سيدنا زكريا النبي أبو يحيي النبي عليه السلام كان من الأنبياء الذين بعثهم الله لهداية بني اسرائيل وهو من كفل السيدة مريم عليها السلام فكلما دخل عليها محرابها وجد عندها رزقا وفاكهة في غير أوانها. وهذه من كرامة الأولياء فعلم زكريا ان الرازق للشيء في غير أوانه قادر علي أن يرزقه ولدا حتي وان كان هو وزوجته قد كبرا في السن. وهنا دعا زكريا ربه أن يرزقه ولدا من صلبه يكون برا وتقيا مرضيا رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء وكان آباؤه واسلافه من ذرية يعقوب أنبياء فجعله مثلهم في كرامة النبوة والوحي فجاء كرم الله له وبشره وهو قائم يصلي في المحراب بالولد وهو يحيي ابن خالة عيسي بن مريم عليهما وعلي نبينا أفضل الصلاة والسلام وكان زكريا يومها يبلغ من العمر سبعة وسبعين سنة ويعمل نجارا يكسب قوته بعمل يديه. وقد أولي المولي عز وجل لزكريا أنه سوف يعلم ابنه يحيي الكتاب والحكمة وهو صبي وقصه زكريا عبرة للناس حتي لا ييأس أحد من رحمة الله وفضله. قال الله تعالي في سورة الأنبياء وزكريا إذ نادي ربه رب لاتذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيي وأصلحنا له زوجه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. وروي ابن عباس عن رسولنا صلي الله عليه وسلم قوله ما من أحد من ولد آدم الا وقد أخطأ أو هم بخطيئة الا يحيي بن زكريا ولاينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متي. ووصف رسول الله يحيي بن زكريا بقوله ابن الشهيد ابن الشهيد يلبس الوزير ويأكل الشجر مخافة الذئب.