وصلنا الى يوم 30 يونيو , وكأننا كنا نؤذن فى مالطة فلم يظهر بيننا رجل رشيد يؤرقه دم المصريين ويخرج بمبادرة على أقل تقدير تنزع فتيل العنف من الشارع المصرى , فلا الرئيس تراجع خطوة ولا قدم خطابا تصالحيا ولو بالخداع لتبردة الأرض الساخنة بل كل يوم يمر نجد من يسكب الزيت على النار فالحكومة تخرج بحركة المحافظين التى تؤجج الشارع ضد نظام الحكم وتلتهب المحافظات ولم تهدأ وصولا الى اليوم , وتخرج علينا مليونية نبذ العنف لتقدم لنا نبذة مختصرة عن العنف الذى يتوعدون به الشعب المصرى وتمارس كل وسائل العنف اللفظى والتصفية المعنوية للخصوم والتى حتما تقود الى العنف المادى من قتل وترويع ، فيوصف خصوم السياسة بالشواذ والسكارى والكفار والمنافقين ويتم التوعد بسحقهم وجعل يوم 30 هو آخر يوم للتيار المدنى على هذه الأرض، تليها جمعة الشرعية خط أحمر فى نفس المكان عند مسجد رابعة العدوية ونفس الخطاب التهديدى الذى يتوعد بالويل وعظائم الأمور للكافرين الزنادقة الذين يرفعون الكارد الأحمر للرئيس , ثم تلتهب المحافظات فى يوم الجمعة فتدورالمصادمات فى المنصورة والأسكندرية والغربية ويسقط عشرات المصابين بالخرطوش, والأدهى هو انفجار عبوة ناسفة فى بورسعيد تقتل مواطن وتصيب 9 أخرين وتتوالى لغة الوعيد والإنتقام على مواقع التواصل الإجتماعى من التيار الإسلامى والفرق التى تؤيد الدكتور مرسى مهددين بحرب أهلية لإغراق المصريين فى شلال دماء لن يتوقف، ومثلما تم تهديدنا بالحرق فى نهاية الأنتخابات الرئاسية فى جولتها الثانية وخرجوا الى الميادين والشوارع ينذرون الجميع بأنه إذا لم يفز مرسى سنحرقها "هنولعها" وأرتعدت مصر خوفا من الخراب والدمار وفرح كل المصريين حتى الذين لم يصوتوا للدكتور مرسى ورقصوا رقصة الفوز لأن فوز شفيق يعنى حرق مصر ولله الحمد فاز الدكتور مرسى ، ولكن هل سنظل على هذا الحال تدار كل امورنا بالقهر والترويع هم يهددون ونحن نخاف حتى وصلنا الى اليوم 30 , فلن يجدى التهديد بالحرق هذه المرة ولن يرحم التاريخ الذين لم يمدوا أيديهم لإنقاذ الشعب، كلنا يرى اليوم ولا أحد يقبل بالخضوع ويقدم ما يحقن الدماء، السلمية قد تؤدى الى إحداث تغيير فى النظام السياسى وتعيد فرض أدوات أخرى للإدارة حتما ستكون فى صالح الجميع، ولكن الدماء هى أقصر طريق الى الهاوية للحكام قبل المحكومين. لمزيد من مقالات خالد الاصمعى