مات الفرنسي البير كامو منذ عقود تجاوزت الخمس تاركا فلسفته التي كان التمرد ركنها الركين, تري ماذا لو قدر وعاد للحياة وراي تمرده الذي صرخ به من أجل التغيير نحو الافضل يحوله ملايين المصريين إلي ثورة عارمة؟ يقينا كانت السعادة ستغمره. لم تكن عظمة الأحد في الحشود الهادرة التي زحفت علي ميادين الكنانة فحسب بل لأنه وضع خطا فاصلا بين مادونه وهو الثيوقراطي البغيض الكريه, إلي ما بعده, مستقبل تعود فيه مصر إلي ما كان يحلم به شبابها في ثورتهم الأولي بالخامس والعشرين من يناير, دولة مدنية ديمقراطية عصرية. ان روعة هذااليوم الفريد ليست فقط في أنه حفر لنفسه ذكري لن تمحي من ذاكرة أحفاد الفراعنة, بل الانسانية جمعاء وبالتالي دعونا من تلك المهاترات العقيمة, بل علينا أن نربأ بأنفسنا في أن ننزلق نحو مقارنات سمجة تشدق بها ضعاف النظر, دعاة شرعية سقطت إلي الابد, أخلاقيا علي الأقل, عندما حرم البسطاء وكاشفات الرأس في النجوع والكفور, حتي ولو كانوا نفرا يعدون علي أصابع اليد الواحد, من التصويت علي وثيقة الدستور, فالجرم لا يتجزأ. أمس الأول قصته لن تنتهي, ففصوله خالدة سطرت بأحرف من ذهب, ها هم الملايين متعلمون وآخرون لم ينالوا حظهم من نور المعرفة لكن المولي عز وجل انعم عليه بالبصيرة, جميعهم جاءوا وقد تركوا وراء ظهورهم إننتمائتهم الفكرية والاجتماعية, ليعبروا عن خوفهم علي بلدهم كي لا ينجر إلي أفغانستان أو باكستان, وكان طبيعيا أن تطلق حناجرهم بشعاراتهم القاطعة الحاسمة يسقط حكم المرشد. في تلك اللحظات المشهودة كان مستحيل الا يلمس شخص, بآخر, سواء كان رجلا أو امرأة او شابة يافعة, من فرط موجات البشر علي مكان هو في النهاية محدود, ومع هذا لم تكن هناك شكوي أو تأفف أو خوف بل هو الفرح والتهليل. انظر رجل الشرطة في الميدان والمروحيات في السماء تحرس الكل, أخيرا امتزج الحلم بالواقع. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد