كنت أتمني أن تنجح تجربتنا الديمقراطية الوليدة, بدلا من نكسة سنة أولي ديمقراطية, بغض النظر عمن كان يتولي مسئولية البلاد, سواء كان الإخوان المسلمين أو الحزب الشيوعي المصري, إلا أننا للأسف نعود الي نقطة الصفر بعد أن ضاع من عمر الوطن عامان ونصف العام. ومن خلال تاريخ مصر, نجد أنه( وطن الفرص الضائعة) التي جعلت منه بلدا متخلفا, سبقته الكثير من بلاد العالم سياسيا واقتصاديا وديمقراطيا, فالمماليك كانوا يشترونهم كعبيد ويربونهم ليحكمونا وكأنه حرام أن يكون الحاكم مصريا, وجاء محمد علي ليقضي عليهم, ويبدأ بناء نهضة إقتصادية وعسكرية ولكنه كان الصانع الوحيد والزارع الوحيد والتاجر الوحيد, وحكمنا من سلالته توفيق الخائن وإسماعيل المبذر وفاروق اللاهي. ثم قامت ثورة يوليو ليتولي الحكم أبناء مصر: بداية من محمد نجيب الذي راح ضحية لإنحيازه للديمقراطية, الي عبدالناصر الذي مني بهزيمة يونيو, الي السادات صاحب الإنفتاح السداح المداح, الي مبارك صاحب دولة الفساد, الي مرسي الذي إنقسم الوطن في عهده. لم يحقق أي منهم ما حققه مهاتير محمد لماليزيا, أو أوردغان في تركيا, أو لولا دا سيلفا للبرازيل التي تنافس لتكون خامس أكبر اقتصاد بالعالم. ونفس الفرص الضائعة في عهد مبارك, كانت في عهد مرسي. فلو غير مبارك الحكومة, وألغي إنتخابات مجلس الشعب المزور, أو أزاح رموز الحزب الوطني الفاسدين قبل الثورة, لما كانت قد قامت أصلا, ولو قام مرسي بتكوين لجنة للمصالحة الوطنية, وتعديل الدستور, وتغيير الحكومة, لما قامت عليه ثورة هو الآخر, والغريب أنهما في خطابهما لتهدئة الجماهير الثائرة, قالا سأعمل, وسأعمل, وسأعمل ولكن بعد فوات الأوان. ورغم أننا كنا نحلم أن يكون لدينا في مصر رئيس جمهورية سابق, تطبيقا للديمقراطية, فها نحن لدينا في أقل من ثلاث سنوات رئيسان سابقان: مخلوع ومعزول, ولكن بدون ديمقراطية. إننا بالفعل وطن الفرص الضائع. [email protected] لمزيد من مقالات جمال نافع