مع اقتراب يوم 30 يونيو المنتظر، واتضاح مظاهر الإقبال الجماهيرى الواسع على مبادرة "تمرد"، المُطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، وبروز مزاج جماهيرى عاصف يريد رحيل "مرسى" ونظامه، وإنهاء كارثة اغتصاب جماعة "الإخوان" وأشياعها من الجماعات الإرهابية للسلطة، وما ترتب علي هذا الوضع من انهيار لمصالح مصر العليا ومكانتها وقدراتها الاستراتيجية، اتخذت المواجهة طريقين: الأول: التهديد بالعنف والإرهاب، لترويع الشعب، وإثنائه عن النزول إلى الشارع، وهذه المهمة أوكلت إلى إرهابيى الجماعات الدينية، الذين احتضنهم "مرسى" وجماعته، وأطلقهم ينهشون روح وجسد مصر، بلا رابط أو حسيب. والثانى: إغراق مصر ب"مبادرات" للتوافق المزعوم، بهدف شق جدار المعارضة الموحد ضدهم، وبث الفرقة فى معسكر الخصوم، علّهم يستطيعون النفاذ من خلاله وتخريب هذا الإجماع الشعبى العظيم، الرافض لديكتانوريتهم وأخونتهم لجهاز الدولة، وبؤس إدارتهم لشئون البلاد!. وكانت آخر المحاولات، فى هذا السياق، دعوة"مرسى" للحوار مع المعارضة، وإعلانه استعداده للذهاب إليها فى أى مكان، بعد عام من الاحتقار لأصوات الشعب والقوى السياسية الوطنية. وبالطبع باءت هذه اللعبة المكشوفة بالفشل المبين، ولم يستجب لها ولو فصيل واحد لها!. وهنا يأتى دور "حزب الوسط" المعهود، المرسوم له منذ أتقن خدعة تمثيل الخلاف مع "الإخوان"، والانشقاق عن صفوف "الجماعة" لإنقاذها وقت الحاجة من الغرق، ومد يد العون إليها فى اللحظات الحرجة، مثلما حدث فى مسخرة "دستور العار"، و"قانون السلطة القضائية" البائس، وغيرهما من المواقف الداعمة بقوة للإخوان، وهو كذلك ما تبدّى فى المؤتمر الأخير الذى شارك فيه "حزب الوسط" مع قيادات جماعات الإرهاب، الملوثة أياديهم بدماء المصريين، وفى هذا المؤتمر أطلقت التهديدات، بلا حدود، للمصريين إذا ما خرجوا عن طاعة الأخ "مرسى"، وطالبوا بإسقاط عهده المشؤوم!. وهكذا فلما فشلت مبادرة "مرسى" الأخيرة، وماتت بالسكتة القلبية، تقدم "حزب الوسط" للعب دوره المرسوم فى "الخطط الإخوانية": التدخل لإنقاذ (الشجيع) من بين أيدى "الأعداء"، بمبادرة ركيكة تحت مسمّى "مبادرة نبذ العنف"، ولا يدهشنا هذه التعمية المقصودة، والخلط المتعمد، والمساواة المخادعة، بين شعب ينادى بالتغيير السلمى، وجماعات تهدد بالدماء والقتل، لأن هذا هو دور "الوسط" الأساسى!. لا يدافع "حزب الوسط" بهذه"المبادرة" عن السلم المزعوم، وإنما يدافع عن نظامه، وعن مصالحه فى السلطة التى يسيل لعابه عليها، وعن رئيسه وجماعته، وعن إرهابى جماعات العنف والإرهاب، وفرق التكفير والتخوين، لإنقاذهم من مصيرهم المحتوم... مزبلة التاريخ!. مبادرة "حزب الوسط" مبادرة بائسة، فى وقت يائس، يحاولون به إنقاذ نظام استبدادى، فاسد، وفاشل، فات أوان إنقاذه من مصيره المحتوم!. نحن لا نخاف الإرهابيون: الجدد والقدامى. وموعدنا 30 يونيو، وبيننا وبينهم الشعب والميادين!. *المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى، أحد مؤسسى حركة "كفايه"