما يغرسه فينا من قيم ومباديء هي بلاشك كنوز يجب ان نحرص عليها ونتمسك بها.. لقب بإمام الثورة لكنه يعترف أن الثورة لم تحقق اهدافها حتي الان بسبب انتشار الفساد وحتي نعيد البناء لابد من اصلاح ما فسد ولن يتم ذلك الا اذا بدأنا بانفسنا فإن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. وهو يري ان الرئيس مرسي تسلم تركة فاسدة وتساءل كيف يحكم دون أن ينظف ما فسد؟ خاصة وأن الجميع يتمنون له الفشل ولا أحد يساعده ولهذا يهيب بالرئيس ان يأخذ بالشدة علي كل بلطجي وفاسد ليعيش الناس في أمان ويستعين بالكفاءات حتي لو كانوا من غير المسلمين لان الاعتماد علي اهل الثقة دون كفاءة يزيد الطين بلة!. جبريل يلوم علي الشعب أنه لا يعمل ولا ينتج ويطالب بحقوقه دون أن يؤدي واجباته لكنه في نفس الوقت يؤكد علي ضرورة حل مشاكل الشباب وفي مقدمتها البطالة وغياب الوازع الديني ودعا الازهر لتقنين الفتوي حتي لا يسمح بالافتاء لغير من هو مؤهل له. وأكد ان العالِم اذا اقحم نفسه في السياسة سيخرج العلم من قلبه لان العلم لا يحب شريكا والسياسة متقلبة وصاحبة هوي.. وشدد علي اننا جميعا في مركب واحد ومن مصلحتنا الا يغرف لانه اذا غرق سنغرق كلنا.. وان المسئول عن بلد بحجم مصر لابد ان يكون حاسما وحازما ولا احد فوق المساءلة ايا كان.. والي تفاصيل الحوار: الثورة لم تحقق أهدافها بسبب انتشار الفساد مطلوب من الرئيس الأخذ بشدة علي كل بلطجي وفاسد
مطلوب من الشعب أن يعمل وينتج ويؤدي واجباته قبل أن يطالب بحقوقه ما الفرق بين الدعوة إلي الله زمان والآن بعدما اختلفت الأمور وأصبح العنف وسفك الدماء مباحا.. وكيف نتخلص من هذه السلوكيات؟ الدعوة الي الله في السابق كانت مختلفة بإختلاف سلوكيات الناس.. فالقرآن هو القرآن والناس هم الناس، ولكن أخلاقهم اختلفت لإختلاف الأهواء.. ولا تنسي غير الاسوياء والسلوكيات المرفوضة التي يرفضها الإسلام.. اختلف الحال لانه ليس هناك رادع قوي يردع الناس والبلطجية ومن يروع الناس الآمنين. اختلف الحال لأن اكثر الناس ليس عندهم وازع ديني وخوف من خالقهم وكما قال القرآن »وإن كثيرا من الناس لفاسقون«.. اختلف الحال لأن البطالة زادت عن حدها، ولا يوجد إيمان في القلب يغلق هذا الباب الذي يأكل الأخضر واليابس.. اختلف الحال لان الفتن زادت بكل الطرق، واصبحت القاعدة هي البرامج التي تثير الغرائز والاستثناء هنا البرامج التي تذكر الناس برب الناس وبالتالي لا تؤثر الا في القليل والقليل.. والحل معروف وهو ان نعود وبسرعة الي ديننا وأخلاقنا وكما ذكر في القرآن »وان عدتم عدنا« نسأل الله أن يردنا إلي دينه ردا جميلا. الخطاب الديني كيف يكون الخطاب الديني متوازنا؟ نعم لابد من خطاب ديني متوازن ومحايد ولا يتبع أحدا.. بل يكون همه هو المصلحة العامة وليس المصلحة الخاصة.. ولا مصلحة حزب من الاحزاب.. وان يقول كلمة الحق.. ولا يخاف في الحق لومة لائم.. خطاب يبين ما يهم الناس ويخاطبهم علي قدر عقولهم.. خطاب يتكلم في الواقع ويشحن الهمم ويعلم الناس الترابط والتراحم والتعاون بين الشعب الواحد خطاب يجمع ولا يفرق.. يبني ولا يهدم.. يصلح ولا يفسد.. وهذا هو المفروض في الإعلام الناجح ايضا.. وهو للاسف ما نفتقده في اعلامنا. ما رأيك في الدعوات التي تطالب بعودة الجيش لادارة البلاد بحجة استعادة الامن؟ الدعوات التي تطالب بعودة الجيش وقد حدث سابقا ولم يجد العسكر القبول عند الشعب لكن سبحان الله.. جانب من الشعب لا يريد أن يستقر علي حال.. ولابد من أن يعي هذا الشعب تماما ان من حق من يحكموننا الان ان يأخذوا فرصتهم كاملة حتي نستطيع محاسبتهم.. ولنتذكر ان الحاكم لم نعطه فرصة واحدة.. فهناك مظاهرات في كل مكان، وبلطجية في كل مكان يعيثون في الارض خرابا وفسادا ولا يوجد حسيب أو رقيب.. ولا أحد يعمل والفساد منتشر في كل مناحي الحياة.. والحق يقال.. الحاكم تسلم تركة خربانة تماما فكيف يعمل ويحكم دون أن ينظف ويطهر.. ولا أحد يساعده.. والكل يتمنون له الفشل.. ولو فرضنا أن استلم الجيش سيبقي الحال علي ما هو عليه والشعب سيطالب بانتخابات مدنية. ونظل نلف حول بعضنا البعض وهذا يحارب وذاك يطعن في الاخر وتقف احوال الناس والبلد. لماذا لا نتعاون ونتقابل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه؟ لماذا لا نعترف ان الله سبحانه وتعالي هو الذي يتصرف في ملكه فيجعل المسجون حاكما ويجعل الحاكم مسجونا ونأخذ عبرة مما حدث ونساعد الحاكم ليعمل وينتج حتي نملك قرارنا.. فمن يملك القوت يملك القرار وللاسف القرار ليس بأيدينا حتي الان.. وأقسم بالله لو جاءنا ملك من السماء يحكمنا الان في ظل هذا التوتر والفوضي التي نعيشها لن يرضي عنه الناس.. لم الشمل اختلاف التيارات وعدم ثقة كل طرف في الآخر.. كيف يتم لم شمل الجميع من اجل مصلحة الوطن ليعودوا الي طاولة الحوار وتنتهي الخلافات بينهم؟ كل حزب يطعن في الاخر ويزيد الامر اشتعالا عن طريق اعلام غير واع ولا يهمه سوي المرتبات التي تصرف اخر الشهر فهذا هو الخراب بعينه.. لانه بذلك لا يهمه الا مصلحته الشخصية فقط، وتغرق مصر ومن فيها وحسبنا الله وكفي. تنوع الاحزاب الدينية.. هل هو ظاهرة صحية وهل كثرتها تحدث تشويشا في تفكير الناس؟ تنوع الاحزاب ظاهرة صحية اذا كانت علي اساس الاحترام المتبادل وكل له فكره بما لا يخالف نصا من كتاب الله أو سنة رسوله ولست من انصار من يقحم الدين بالسياسة »فكل فن له أهله« ومن يعلم الناس أمور دينهم وارتباطهم بخالقهم لا شأن له بالسياسة. فإذا اقحم العالم نفسه في السياسة فيخرج العلم من قلبه لان العلم لا يحب شريكا والسياسة متقلبة وصاحبة هوي وشهوة، والمفروض في العالم أن يكون قدوة ويحترم نفسه لان الصغيرة من كبيرة وهكذا.. فالسياسة لها أهلها وأهل العلم لابد ان ينأوا بأنفسهم عن كل ذلك. هل تؤيد اصدار قانون يمنع غير المتخصصين من إصدار فتاوي؟ كما قلت سابقا »كل فن له أهله« لو أردت أفتي في مسألة لابد ان أكون أهلا للفتوي اي أهلا للعلم في هذا المجال ولا يشترط ان أكون أزهريا.. المهم أن يكون عندي العلم الكافي الذي يؤهلني لذلك ومشهود لي ذلك.. لكن اذا كثرت الفوضي في موضوع الفتاوي فكل من هب ودب يفتي من غير علم فعندئذ لابد ان يقنن هذا الامر من الدولة »أقصد هنا من الجهة المنوط بها ذلك وهو الأزهر الشريف« وتكون هناك جهة رسمية تقوم بذلك كدار الإفتاء وتزيد من انتشارها في اكثر من مكان ليتسع حاجات الناس. ولابد ان يعلم المفتي غير المؤهل ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال »اجرؤكم علي الفتيا اجرؤكم علي النار« فهو عندما يفتي بغير علم فيضل ويضل، وانصح كل من ليس عنده علم بالفتوي ان يتقي الله في نفسه ولا يعرض نفسه لعقاب المولي عز وجل لانه يضل الناس ويغشهم ورسولنا صلي الله عليه وسلم يقول من غشنا فليس منا. إمام الثورة يطلق عليك لقب إمام الثورة.. ما رأيك في هذا الوصف؟ امام الثورة شرف لي أن أكون لاجتماع الناس علي كلام الله والدعاء اليه في كل أزماتنا فليس لنا سواه جل في علاه والقبول الذي منحه الله لنا أحاول جاهدا استغلاله في لم الشمل وجمع الكلمة وتأليف القلوب بالقرآن والدعاء والكلمة الصادقة والمخلصة ابتغاء وجه الله دون مصلحة دنيوية زائلة. فشرف لي هذا اللقب وتواجدي مع الناس خاصة في ايام الجمع المهمة والتي فيها توافق كل اطياف الشعب، فأنا لست اماما لطائفة دون اخري ولكن امام لشعب مصر بأكمله وأسأل الله ان يجمع كلمتنا ويلم شعثنا ويجعلنا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.. آمين. هل حققت الثورة أهدافها أم فشلت.. ولماذا؟ للأسف لم تحقق الثورة اهدافها حتي الان لانه بصراحة الفساد منتشر في كل مجالات الحياة، وحتي نعيد البناء لابد من اصلاح ما فسد ولن يتم ذلك الا اذا بدأنا بأنفسنا أولا وإذا أحببنا التغيير فكل واحد فينا يبدأ بنفسه أولا.. فإن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم وأن يكون هناك رادع قوي لكل فاسد حتي يتعظ ويعتبر الآخرون وفي المقابل لا ينفع مطلقا الاسلوب اللين أو الذي ليس به شدة مع الفاسدين.. فالعبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة. والمسئول عن بلد بحجم مصر لابد ان يكون حاسما وحازما ولا احد فوق المساءله أيا كان هو. ما توقعاتك بعد تأزم المشهد السياسي الذي تمر به البلاد الآن؟ توقعاتي لهذه الأزمة السياسية أنه إن لم نلتف حول مائدة الحوار والكل يتنازل عن العصبية والقبلية التي يعيشها الجميع ونتعاون ونتقابل فيما اتفقنا ثم يعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه ويعلي مصلحة مصر فوق كل اعتبار ستكون العاقبة وخيمة وغير آمنة وسيأكل بعضنا بعضا وهنيئا عندئذ لاعداء الوطن وهم كثيرون في الداخل والخارج.. فإنما يأكل الذئب من الغنم الشاردة. إلي أين نحن ذاهبون بعد كل ما نراه من عنف ومشاهد مأساوية؟ أملي وتفاؤلي ان الله عز وجل في علاه يحب هذا البلد ووصفها بالأمن والأمان مع بيت الله الحرام، فهذا التكريم من الله يجعل القلب مرتاحا قليلا وأرجو الله أن يحفظ مصر من شر الفتن والمحن وجميع البلايا ما ظهر منها وما بطن.. انتشرت ظاهرة العنف ضد المرأة.. ما السبيل لمواجهتها خاصة ان الله تعالي كرم المرأة؟ ظاهرة العنف ضد المرأة للاسف المسئولية مشتركة بين البيت وغيره، فالبيت مسئول عن الانثي وما ترتدي من ثياب مثيرة. وكذلك الخروج متأخرة ليلا وهذا الشاب غير الملتزم والذي يتصرف برعونة لأنه فاقد العقل نتيجة ما يتعاطاه من مخدرات ومسكرات، كذلك البلطجي الذي يعيث في الارض فسادا دون رقيب ولا حسيب واجهزة الدولة تتركه يعبث وجميعهم معروفون لدي اجهزة الدولة وغير ذلك من السلبيات التي انتشرت في شوارعنا وهي غريبة علي هذا الشعب.. كل ذلك مع غياب الوازع الديني والرادع القوي والبيت المفكك والبيئة غير الصالحة واثارة الشباب بالفتن المتنوعة من افلام هابطة ومسلسلات مثيره وبرامج كلها غرائز وفتن هنا وهناك.. فماذا ننتظر بعد ذلك.. ان ما يحدث شيء طبيعي.. وما خفي كان اعظم..، والحل هو ان يعود الدين الي بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا. فالاخلاقيات هي حائط الصد لهذه السلبيات. كذلك حكم الله ينفذ في كل من يعبث بالامن وترويع الامنين.. وان لم يقابل بحسم وحزم سيحدث اكثر من ذلك والشعب سيذوق الامرين ان لم نعد وبسرعة لاخلاقيات ديننا الحنيف لان فيه النجاة والفلاح في الدارين.. ولا يهمني ما هو مكتوب في الدستور.. المهم ان يفعل وينفذ ما هو مكتوب فيه علي ارض الواقع والمهم ايضا ان نحترم المرأة كمرأة ونقدر دورها.. مصر أولا هل توجد انتهازية سياسية بين جميع الفصائل علي الساحة؟ للاسف هذا الكلام صحيح ووارد بين كل الفصائل والاحزاب ولا احد يعلي مصلحة مصر أولا والكل عينه علي السلطة فقط.. ولتذهب مصر الي الجحيم.. المهم أنا.. أنا وهذا أمر يرفضه الإسلام وجميع الديانات والمفروض ان نتكاتف وننكر ذاتنا اكراما لبلدنا ولا أجد علي الساحة من يقول مصر أولا إلا من رحم الله والتاريخ لن يرحم أحدا ولا احب أن اتكلم في السياسة لاني أعلم ان من السياسة ترك السياسة، ولكن همي الان ليل نهار ما أراه يحدث أمام عيني شيء يدمي القلب. لكن يحتاج الامر من اولي الأمر الحسم والحزم ليستتب الامن والامان في الشارع.. ختاما بلادنا تحتاج لاصحاب الضمائر الحية.. تحتاج لان نحافظ عليها كما نحافظ علي بيوتنا.. فهي بيتنا الكبير ولابد ان نضعها فوق رؤوسنا. أسأل الله ان يجمع كلمتنا ويلم شعثنا ويؤلف بين قلوبنا وعليك بكل من يعادي ويؤذي بلادنا ويروع الامنين. هل يمكن لبلادنا ان تستغني عن المعونات الامريكية وما وجهة نظر الشرع في ذلك؟ نعم يمكن الاستغناء عن المساعدات الامريكية وغيرها اذا اعتمدنا علي انفسنا واذا احببنا العمل واذا اخلصنا لبلادنا، فالغرب لم يقم الا علي نوابغ الغرب.. واعجبتني كلمة د. زويل »الفاشل في الخارج يساندونه لينجح فينجح.. والناجح عندنا يحاربونه ليفشل فيفشل«.. فعندما يكون المناخ صحيا والمجتهد نقوم بمساعدته وتقديره وإكرامه سيتغير الحال، وعندما نجد الرجل المناسب في المكان المناسب بضم الميم وليس بكسرها سيتغير الحال.. وعندما نملك القوت سنملك القرار وان لم يكن قوتنا من فأسنا فقرارنا لن يكون من رأسنا ولكن القرار للاسف ممن يطعمنا حتي يستعبدنا، فأفيقوا يا شعب مصر.. ان العالم لا يحترم من يمد يده فاعلموا رحمكم الله حتي تمدوا ارجلكم وليس ايديكم وهنا العزة والكرامة. وعندنا في مصر طاقات مهدرة لا يستفاد منها وعندنا مقدرات لا حصر لها لو استخدمت بما يرضي الله ستكون مصر في مقدمة الاقتصاد العالمي.