عندما ولدت بعيوب خلقية نادرة بالقلب, كانت تستوجب تدخلا جراحيا سريعا إلا أن روتين التأمين الصحي أراد لربة المنزل وعامل التكييفات المعوق أن يعيشا رحلة عذاب بطفلتهما البريئة علي مدي عامين كاملين دون تدخل جراحي أو تحرك المسئولين؟!! البداية كانت في مايو2011 عندما ولدت رقية بعيوب خلقية بالقلب عبارة عن انعكاس مجري شرايين الأورطي والرئوي وثقوب في الأذنين والبطينين, وعندما عجز أطباء مستشفي طلبة الاسكندرية أمام الحالة قاموا بتحويلها لمستشفي مصر, ولما كشفت القسطرة التشخيصية لرقية خطورة حالتها تم عرضها علي لجنة طبية بعد تعقيدات روتينية صبرت عليها وتحملتها أسرتها رغم ضيق العيش.. وجاء تقرير بعد نحو العام بضرورة الاصلاح الجراحي السريع, ولكن لا آذان لمن تنادي. حيث دخلت أسرة رقية في رحلة جديدة من التوسل, بل التسول للمسئولين لانقاذ طفلتهم التي أذنبت فمرضت في دولة لا قلب لها ولا مسئول؟! وخلال ذلك اتجهت الأسرة لمستشفي الجامعة, حيث وجدت رغبة صادقة من أطبائها وعجزا حقيقيا في تنفيذ الجراحة ولم تحصد منهم سوي اللهفة أكثر علي ابنتها بعد أن أخبروها إن الوقت ليس في مصلحتها.. أسرة رقية رضيت أن يتحول حقها في العلاج إلي صدقة من المسئولين لانقاذ ابنتها.