هل هلال رمضان في ظل ظروف اقتصادية صعبة أشعلت النار في أسعار السلع الأساسية واللحوم والدواجن والخضراوات والألبان مما زاد من ضغوط الناس ومعاناتهم. أسعار اللحوم قفزت إلي105 جنيهات لكيلو البتلو و72 جنيها للكندوز في حين بلغ سعر كيلو الفراخ البيضاء19 جنيها مقابل23 جنيها للفراخ البلدية. نار الأسعار امتدت إلي أسواق الخضراوات حيث بلغ سعر كيلو البطاطس6 جنيهات والفاصوليا8 والخيار4 والبامية 12 جنيها. والسؤال: لماذا ارتفعت الأسعار بهذه الطريقة.. وأين رقابة الأجهزة المسئولة علي الأسواق؟! في البداية يقول أحمد أبو سريع صاحب محل جزارة إن الجزارين ليسوا مسئولين عن ارتفاع أسعار اللحوم, والسبب بكل بساطة أن الجزار يحصل علي بضاعته من اللحوم عن طريق تاجر كبير وهو الذي يحدد السعر سواء كان غاليا أو رخيصا حسب سعر السوق. وأنا كجزار أحاول أن أضيف هامش ربح ولو بسيطا لي لأتمكن من سداد تكاليف عمالة وكهرباء وضرائب. ويشير إلي أن أسعار اللحوم في ارتفاع مستمر بحكم زيادة أسعار جميع السلع الأخري خاصة مع حلول شهر رمضان الكريم الذي تزيد الأسعار فيه بشكل جنوني. وأوضح أن أسعار اللحوم تختلف من مكان لآخر حيث أن سعر كيلو البتلو بلغ105 جنيهات والكندوز72 جنيها. ويؤكد حسين كامل جزار بمدينة نصر أن أسعار اللحوم في ارتفاع مستمر لزيادة تكلفة تربية الماشية فتربية الجاموس تتكلف من30 إلي35 جنيها للأكل فقط يوميا فالمربي مجبر علي زيادة الأسعار وبالتالي فالجزار مضطر لرفع السعر علي الزبون حتي يستطيع أن يحقق هامش ربح. ويضيف حسين: أن سعر كيلو الكندوز70 جنيها وبفتيك الكندوز80 جنيها وبفتيك البتلو105 جنيهات والضأن72 جنيها. ويري كمال السيد جزار بأحد أكشاك اللحوم المنتشرة بمدينة نصر أن الجزارين يتعاملون مع المواطنين بجشع كبير بهدف الحصول علي اكبر هامش ربح دون مراعاة للحالة الاقتصادية للمواطن. وأشار كمال إلي أنه بمناسبة حلول شهر رمضان قررت الشركات الخاصة التابعة لها الأكشاك المنتشرة بمدينة نصر أن ترفع شعار( محاربة الغلاء) مقابل هامش ربح بسيط حتي يستطيع كل فرد شراء اللحم في رمضان, فالبتلو البلدي الأمامي40 جنيها للكيلو والبتلو الخلفي45 جنيها والضاني50 جنيها والكبدة المستوردة13 جنيها وكيلو كتف بتلو مستورد18 جنيها ولحم مكعبات مستورد30 جنيها. وتقول تهاني السيد موظفة بإحدي المصالح الحكومية إن هذه الاكشاك أتاحت لأصحاب الدخول البسيطة فرصة اللحوم بعد أن أصبح تناولها مقتصرا علي الاغنياء فكيلو اللحمة وصل في بعض المحال الي100 جنيه. ويشكوا احمد عيد موظف من إرتفاع اسعار اللحوم والخضراوات بشكل كبير خاصة اللحوم التي قرر مقاطعة شرائها نهائيا. وقال إننا نحاول أن نستبدل اللحوم بالاسماك أو الدواجن. ويشير الي أن المقاطعة حق من حقوق المستهلك, خاصة في ظل الارتفاع الجنوني للاسعار. وأكد احمد أن إنشغال الحكومة بالأحداث السياسية وتجاهلها الناحية الاقتصادية وارتفاع الاسعار سوف يؤدي الي الانهيار التام للبلد والمواطن. أما بالنسبة لأسعار بعض الخضراوات, فيؤكد الحاج عبدالرحيم احد أصحاب محال الخضراوات أن الفاصوليا ب8 جنيهات للكيلو والبامية11 جنيها والبطاطس6 جنيهات والبصل3 جنيهات