مع عدم رضائي عن أداء الرئيس محمد مرسي في مجمله فإن من جاء بالصندوق لا يذهب إلا بالصندوق وذلك للأسباب الآتية: في أي نظام سياسي تتم محاسبة الرئيس بعد إتمام فترة ولايته ويسقطه الشعب أو ينتخبه مرة أخري تبعا لإنجازاته أو إخفاقاته.. وليس هناك أي نظام سياسي ورث تركة من الفساد الإداري والمالي والسياسي يمكنه ان يعيد ترتيب البيت ويستأصل هذا الفساد ويشرع في البناء في أقل من عام في وجود معارضة أقل ما توصف به أنها معارضة غير مسئولة تدفع بالشباب الطاهر من أبناء هذا الوطن إلي أتون الفوضي غير الخلاقة وتخطط من وراء الكواليس لإحداث حالة من تعطيل كل دواليب العمل وتوقف الإنتاج. { الكل حكام ومعارضة يفتقدون الحس السياسي.. وهم خيط من اليساري والناصري والرأسمالي يفتقدون الرؤية التي تخرج مصر من أزماتها ومازلنا في انتظار صلاح الدين من جديد. { إذا تم تغيير الرئيس محمد مرسي الآن فلن يعيش رئيس لمصر بعد ذلك.. ومن يتم إقصاؤه اليوم سيعمل مع انصاره علي إقصاء من يأتي بعده بعيدا عن صناديق الانتخابات وندخل في دائرة جهنمية لا نخرج منها أبدا. { من يريد توريط الجيش بإدخاله في معترك الحياة السياسية ليدير معركته الخائبة بدلا منه يحقق مصلحة أعدائنا بطريقتين: الأولي إلهاء الجيش عن مهمته الأساسية.. والثانية كسر حاجز الاحترام بين الشعب والجيش خاصة حين يفرض علي الشعب احترام القانون ولو بالقوة.. ولعل هتاف يسقط حكم العسكر ليس ببعيد عنا. { وبمناسبة الجيش.. فإن مصر هي الدولة الوحيدة حتي الآن التي تملك جيشا محترفا وملتزما.. وإخراجه عن دوره العسكري في حماية هذا الوطن إلي الملعب السياسي هو هدف أعدائنا الأول انتظارا للهدف الأعظم وأقصد به تفكيك هذا الجيش ليتركوا المجال للجيش الإسرائيلي يرتع ويلعب وحده في المنطقة..ولعل تجارب العراق وسوريا وليبيا ليست ببعيدة عنا. { من يتصور انه سوف يقصي الإخوان أو السلفيين في03 يونيو واهم فالكل اصحاب هذا الوطن.. ولابد شئنا أم أبينا ان نتعايش معا.. تخيل أنك رب أسرة ولك ابنان عينتهما في شركة خاصة بك.. وقرر الأبن الليبرالي إقصاء أخاه الإخواني وإخراجه من الشركة لأن اداءه لا يعجبه.. ماذا يكون رد فعلك.. أبسط سبب سوف تقوله لابنك.. أنت مالك..أنا صاحب الشركة( أنا الشعب).. لماذا تقرر بالنيابة عني. وإذا لم يتدخل عقلاء هذا البلد.. وإذا لم يكف العابثون عن عبثهم.. فإن الدعوة إلي03 يونيو هي دعوة للجحيم والهلاك وإلي بحور من الدماء ولن ينفع يومئذ الندم. د. سعيد عرابي أستاذ بطب الأزهر