رئيس الغرفة التجارية الأمريكية في القاهرة في حوار خاص(2):

العلاقات راسخة والشعب الأمريكي يحمل كل التقدير للشعب المصري

حققت البعثة المصغرة من أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الأمريكية لواشنطن الأسبوع الماضي أهدافها, حيث شرح ستة من أعضاء الغرفة برئاسة أنيس أكليمندوس الوضع في مصر,
وأن30 يونيو ثورة مصرية حقيقية خرج فيها30 مليون مصري في تظاهرة سلمية بهدف تصحيح مسار ثورة يناير. وأن تدخل الجيش لحماية الشعب وتنفيذ إرادته, وان مصر تستكمل طريقها للوصول للديمقراطية الصحيحة والكاملة. نستكمل اليوم الحوار مع أنيس أكليمندوس الذي تناول الكثير من الأمور التي تهم المجتمع المصري وأولها.. كيف سنخطو نحو المصالحة والتوافق المجتمعي ولم شمل الأسرة المصرية من جديد؟
بداية أستاذ أنيس كيف إنتهت رحلتكم لواشنطن؟
إنتهت بتفهم كبير من الإدارة الأمريكية والكونجرس بأن30 يونيو ثورة حقيقية وليست إنقلابا, وواشنطن حريصة كل الحرص علي روابطها مع القاهرة, كما أن العلاقة بين البنتاجون والجيش المصري علاقة تعاون وثقة متبادلة. والشعب الأمريكي يكن كل الحب والإحترام للشعب المصري.
كيف تري مصر بعد30 يونيو؟
.. ثورة تصحيح المسار أفرزت واقعا جديدا بأن التغيير لابد وأن يبدأ من الناس, وأن سياسة الإبعاد والتشفي والإنتقام ليست مجدية, ومن هنا أقول أن أهم شئ هو تحقيق المصالحة الوطنية ولم الشمل فعلا لا قولا, فالإخوان جزء من الوطن, وشباب الإخوان هم أبناء كل المصريين, لابد وأن يحصلوا علي فرصهم والمشاركة في البناء والمستقبل, لا يجب أن نتعامل كفريقين, بل نحن شركاء في الوطن الواحد, لنا نفس الحقوق, وعلينا نفس الواجبات.30 يونيو بداية للتصحيح,30 مليون مواطن أعلنوا بطريقة سلمية عدم رضاهم, وهذا في حد ذاته بداية طريق الوفاق, أهم شئ إن يوم30 يونيو مر دون عنف, التظاهر السلمي والتغيير الذي تم وفقا لإرادة الشعب بداية الطريق, لابد وأن نتعامل بمنطق أننا شركاء ولسنا فرقاء.
هل سيتحمل الإقتصاد المصري مزيدا من الضغوط بالمطالب الفئوية وغيرها؟
.. لم أسمع عن وقفة إحتجاجية للمطالبة برفع رواتب أو أجور بعد ثورة30 يونيو, ولكن أقول أننا شعب عظيم لابد وأن نلبي نداء الوطن, وعلي الإدارة في المرحلة الحالية تقويم سلوك من يمارسون الخطأ للحصول علي مكاسب, فلا يجب أن يكون الثواب ناتجا عن مخالفة القانون, مثلا لا يجب علي المحافظ أن يكافئ من يبيع في الطريق العام بأن يمنحه محلا!
من وجهة نظرك ما هي أخطاء المعارضة؟
. كل واحد عايز يهيمن, لو المعارضة تكاتفت وحدت أهداف, لو إقترعوا علي من الأفضل ليقود السفينة, مصلحة الوطن وليست مصلحة حزب, الأنا خاربة الدنيا, كل واحد في جبهة الإنقاذ عايز يكون هو الرئيس, ولكن الشارع سابق المعارضة. وجود المعارضة صحي للغاية ومع إختفائها تتحول الدولة إلي دولة فاشية, ونجاح النظام.. أي نظام.. لابد وأن تكون هناك معارضة. المعارضة مطلوبة والإختلاف في الأراء هو الذي يصنع الدول العظيمة, وأي مجلس إدارة يتكون وكل الناس علي وتيرة واحدة لا يكون مجلس إدارة. الشطارة إني أسيبك تقولي رأيك وأتقبله وأعمل بما يفيد منه, ما يقلقني في المجتمع المصري حاليا هو التفرقة, أصبح هناك مسلم ضد مسلم ومسيحي ضد مسيحي, ناس فقدت الصواب والهدف, فأعضاء الأسرة الواحدة يمكن أن يختلفوا في ميولهم وتوجهاتهم ولكن الهدف واحد وهو سلامة البيت ولا يوجد أحد منهم يرغب في حرق هذا البيت. لا يجب أن نفقد الهوية المصرية.
ما هو موقف الأقباط؟
.. لماذا نصنف أقباط ومسلمين, بداية التعصب هو التفرقة, ليه منقولش المصريين؟
المصريون مسلمون وأقباط هل لديهم خوف من المستقبل؟
. طبقتين خايفين.. الناس اللي معاها فلوس وخايفة علي نفسها, وناس فقيرة تري أنها مطحونة, هناك فرق بين تعصب الدولة وتعصب الأفراد, مفيش قانون بيقول متشغلش مسيحي, إنما هناك متعصب مسلم ومتعصب مسيحي وهذا تعصب أفراد وليس تعصب دولة, الغضب لا يجب أن يكون من الدولة ولكن من منابر الإعلام أو التعليم الذي يضع مفاهيم ليست صحيحة, في الماضي كان الطفل المسيحي يلعب مع الطفل المسلم, وعندما عزل كل طرف نفسه عن الطرف الأخر أصبحت هناك مشكلة تعصب في الطرفين.
الخوف مسيطر علي الأقباط, وعلي الإخوان, وعلي المعارضة, وعلي الشعب بصفة عامة من كل هؤلاء. كله خايف.. كيف تري ذلك؟
متفق معك تماما منطق الخوف مسيطر علي الجميع, روزفلت عندما سألوه مم تخاف؟ فقال لهم من الخوف نفسه, الخوف هو ألد عدو للإبداع والتفكير. الكوريون عملوا حاجة إسمها مدينة الإبداع, ووضعوا بها25 ألف شخص, حلوا جميع مشاكلهم الحياتية وطلبوا منهم فقط التفرغ للإبداع, الناس دي هي اللي أبدعت التليفون المحمول الكوري والثورة التكنولوجية الكبيرة لدي كوريا, وللعلم لا توجد بكوريا موارد طبيعية, ولكن هم إكتشفوا أن البشر والعقول هي ثروتهم الأهم فاستثمروا فيها.
رؤيتك لدور الإعلام قبل وبعد الثورة؟
الحاجة الخطيرة اللي حصلت في مصر إن فيه تفريقات عمرها ما كانت موجودة, تسألين عن الإعلام أقول لك أن الشعب المصري بطبيعته يتأثر بالمشاهدة أكثر من القراءة, وبالتالي كان هناك تأثير كبير للتليفزيون والفضائيات, ومما لا شك فيه أن الإعلام بمجمله, بما فيه الدراما والصحف والتليفزيون والإذاعة, ساهم بدور كبير في ثورة يناير, كما ساهم في ثورة30 يونيو, وأهم الثمار أن المواطن العادي أصبح قادرا علي النقد حتي لرئيس الجمهورية, الإعلام يؤدي دور ممتاز في توصيل المعلومة, فقطاع من الناس لم يكن يعرف ما هو الدستور وما هي الحريات, وما هي الديمقراطية, فتوصيل المعلومة الأساسية الإعلام يؤدي دور جبار, والحوارات الإعلامية تعطينا وجهي الصورة. لا يمكن أن ننكر أن الإعلام قام بتوصيل قدر كبير من المعلومات والأراء لطبقة كبيرة من الشعب بصورة جيدة. وما أطلبه من الإعلام أن نخرج من دور الكأبة, فيه نماذج جيدة لشباب نجح في حياته, أتمني أن يعكس الإعلام هذه النماذج ليعطي للشباب أمل بأنه مع العمل والجد والإجتهاد سنصل للنجاح.
