أعرف أن عمليات الفتيا السياسية التي احترفها رهط من الناس اعتلوا منصات الإعلام والسياسة في مصر الفترة الفائتة أثمرت خلطا كبيرا في المفاهيم والتعريفات.. ولكنني لم أفهم تفشي تلك الظاهرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي مارست في الأيام الماضية أكبر عملية تسويق لمفاهيم سياسية مغشوشة, ومعايير مزدوجة فاقدة للصلاحية, إذ ردد بعض المسئولين في ادارة أوباما بنفس إلحاح الرئيس المخلوع محمد مرسي فكرة الشرعية وضرورة احترامها في استعباط كبير يتجاهل ضرورة تمتع أي نظام قانوني رشيد بالشرعية والمشروعية معا, والأمريكان يعرفون جيدا الفارق بين الكلمتين, فإذا كانت الشرعية هي توخي الاجراءات القانونية والدستورية في الحكم, فإن المشروعية هي:( الرضاء الشعبي العام عن الحكم).. وقد افتقد نظام مرسي للشرعية حين أخل بنصوص القانون والدستور بعد إعلان نوفمبر الدستوري عام2012 وما ترتب عليه, كما افتقد ذلك النظام للمشروعية حين ضاع منه رضاء الناس عن وجوده واستمراره.. يعني واشنطن تحاول خلط الأوراق والحديث عن( شرعية) سقطت, وتنسي الحديث عن( مشروعية) تجلت مشاهد ضياعها علي كل شبر من أرض مصر, ثم ان الولاياتالمتحدة أسرفت زورا وبهتانا في الحديث عن( انقلاب) حدث في مصر, وفي هذا كذلك كانت واشنطن تمارس لونا من الاستعباط السياسي عند نقطة حده الأقصي, فالانقلاب شيء آخر تماما غير الذي جري في مصر يوم30 يونيو.. وقد عثرت علي تعريف للانقلاب نشره د. حسام بدراوي في حسابه علي موقع التواصل الاجتماعي ويقول ان الانقلاب هو الإزاحة المفاجئة للحكومة بواسطة مجموعة صغيرة من مؤسسات الدولة وغالبا ما تكون المؤسسة العسكرية. ولكن التغيير تم بواسطة ملايين المصريين وليس بواسطة مؤسسة من الدولة وحماه العسكريون فقط, كما كان الموعد محددا وليس مفاجئا بواسطة حركة تمرد وقبلها بشهور يعني التعريف العلمي للانقلاب لاينطبق في أي ركن من أركانه علي ماجري في مصر يوم30 يونيو, ولكنه, كما قلنا الاستعباط السياسي الأمريكي. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع