شتان بين أن يكون الانسان مضحكا, ويكون أضحوكة, هذا ماغلب علي برامج هزلية, تعتمد علي استغفال الضيف الفنان, والسخرية منه, بإخراجه عن شعوره, وإظهاره خائفا ضعيفا, فاقدا السيطرة علي نفسه ولسانه, قد يبدو أنه غرر بالفنان, لكنه يبتلع الإهانة لأنه تقاضي عنها أجرا, دون مراعاة لاهتزاز صورته أمام المشاهد. يوهم برنامج( رامزعنخ آمون), الضيف, بأنه سيصور فيلما للتعريف بآثار مصر تشجيعا للسياحة, في مقبرة تحت الأرض, برع مصمم ديكور في تنفيذها, الهدف نبيل, والفعل صبياني سخيف, بتخويف الفنان وترهيبه لاستجداء الضحك, استخدمت هيفاء وهبي كل مفردات قاموس الشتائم, بعد ان أصابها الرعب, وركلت مقدم البرنامج بالحذاء, وقذفت المصورين بكل ماطالته يديها, وعندما استفاقت, اشترطت مضاعفة اجرها إلي نحو400 ألف جنيه, لإذاعة الحلقة, وبلاها أخلاق, المهم الفلوس, واستغلت الشركات المعلنة ذلك, وقسمت الشتائم علي حلقتين في يومين متتاليين. تكرر حادث الضرب بالحذاء في برنامج المقالب' يا ثورة ما تمت', فعلها محمود بدر, مؤسس حركة تمرد, بعد استفزازه ومحاولة إجباره التوقيع علي استمارة' تجرد', وبلاحياء يصفق فريق العمل, رغم الاهانات التي لحقت بزميلهم, وبنفس الاستخفاف وردود الأفعال غير المحسوبة, برنامج( في الهوا سوا) لإدوارد, بتخويف الضيف في تليفريك, و(فلفل شطة) جذبت الضيفة شعر الفتاة وطرحتها أرضا, و(من غير زعل) يقلل مقدما البرنامج ريهام سعيد وسعدالصغير من شأن الضيف, ويدفعاه للتطاول عليهما. هذه النوعية من البرامج تؤكد الإفلاس الفكري, والاستخفاف العقلي, والإطاحة بكل القيم, ووسط هذا الغث, يطل علينا البرنامج الكوميدي الراقي( وسيم.. هدهد) للمتألق أكرم حسني' أبوحفيظة', الذي يمتلك خيالا إبداعيا متدفقا, ينتقد كل نواحي الحياة, بتقمص شخصية العالم والمثقف في صورة كاريكاتورية متميزة, دون أن يخدش مشاعرك بلفظ طائش أوحذاء طائر. لمزيد من مقالات سمير شحاته