بالنسبة للقطاع الخاص, ما أهم أخطاءه قبل ثورة يناير؟
.. عدم التفكير في الأخرين, اللي عمل تجارة ولم يسعي لتشغيل أخرين' مجرم', لابد وأن تفكر فيمن حولك, لدينا رجال أعمال أقاموا مؤسسات تنفع الناس مثل محمد منصور الذي أسس مؤسسة لإعادة تاهيل العمالة لسوق العمل, فتحت بيوت ناس كثيرة, ممكن نتاجر عن طريق الإنترنت ولا أشغل معي أحد, هذا خطأ, لو لدينا فعلا روح التكافل الصحيح, هناك فرق بين الإحسان والتكافل, هناك فرق بين الإحسان والتنمية, هذا المنطق لم نصل إليه, القطاع الخاص كان يحقق نجاحا فرديا, القطاع الخاص تحايل علي المشاكل دون حلول جذرية, التفكير السلبي في جوهره هروب من المشاكل.
كيف تري العلاقة بين رجال الأعمال والمجتمع بعد الثورة؟
مصر قبل الثورة بناسها وشعبها ستظل مصر بعد الثورة, وطبقة رجال الأعمال التي تكونت قبل يناير هي التي استمرت بعد يناير, وستستمر بعد30 يونيو, التطور مراحل. حتي ألغي القطاع الخاص أبقي مجنون لأن هناك شئ إسمه تكلفة فرصة العمل', الدولة ليس لديها القدرة علي إتاحة فرص عمل جديدة, القطاع الخاص لديه هذه القدرة, فالقطاع الخاص يرد علي الطموح الإنساني, ومن هنا لابد وأن نكف في الإعلام عن رسم صورة نمطية لرجل الأعمال, محدش عمل مسلسل عن طلعت حرب, هل هناك أحد رأسمالي أكثر من طلعت حرب؟ هل هناك في الإعلام من عكس سيرة حياته؟ محدش تكلم عن عثمان أحمد عثمان الذي ساهم في إتاحة ألاف من فرص العمل, لماذا الإعلام والدراما يظهر أسوأ ما في رجال الأعمال؟
الفترة الأخيرة الملاحقات لرجال الأعمال هل أدت لخوفهم وهروبهم؟
بالتأكيد, ونكون كاذبين لو نفينا ذلك, ومن هنا أقول لابد وأن نخرج من دائرة التشفي, أتاتورك كان قائدا حقق الإصلاح بقوة الإدارة والحكمة, ونيلسون مانديلا أصبح رمزا للتسامح, القطاع الخاص المصري به نماذج فخر للجميع.
ما رايك في المصالحة مع رجال الأعمال؟
.. أنا مع المصالحة إلا في قضايا الدم.
استراتيجيتك في الغرفة؟
.. كنت بتكلم مع الأعضاء للتعرف علي ما يرغبون فيه, واكتشفت أن كثير منهم يفتقد لخدمات تقدمها الغرفة بالفعل, وذلك نتيجة لعدم مطالعتهم للويب سايت الخاص بالغرفة, فأول شئ سأفعله أن يعرف الأعضاء الخدمات التي تقدمها الغرفة,, الدنيا كافيتيريا وليست مطعم, فمن يرغب في شئ عليه أن يجلبه بنفسه, فأول شئ سأفعله حملة لتعريف الاعضاء بخدمات الغرفة, ثانيا هناك أمور صغيرة تضايق البعض, فنحن بشر تختلف طبائعنا ومن ثم سنحاول أن نرضي كل الأعضاء علي قدر المستطاع, لانهم المورد الأساسي للغرفة الذي يسمح لها بالقيام بدورها, ومن هنا فلابد من أن نحقق لهم الرضا الكامل عن خدمات الغرفة. كذلك سنسعي للإستفادة من مقترحات الأعضاء.