والملوخية4 جنيهات للكيلو والفلفل4 بشراء والخيار4 جنيهات والجزر8 جنيهات للكيلو والطماطم3 جنيهات للكيلو. سهير أحمد موظفة تقول يأتي شهر رمضان كل عام وله ميزانية خاصة في كل بيت خاصة وان نسبة الشراء فيه متزايدة لذلك نتعرض لاستغلال وجشع التجار في ظل عدم وجود ضابط يحكم السوق. موضحة ان الأسعار تتفاوت من منطقة الي أخري فأسعار الخضروات في امبابة تختلف عن المهندسين( وانت وشطارتك في الفصال مع البائع). وتري شيرين خليل موظفة أن شهر رمضان هذا العام جاء في وقت عصيب اقتصاديا وجميل ثوريا ورغم تلك الأزمة الأقتصادية فإن معدلات الشراء لم تقل. رغم ارتفاع الأسعار بصورة هائلة عن العام الماضي وتتساءل: هل السبب هو جشع التجار أم ارتفاع التكاليف أم هناك بعض الممارسات الاحتكارية. تؤكد المواطنة ميرفت عبدالحي أن الفراخ ارتفع سعرها فوصل كيلو البلدي الي32 جنيها بعد أن كان18 والبيضاء إلي19 بعد أن كانت15 مشيرة إلي أن كل السلع الغذائية الضرورية في ازدياد ولا يقل سعرها ومرتبات الموظفين لا تكفي لهذه المعاناة. صباح عبدالعزيز ربة منزل تقول ارتفاع الأسعار جعلنا نعيش في حالة تقشف إجباري خاصة أن أسرتي مكونة من6 أفراد وليس لدينا عائل سوي الزوج فهو الموظف الوحيد في المنزل ودخله الثابت لا يكفي احتياجاتنا الأساسية من مصاريف دراسية وكهرباء وغاز ومياه وفواتير تليفونات لذلك كان حلنا الوحيد هو التوفير في الطعام فبدأنا التوفير في شراء اللحوم والدواجن بالأضافة الي تجنبنا شراء بعض أنواع الخضروات والبقوليات التي قفزت أسعارها بصورة هائلة فالفاصوليا البيضاء مثلا بلغ سعرها16 جنيها وهو ضعف سعرها الأساسي ومع قرب الشهر الكريم ليس لدينا حل سوي ان نفوض أمرنا إلي الله. شيماء المغربي موظفة تقول إن ارتفاع أسعار الألبان دائما في ازدياد كل عام مع قرب شهر رمضان خاصة ان الزبادي واللبن يعتبران وجبة اساسية في السحور فاللبن السائب وصل سعره إلي7 جنيهات للكيلو والعلب8 جنيهات والجبن الرومي50 جنيها للمتوسط مؤكدة أن كثيرا من السلع ترتفع أسعارها وتنخفض الا الالبان في ازدياد دائم. مني عصام موظفة تقول مرتباتنا لا تكفينا في الرخص, أما الآن فإما أن نسرق أو نتسول, الأسعار في إزدياد يوما بعد يوم فبعد أن قررنا الاقتصاد في شراء اللحوم أصبحت أسعار الخضراوات نارا متسائلة عن الحل؟ نبطل ناكل؟ وتضيف أن الشعب قام بالثورات ليحيا حياة كريمة ولم نجدها200 جنيه لا تكفي لشراء بعض المستلزمات من السوبر ماركت. وفي محاولة لفك طلاسم هذا اللغز يؤكد الدكتور حمدي عبدالعظيم الخبير الاقتصادي ان شهر رمضان المبارك يعد من المناسبات السنوية المهمة لما يوجد به من عادات وتقاليد متمثلة في العزائم وموائد الرحمن لذلك فمصاريف الانفاق علي الطعام والشراب متزايدة وتفوق معدلاتها في الشهور العادية وهو ما يدفع المواطن الي اللجوء لأحد الخيارين أما الاقتراض أو الادخار وفي ظل ضعف الإقراض لان ظروف المواطنين غالبا واحدة يبقي مبدأ الادخار هو أهم الحلول المفروضة علي المواطن لتغطية مصاريفه الإضافية في هذا الشهر. ويشير إلي أن السوق المحلية تعاني الفوضي في الأسعار نظرا لعدم وجود تسعيرة للسلع وهو ما ساهم في جشع التجار.