هناك جوائز عديدة في رمضان, فشهر رمضان هو مجال للتنافس في فعل الخير من أجل الحصول علي الجوائز العظيمة, ويشير الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر, إلي أن الخير كله في رمضان, حتي أن الله لم ينس عباده الصائمين من تبليغهم هذه الجوائز الكبيرة وهناك خمس هدايا للصائم من رب العالمين, الهدية الأولي: عتق الصائمين من النيران: وقد بشر سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم الصائمين من المسلمين بالعتق من النار من صام رمضان إيمانا واحتسابا, غفر الله له ما تقدم من ذنبه متفق عليه, لذلك فإن هذا العتق من النار يجعل العبد يوم القيامة فرحا مسرورا, والهدية الثانية: دخول الصائمين الجنان: والعتق من النيران, يساق الصائم إلي جنات الفردوس والرضوان, قال صلي الله عليه وسلم: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبدالله هذا خير, فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة, ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد, ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان, ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة, قال أبوبكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يارسول الله! ما علي من دعي من هذه الأبواب ضرورة, فهل يدعي أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم, وأرجو أن تكون منهم متفق عليه, وقال: إن في الجنة بابا يقال له الريان, يدخل منه الصائمون يوم القيامة, لايدخل منه أحد غيرهم, يقال أين الصائمون؟ فيقومون لايدخل منه أحد غيرهم, فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد متفق عليه, أما الهدية الثالثة: فضل الصدقة في رمضان: يقول الدكتور كريمة: إن السنة النبوية دلت بقول النبي صلي الله عليه وسلم وفعله علي فضل الصدقة في شهر رمضان, روي عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان أجود الناس بالخير, وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل- عليه السلام- يلقاه كل ليلة في رمضان حتي ينسلخ يعرض عليه النبي صلي الله عليه وسلم- القرآن, فإذا لقيه جبريل عليه السلام- كان أجود بالخير من الريح المرسلة أخرجه البخاري, والهدية الرابعة: يقول الدكتور كريمة: إنها ليلة القدر في رمضان: فضل الشرع المطهر بليلة القدر, وبشر مولانا رسول الله صلي الله عليه وسلم أمته بها وبخيرها( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه أخرجه البخاري, لله فيه ليلة خير من ألف شهر, من حرم خيرها فقد حرم سنن النسائي, والهدية الخامسة والأخيرة: هي تفطير الصائم: فهي قربات عظمي يرشد إليها رسول الله صلي الله عليه وسلم أمته, لتنال المثوبة الكبري فقال: من فطر صائما كان له مثل أجره, غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا, أخرجه الترمذي وحسنه, فهي هدايا وعطايا ممن هو وكان بالمؤمنين رحيما و بالمؤمنين رءوف رحيم. وتقول الدكتورة سعاد محمود عبدالقادر حسين مدرس الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر, إن أول هذه الهدايا فتح أبواب الرحمة, وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء وفي رواية فتحت أبواب الجنة, وفي رواية لمسلم: فتحت أبواب الرحمة, وغلقت أبواب جهنم, وسلسلت الشياطين متفق عليه, وشهر رمضان مفضل عن سائر الشهور, ففيه المنح والعطايا العظيمة التي اختص بها هذا الشهر, ففيه أيضا تتجلي رحمات الله بعباده, ومن مظاهر هذه الرحمات كما ورد في الحديث: أنه سبحانه وتعالي يفتح لعباده أبواب السماء وذلك كناية عن تواتر نزول رحمة الله علي عباده, وتوالي طلوع الطاعة إلي السماء, بإزالة أبواب السماء عن مصاعد أعمال العباد, بالتوفيق إلي الخيرات وقبولها بفضله ورحمته, وأيضا من العطايا فتح أبواب الجنة, وغلق أبواب جهنم, فالصائم يتنزه عن رجس الفواحش ويعمل علي قمع شهواته, ومنها: سلسلة الشياطين وشدها بالأغلال, فهي حقيقة لدفع إيذائها عن الصائمين, وتعجز الشياطين عن إغواء الصائمين لاشتغالهم بالصيام وتلاوة القرآن, والذكر وغيره مما يقربهم من الله سبحانه وتعالي.
