يمر اليوم عام على تولي رئيس السلطة التنفيذية مقاليد الحكم بعد إنتخابات رئاسية مصرية هي الأولى بعد خروج أعداد عظيمة من الشعب المصري في ثورة على الظلم والاستبداد والفقر والضرب والسحل والفتنة والإهمال واحتقار المواطن وإهدار كرامته . عام مر والحال أصبح أسوأ وفق شهادة رجل الشارع العادي الذي بات يشكو ويئن ويبكي على أيام سابقة .. عام مر وها هو الشعب يخرج بأعداده العظيمة بكل فئاته في كل المحافظات في مظاهرات حاشدة رافعين أعلام مصر ومطالبين السلطة المنتخبة بالرحيل بعد فشلها أولا في حل مشكلاته، بسبب حكومة غير كفء وليس لها أي رؤية أو أهداف، مما أدى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي وزيادة ديون الدولة الخارجية والدين العام .. كما أنها فشلت ثانيا في استعادة دور هذا البلد العظيم في المنطقة وفي إفريقيا بل ذهبت إلى تقزيمه بشكل غير مسبوق يمثل إهانة بالغة للدولة ولشعبها. بعد عام مر، يخرج الشعب اليوم رافعا كارتا أحمر للسلطة، غاضبا مما وصل إليه من تقسيم لم يشهده من قبل قائم على الطائفية، وذلك بعد عدة خطابات موجهة من أبواق محسوبة على النظام، أدت إلى حوادث طائفية كان أبزرها وأنكرها على الإطلاق قتل وسحل خمسة مواطنين مصريين من الشيعة تحت سمع وبصر الأمن، والغريب أنه قبل خمسة عشر يوما من الواقعة كانت هناك مسيرات تحرض على الشيعة وتزيد من غضب الأهالي ضدهم، ولم يحرك النائب العام ساكنا ولم يقم بالقبض على أي من المحرضين على هذه المأساة البشعة بهذا الشكل الذي رأيناه جميعا لأول مرة في مصر ..يخرج الشعب غاضبا بعد أن انسحب الخطاب إلى ما هو أبعد من ذلك مشيعا أن الخلاف اليوم بين الإسلام والعلمانية، ليحول الأنظار عن فشل السلطة والقائمين عليها في الملفات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والصحية والتعليمية. إن الشعب بكل فئاته غاضب .. فالقضاة والمثقفون والصحفيون والعسكريون والفنانون والإعلاميون والإقتصاديون والعاملون بالكهرباء والفلاحون والطلبة، جميعهم غاضبون وازدادوا غضبا بعد خطاب رأس السلطة التنفيذية وما به من مغالطات تم الرد عليها من الجهات المعنية كافة حتى إن شركة بوينج أرسلت معلومات عن صفقة الطائرات وأسعارها التي جاء ذكرها في الخطاب .. هذا الخطاب حمل أيضا سبا وقذفا ضد القضاة والقضاء مما أدى إلى غليان ورفع جنح مباشرة ضد الرئيس، كما إنطلقت البيانات الرافضة لهذا الخطاب الذي كان من المتوقع أن يقدم كشف حساب لعام مر، فإذا به يمنح طلقة البداية لإجراءات تعسفية مقيدة للحرية ومكممة للأفواه على غرار إجراءات "جوبلز " في ألمانيا في عهد هتلر! من أعد الخطاب نسى أن يعطي للشعب المصري كشف حساب عن قتلة الجنود المصريين في رفح، كما نسى أو تناسى مخططفي الجنود في سيناء، ومصير من قيل أنهم بلطجية قاموا بتنظيم أحداث العباسية والكاتدرائية ومشيخة الأزهر والعديد من الأحداث في كثير من المحافظات .. حقيقة الأمر أن هذا الخطاب جاء مستهينا بالدولة ومؤسساتها وشعبها. علينا أن نتذكر أنه بعد قرار المحكمة الدستورية العليا أن كله " باطل"، فإنه ضمنيا يعيد الأمر للشعب لتكون شرعيته هي الفيصل .. ومظاهرات 30 يونيو التي بدأت منذ عدة أيام، هي بداية لاستعادة الشرعية الثورية وفرضها .. اللهم افرغ علينا صبرا واحفظ هذا البلد وأهله. [email protected] لمزيد من مقالات رشا حنفى