حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من أن مصر قد تصل إلي مرحلة تفتقد فيها القدرة علي تحديد الطريق الصحيح والوصول بالأغلبية الكافية لاتباع هذا الطريق مستدلة علي ذلك بما أسمته ب ثورات مصر الثلاث خلال العامين و النصف الماضيين فقط. وأوضح الكاتب الشهير توماس فريدمان في تحليله للمشهد السياسي الحالي في مصر في نيويورك تايمز أن الثورة الأولي قام بها الشعب المصري بالاشتراك مع الجيش من أجل الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك, و تعيين المشير حسين طنطاوي. وأضاف أن سرعان ما أثبت طنطاوي و أعوانه عدم كفاءتهم في إدارة البلاد مما دفع البلاد نحو ثورة ثانية عن طريق الانتخابات واستبدل طنطاوي بالإخوان المسلمين وقادهم الرئيس المعزول محمد مرسي. وأشار الكاتب إلي أن مرسي سرعان ما حاول تأكيد سلطته, عن طريق تقليص سلطة الجيش وتعيين المنتمين للإخوان في مناصب مهمة. لكن نظام مرسي الاستبدادي وغير الحاسم بالإضافة إلي فشله في معالجة القضايا الاقتصادية أثار الذعر في نفوس المصريين الذين اجتمعوا في30 يونيو الماضي تحت قيادة جيل جديد من ضباط الجيش ونظموا ثورة ثالثة للإطاحة بمرسي. ولخص الكاتب الأمريكي الثورات الثلاث كالتالي: الثورة الأولي كانت تهدف إلي التخلص من الأيدي الميتة وحالة الركود التي تعاني منها البلاد, والثورة الثانية كانت للتخلص من العقول الميتة, والثالثة فكانت للهرب من الطريق المسدود. وذكر فريدمان أن الثورة الأولي قامت عندما شعر عدد كبير من الشباب المصري معظمهم من غير الإسلاميين بالقمع و الركود خلال عهد مبارك. وأوضح أن الشباب وجدوا أنفسهم يعيشون في عهد رئيس لا يملك أي رؤية, ولم يعد لديهم فرصة لتحقيق ذاتهم كما أنه وبعد حوالي30 عاما من حكمه, ونحو30 مليار دولار من المساعدات الأمريكية, مازال ما يقرب من ثلث المصريين يعانون الأمية. وأكد أن الشعب المصري يوجه حاليا رسالة واضحة وهي أنهم لا يريدون أيادي ميتة بعد الآن بل يريدون حكومة طموحة تعيد مصر إلي مكانتها. وكشف فريدمان عن أنه من الصعب المبالغة بشأن تدهور الأوضاع الاقتصادية خلال فترة حكم مرسي لكن المصريين أصبحوا يشعرون بعدم الأمان.