مع اتجاه أنظار العالم امس إلي كوريا الشمالية لمتابعة تشييع جنازة زعيمها الراحل كيم جونج إيل بعد11 يوما من وفاته, اصطف مئات الآلاف من الكوريين الشماليين لمدة ثلاث ساعات وسط حالة حزن هستيري علي جانبي الطريق . بطول40 كيلومترا عند تشييع الجنازة وسط تساقط الثلوج فيما كان جثمان الزعيم الراحل يمر محمولا علي عربة عسكرية وسط الحشود في شوارع بيونج يانج. وأظهرت محطات التلفزيون الرسمية المشيعين وهم ينتحبون ويضربون علي صدورهم ويسيطر عليهم مشاعر حزن عميق علي رحيل زعيمهم.وانحنت الحشود بينما كان موكب الجنازة يمر. وسار كيم جونج إيل أصغر أبناء كيم وخليفته المختار إلي جانب العربة التي كانت تحمل جثمان والده أثناء عبورها ساحة عامة مغطاة بالثلوج خارج قصر كومسوسان التذكاري حيث سيواري جثمانه الثري في نعش من الزجاج محاط بورود حمراء وبيضاء. ورافق كيم الابن الذي يعتقد أنه في أواخر العشرينيات مسئولين عسكريين وحزبيين كبار من بينهم عمه جانج سونج تايك الذي يوصف بأنه صانع الملك. وذكر محللون أنهم يعتقدون أن جانج الذي يعتبر نائب الرئيس الراحل سيكون الوصي علي العرش عندما يبدأ كيم الخليفة العظيم غير المحنك حكمه. وراقب الجنود باهتمام الموكب الذي قادته سيارة تحمل صورة ضخمة لكيم جونج إيل وهو يبتسم وهو يتجه نحو وسط العاصمة. وكانت السلطات تتحفظ علي جثمان كيم في العاصمة بيونج يانج منذ وفاته في السابع عشر من ديسمبر إثر إصابته بأزمة قلبية عن عمر ناهز69 عاما. وقد تولي قيادة تلك الدولة الشيوعية التي يحيطها إطار من السرية علي مدار17 عاما. ومن المتوقع أن تستمر مراسم التشييع علي مدي يومين,طبقا لصحيفة رودونج سيمون,التي تصدر عن حزب العمال الحاكم. ولم تقدم وسائل الإعلام الحكومية أي تفاصيل ولم يبث التلفزيون الرسمي تلك المراسم علي الهواء مباشرة. ويتوقع محللون أن تعمل مراسم التشييع علي تعزيز وضع أصغر أبناء الزعيم الكوري الشمالي الراحل, كيم جونج أون,كخليفة لوالده. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن صحيفة رودونج المتحدثة باسم حزب العمال الحاكم اليوم تعهد الحرس القديم في القياده الكوريه الشماليه باسم المقاتلين ضد الاستعمار الياباني, نرفع الزعيم كيم جونج أون المحترم إلي مكانة أعلي وهو قدرنا ومستقبلنا ونبذل كل ما في وسعنا لبناء دولة اشتراكية قوية. وفي إطار المخاوف التي تسيطر علي الجارة الجنوبية حيال مستقبل كوريا الشمالية, يلقي الرئيس الكوري الجنوبي أن ميونج باك خطاب العام الجديد الاثنين المقبل,يبرز خلاله الخطوط العريضة لاتجاهات السياسة حول العلاقات مع كوريا الشمالية وقال بارك جيونج هان المتحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي إن يكون الخطاب في غالب الأمر حول قضية العلاقات بين الكوريتين في ضوء التغيرات في الوضع بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج إيل, وسبل التغلب علي الصعوبات الاقتصادية واستقرار الوضع الاقتصادي للأشخاص العاديين. وفي هذه الأثناء, توجه رئيس الوفد النووي الكوري الجنوبي ليم سونج نام إلي الولاياتالمتحدة أمس لعقد محادثات حول الآثار المترتبة علي وفاة الزعيم الكوري الشمالي وكيفية نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. وقال ليم قبيل مغادرته لسول متوجها إلي الولاياتالمتحدة إن الجانبين يعتزمان التشاور حول سبل حل القضية النووية الكورية الشمالية وتبادل الآراء حول الوضع في شبه الجزيرة الكورية بعد وفاة كيم جونج إيل. كما أعلن مسئول كوري جنوبي اعتزام كل من كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة واليابان عقد اجتماع ثلاثي لكبار دبلوماسييها في واشنطن خلال شهر يناير المقبل, وذلك لإجراء مشاورات حول الوضع في كوريا الشمالية بعد وفاة زعيمها كيم جونج إيل. ونقلت وكالة أنباء( يونهاب) الكورية الجنوبية عن مسئول بوزارة خارجية سول, رفض الكشف عن هويته قوله إن الدول الثلاث وضعت اللمسات الأخيرة بشأن تحديد موعد الاجتماع بين المبعوث النووي الكوري الجنوبي ليم سونج نام ونظيره الياباني سوجيياما شينسوكي ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون شرق آسيا والباسيفيك كورت كامبل. من جهة أخري, قال خبير كبير سابق في ملف كوريا الشمالية بالكونجرس الأمريكي إنه يرجح أن تكون هذه الدولة أصبحت أقرب مما يتردد لتركيب رؤوس حربية نووية في صواريخ ذاتية الدفع وإنها ربما تصبح قادرة علي ذلك في غضون عام أو عامين. وذكر الخبير لاري نيكس الذي تابع موضوع كوريا الشمالية لمدة43 عاما في لجنة الأبحاث بالكونجرس- وهي لجنة لا تتبع أي حزب- في وثيقة جديدة أن كوريا الشمالية ربما لن تحتاج سوي لعام واحد أو عامين فقط لصنع رأس حربي صغير وتركيبه علي صاروخ نودونج متوسط المدي الذي تمتلكه بمجرد أن تنتج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب وهو المادة التي تمثل الوقود الصلب في الرأس النووي.