تواصلت ردود الفعل العالممية خاصة الأمريكية علي المشهد السياسي المصري حيث أكدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنها غير مستعدة حاليا لتسمية عزل الرئيس السابق محمد مرسي بأنها انقلاب وبالتالي فإنها لن تقطع المساعدات العسكرية لمصر. ورفض البيت الأبيض وصف عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي بأنه انقلاب, وقال إنه لن يقطع المعونة الأمريكية لمصر علي الفور, في خطوة تنأي بواشنطن عن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. جاء ذلك في الوقت الذي أجري فيه تشاك هاجل وزير الدفاع الأمريكي اتصالا هاتفيا جديدا مع نظيره المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي أكد خلاله الالتزام بالسلمية وضبط النفس, ونفي مسئولو الكونجرس في نفس الوقت أي اتصال بين هاجل وقياديين من جماعة الاخوان المسلمين. وسعي المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني جاهدا أمام سيل من الأسئلة عن مصر لتفسير كيف يمكن لواشنطن تجنب وصف الإطاحة بمرسي بأنها انقلاب, واصفا الوضع بالمعقد والصعب للغاية, وأن ملايين المصريين لهم شكاوي مشروعة من مرسي. وأضاف أن ثمة عواقب مهمة تصاحب هذا القرار اعتبار ما حدث انقلابا وهي مسألة بالغة الحساسية لملايين المصريين الذين يرون رأيا مختلفا فيما حدث. وأضاف: أعتقد فيما يخص مسألة المساعدات أن العلاقة بين الولاياتالمتحدة ومصر تذهب لما هو أبعد من تقديم المساعدات, فالعلاقة تستند إلي عقود من الشراكة والالتزام. وقال كارني إن واشنطن ستأخذ الوقت الكافي لدراسة ما حدث في مصر بطريقة تتسم بتقدير المسئولية وتخدم أهدافنا السياسية علي المدي الطويل. وفي تطور أخر, قال الكولونيل ستيفين وارن المتحدث باسم البنتاجون إن هاجل تحدث عدة مرات تليفونيا مع السيسي, كما تحدث الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مرتين مع نظيره المصري صدقي صبحي. وأضاف أن الجانب الأمريكي حث الجانب المصري خلال هذه الاتصالات علي الالتزام بالسلمية وضبط النفس خلال هذه الفترة الانتقالية. وردا علي ما إذا كانت هناك اتصالات من البنتاجون بجماعة الإخوان المسلمين, قال المتحدث: تحدثنا مع نظرائنا العسكريين. وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية لمصر في الفترة القادمة, قال المتحدث: نعتقد أن المساعدات العسكرية التي نقدمها لمصر تمثل عاملا يبعث علي الاستقرار في المنطقة, ونري أن وقف هذه المساعدات في الوقت الحالي لن يكون مثمرا..وفي غضون ذلك, أكدت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن الحكومة الأمريكية علي اتصال مع جميع الأطراف في مصر وستستمر في هذه الاتصالات. ونفت دعوة واشنطن للجيش المصري إلي الإفراج عن الرئيس المعزول أو أعضاء من جماعة الإخوان. وقالت المتحدثة إن الخارجية الأمريكية تركز علي المرحلة المقبلة في مصر, داعية إلي تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع الأطراف بمن في ذلك الإخوان المسلمون ثم إجراء انتخابات رئاسية. وبشأن ما إذا كانت الخارجية قد طالبت من جماعة الإخوان التسليم بعزل الرئيس السابق, قالت ساكي إن هذا الأمر لا يدخل في إطار تقييم الإدارة الأمريكية, مشيرة إلي أن الإدارة تطالب الجماعة بالانخراط في العملية السياسية انطلاقا من الوضع الراهن. وشددت ساكي علي قناعة واشنطن باستمرار المساعدات الأمريكية للجيش المصري باعتبار ذلك من أولويات مصالح الأمن القومي الأمريكي, مشيرة إلي أن هناك مراجعة جارية لهذه المساعدات, وأن الخارجية الأمريكية لا تريد استباق هذه المراجعة التي تقوم بها الإدارة لأمريكية. وأوضحت المتحدثة أن الإدارة الأمريكية تجري اتصالات مع جميع الأطراف في مصر, وقالت إن مكتب المستشارين القانونيين في الوزارة سيتخذ قرارا بشأن مصر في عملية تشمل عدة وكالات حكومية لدراسة ما حدث علي الأرض. كما دعت الجيش إلي ممارسة أقصي درجات ضبط النفس في التعامل مع المحتجين. ومن جانبه, أعرب جون بوينر رئيس مجلس النواب الأمريكي عن دعمه لجهود الجيش المصري في الإطاحة بمرسي, مؤكدا أن القوات المسلحة بدافع من الإرادة الشعبية فعلj ما يجب فعله.