يضع المصريون أياديهم علي قلوبهم مع اقتراب يوم30 يونيو2013 فالواقع والأحداث خلال العام المنصرم ترجح بقوة أننا مقبلون علي أزمة كبيرة ربما تصل إلي حد الكارثة بعد أن فقدنا حكومة ومعارضة وثوارا.. بل شعبا البوصلة الهادية فأصبحنا نتخبط في تصرفاتنا وقراراتنا وهانت علينا مصرنا فهانت علي العالمين!! فهل فقدنا الوعي والإدراك والرؤية لواقعنا المؤسف, وتداعيات ما فعلناه بأنفسنا منذ انتخاب الرئيس محمد مرسي؟!. لقد باتت حدودنا الشرقية والجنوبية والغربية مستباحة تهددها المخاطر, ونحن مذهولون عما يتربص بنا من تهديدات تمس أمننا القومي فنمسك بخناق بعضنا البعض, ونرفض الانصياع إلي العقل والتروي والحكمة والإيثار, وكان المرء يتصور بعد كارثة سد النهضة الإثيوبي, وتراجع وضعنا الاقتصادي بصورة خطيرة, وتنامي الانفلات الأمني والمجتمعي ان المعارضة المصرية بشيوخها وشبابها سوف تعيد النظر في اصرارها علي اعلان سحب الثقة من رئيس الدولة المنتخب بمظاهرات حاشدة في الشوارع والميادين في المدن المصرية, وعلي أبواب قصر الاتحادية يوم30 يونيو, وهم يعلمون جيدا أن مخاطر تحول هذه المظاهرات السلمية إلي موجات عنف وتخريب واردة بقوة قياسا إلي ما حدث من قبل, وادراكا لمؤامرات الطابور الخامس من النظام البائد. وهو ما يهدد موقفنا الوطني والشعبي في مواجهة خطر السد الإثيوبي والتحديات الاقتصادية والأمنية التي تحتاج منا جميعا إلي التكاتف وتوحد الصف الوطني ولم الشمل وإطفاء نيران الاستقطاب الذي فتت جهود وطاقات الأمة وأدت إلي تشرذمها وهوانها علي جيرانها وأشقائها وكما نظن أن مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان سوف ينتبهون لخطورة تشرذم الأمة ونحن نواجه مخاطر جمة علي جميع المستويات ولكن للأسف, يبدو أن خمر السلطة لعب برءوس المسئولين حتي أصيبوا بدوار افقدهم الوعي والرشد والبصيرة!! وكنا نتوقع ونأمل أن تحرص التيارات السياسية والقوي الوطنية علي التحاور والسعي الحثيث والمخلص لوأد الاستقطاب وتحجيم الخلافات, واتخاذ موقف وطني مسئول أمام الأوضاع المتردية في مصر ولكن تشبث كل تيار بموقفه متجاوزا مصلحة وطنه العليا!!. فالسلطة تظن انها بصندوق الاقتراع بات من حقها ان تفعل ما تشاء دون اعتبار لشروط العقد الاجتماعي بينها وبين من اعطوها أصواتهم, والتي تفرض عليها النزول علي إرادتهم ومطالبهم ورؤاهم افإذا بها تسعي لفرض رادتها هي ورؤيتها تحقيقا لأغراض سياسية وأهداف ايديولوجية وتقديم مصلحة الجماعة علي مصلحة مصر!!. والمعارضة شيوخا وشبابا لم تدرك بعد ان استمرار الثورة وتحقيق أهدافها لا يعني استمرار المظاهرات والاعتصامات, التي ثبت أن اضرارها وآثارها السلبية فاقت نتائجها الإيجابية, وان بعض الظاهرات التي تتخللها اعمال عنف وتخريب باتت معولا يهدم ويدمر ويعوق أي محاولة جادة يبذلها المسئولون في الحكومة ومؤسسات الدولة ومواطنون كثيرون في بقاع شتي من ارجاء الوطن للخروج من عنق الزجاجة وتحقيق حد أدني من التنمية ودوران عجلة الانتاج بما أدي إلي شيوع مناخ عقيم من التسيب والانفلات والفوضي يشارك فيه الجميع دون أدني إحساس بالذنب أو المسئولية. إن عقلاء الأمة الذين لم تعد تسمع أصواتهم وسط هدير الغضب الأعمي متفقون علي ثوابت وطنية ودستورية يصر قادة جبهة الانقاذ المفترض فيهم الرشد والعقلانية والرصانة علي تجاهلها والقفز فوقها ارضاء لشباب الثورة الذي يحتاج إلي النصيحة والتوجيه والارشاد بديلا عن الاندفاع وراء حمي الغضب.. وأهم هذه الثوابت انه إذا تم تغيير الرئيس مرسي قبل استكمال مدته الدستورية, فإن مصر لن تري بعد اليوم رئيسا يستكمل مدته.. ويبدو ان قطاعا من المعارضة في مصر يراهن علي انسياق المتظاهرين نحو العنف واشعال الحرائق مع أول طلقة خرطوش أو رصاص تخرج من فوهة مسدس عميل أو بندقية خائن علي أمل تدخل الجيش واسقاط نظام الإخوان المسلمين, وهو هاجس ينتاب قطاعا عريضا من المصريين نرجو وندعو الله ان يكون محض أوهام. محمد سعيد عز