كتبت بالأمس عن رسالة ماجستير بعنوان:( معالجة التليفزيون الوطني لملف مياه النيل) وهي التي ناقشتها كلية إعلام القاهرة منذ أيام ثمانية. وأجلت في واقع الأمر طرحي لفتة طريفة ومهمة جدا جاءت في سياق حديث رئيس لجنة المناقشة الدكتور سيد جابر عميد معهد الدراسات والبحوث الإفريقية.. إذ تكلم الرجل من عدة مداخل عن أساليب لمعالجة أزمة سد النهضة, ليس ضمنها بالقطع الخيار العسكري الذي نادي به بعض من لا يدركون حقائق موازين القوي الحقيقية.. طرح الدكتور سيد مثلا ما يسمي( المياه الافتراضية) التي يمكنها تعويض جزء من المياه القادمة من الحبشة, فإذا استوردنا اللحوم والماشية من هناك فإن ذلك يعني استيرادنا ضمنا للمياه التي تروي المراعي اللازمة لإطعام تلك المواشي وتحدث الرجل عن القوافل الطبية المصرية من كلية الطب ومستشفي قصر العيني التي تقوم بعلاج عيون الأفارقة في برنامج بعنوان: إبصار والتي نجحت في إعادة الرؤية لخمسة آلاف إفريقي, وأن مثل ذلك العمل يترك تأثيرا لا يمكن نسيانه, وعلي مثل تلك العوامل تنبني العلاقات الشعبية, وتتضفر الوشائج العاطفية بيننا, والدول والشعوب, وهو ما لم نعرف عنه لأن إعلامنا لا يسلط الضوء عليه.. ولكن ما لفتني حقيقة هو حديث الدكتور سيد جابر عن القوة الناعمة( الثقافية والإبداعية) وانعكاسها علي بناء الجسور, ومع إفريقيا وحوض النيل, إذ حكي د. سيد جابر أن السفيرة فايزة أبو النجا, وزيرة التعاون الدولي, أصرت, في زمن زيارة رئيس الوزراء د. أحمد نظيف إلي أديس أبابا, أن تكون الفنانة الأسوانية جواهر ضمن الوفد السياسي المصري الذاهب إلي إثيوبيا, وإستغرب البعض ذلك, ولكن ما ان بدأ العرض الفني المصري في العاصمة الإثيوبية, وقدمت جواهر فقرتها حتي اكتشف الجميع أنها تجيد اللغة الأمهرية( الرائعة في إثيوبيا) وتغني بها, فكانت أغنيات جواهر الأمهرية هي أهم تأثير حدث إبان زيارة الدكتور نظيف... هكذا يكون تأثير القوة الناعمة, وهكذا كان تفكير وزيرة ذات حجم كبير, وفكر وطني خلاق مثل فايزة أبو النجا. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع