في مشهد يعيد إلي الأذهان أجواء الحرب الباردة, تفجرت خلافات وتحديات شديدة بين الولاياتالمتحدة من جهة مع كل من الصين وروسيا علي خلفية رفضهم تسليم إدوراد سنودين المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكي المتهم بأكبر عملية تسريب في تاريخ الولاياتالمتحدة لبرنامج بريزم للتجسس علي الانترنت. وبعد أن ظل سنودين مختبئا في هونج كونج لأكثر من أسبوعين وصل أمس إلي موسكو التي سيسافر منها إلي الأكوادور التي طلب اللجوء السياسي فيها. وتحدت كل من موسكو وبكين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما برفضهم إعادة سنودين إلي واشنطن لمواجهة اتهامات بالتجسس.ومن جانبه, هدد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الصين وروسيا بعواقب وخيمة علي العلاقات معهما معتبرا أنه من المخيب جدا أن يسافر سنودين إلي موسكو عبر هونج كونج. وقال كيري أثناء زيارة للهند إن سنودين خان بلاده. وفي واشنطن, أعرب البيت الأبيض عن توقعاته بأن تنظر الحكومة الروسية في جميع الخيارات المتاحة لترحيل سنودين. وأكدت كاتلين هايدن باسم وكالة الأمن القومي الأمريكي أن الولاياتالمتحدة سجلت أيضا اعتراضات قوية علي السلطات في هونج كونج والصين من خلال القنوات الدبلوماسية في قرار السماح لسنودين بالفرار. جاء ذلك في الوقت الذي رفضت فيه موسكو طرد الموظف السابق بوكالة المخابرات الأمريكية سي أي إيه, ونفت معرفتها بتحركاته. وقال أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب والمتحدث بسام الكرملين إنه يجب ألا تتوقع واشنطن أن تطرد موسكو سنودين. وأكد بوشكوف أن العلاقات تمر بمرحلة معقدة إلي حد ما وعندما تكون العلاقات في مثل هذه المرحلة حيث يتخذ بلد إجراء عدائيا ضد بلد آخر. وتساءل: لماذا تتوقع الولاياتالمتحدة ضبط النفس والتفاهم من جانب روسيا؟. وأشار النائب إلي أن روسيا قد تبحث منح حق اللجوء لسنودين إذا طلبه لكن يبدو أنه يفضل الذهاب إلي دول أخري مثل فنزويلا أو الاكوادور. ومن جانبه, قال وزير خارجية الإكوادور ريكاردو باتينو علي حسابه علي موقع تويتر تسلمت حكومة الإكوادور طلبا للجوء من إدوارد سنودين. وامتنع باتينوعن الكشف عما ستفعله حكومة الإكوادور, وأضاف انه سيتم دراسة الطلب بقدر كبير من المسئولية.