. والعلاقة مع الجانب الامريكي؟
.. العلاقة مع الجانب الامريكي تنبع من كوننا مصريين نمثل القطاع الخاص ولنا قدرة نفاذ في المجتمع الأمريكي القائم علي فكر القطاع الخاص, ومن ثم نحن لدينا قدرات نطوعها لخدمة بلدنا, نحن لا نحصل علي رواتبنا من الدولة, ومن ثم فالطرف الأمريكي عندما يستمع لرؤية طرف محايد يقتنع أكثر. أيضا هناك فرص إستثمار نبحثها معا, الغرفة جلبت مستثمرين أمريكان لمصر, وهم الأن لسان حال لمناخ الإستثمار في مصر, فلو أن هؤلاء المستثمرين لم يتمكنوا من تحقيق أرباح وإخراجها وقتما يرغبون, فماذا سيبقيهم في مصر؟ نجاح هؤلاء شهادة ثقة في إقتصادنا. وعندما يسألوننا عن ظروف مصر الحالية نقول لهم إذا لم تستثمروا معنا في الوقت الصعب فليس من حقكم قطف ثمار النجاح في فترة الرخاء المقبلة. إنهم يستمعون, ولديهم الرغبة في المساعدة, المهم أن نصل إليهم بالحوار والرسالة الصادقة.
نحن نحتاج المستثمر الأجنبي من كل دول العالم وليس من أمريكا فقط.
ما رأيك في فكرة حل مشكلة العجز في الميزانية عبر المزيد من الضرائب؟
فكر الجباية لا يحقق تنمية, ومن ثم فإن أي تفكير في حل مشكلة حالية عبر الضرائب سيؤثر مستقبلا علي الإستثمارات الجديدة, وبالتالي سيؤثر علي الموارد, فكر الجباية هو فكر ترحيل المشاكل وليس حلها.
مخرجات العملية التعليمية لا تصلح لسوق العمل؟ كيف تري معالجة الدولة للتعليم؟
أنشأنا مؤسسة للتعليم من أجل التوظيف, حيث تطلب الجهة عمالة معدة بشكل يتفق مع إحتياجاتها, ونقوم نحن بتدريب شباب وإعداده لهذا العمل, ونقوم بتحرير عقود مع الجهات التي تطلب هذه العمالة المؤهلة, حتي نضمن حقوق الشباب, بحيث يخرج الشباب للعمل مباشرة. نأتي لدور الدولة, مثلا لو تحدثنا مع الشركات الكبيرة, وقلنا لو دربت لنا عشرة أفراد وتم تأهيلهم لسوق العمل سنمنحكم خصما ضريبيا, سنجد عمليات إعادة تأهيل من كل الشركات, فبدلا من فكرة زيادة الضريبة أحل مشاكلي عن طريق الضريبة بأن تكون حافزا لحل مشاكل أخري.
المسئولية الإجتماعية؟
نظمنا في الغرفة مؤتمرا كبيرا حول المسئولية الإجتماعية للشركات, وعرضت الشركات تجاربها منها مثلا شركة كوكاكولا التي قامت ببناء محطات لمياه الشرب في القري المحرومة بحيث تستفيد منها في صناعتها ويستفيد منها السكان, يمكن أن تعمل الشركات في مجالها وتفيد المجتمع وتستفيد.
هل تري أن الإقتصاد المصري الأن في حالة جيدة؟
نحن لا نستغل مواردنا, عندنا موارد مهولة, وشعب رائع, مشكلتنا سوء إدارة, لدينا واقع تعداد سكان كبير, الأمل أن نقيم مشاريع خارج القاهرة مقترنة بمشاريع تعليمية وصحية, صرفنا كام علي منخفض القطارة والوادي الجديد؟ لدينا مشروع قناة السويس الذي أعده حسام بدراوي بأن نقدم خدمات لعابري قناة السويس, هناك العديد من المشاريع التي تشغل المصريين, ممكن نشغل في منخفض القطارة غدا10 ألاف شاب, وكل هذا يتطلب أن ننظر للأمام وليس للخلف.