من حق المتظاهرين أن يذهبوا إلي مقر الإخوان المسلمين في المقطم للاحتجاج وابداء رفضهم منهج الجماعة واداء مؤسسة الرئاسة وأنا مع الرافضين للاداء الضعيف والاسلوب الفاشل في إدارة الدولة وضعف القبضة الأمنية وضياع هيبة القانون لكنني ضد استخدام الالفاظ النابية واللجوء إلي العنف الذي بات ظاهرة مؤسفة وخطيرة في جميع المظاهرات التي تجتاح مصر خاصة مع السماح لبلطجية النظام البائد بالاشتراك فيها بغرض إثارة الفوضي وعدم الاستقرار في ربوع الوطن. فالمظاهرات التي تبغي حقا مصلحة مصر وليس مصالح شخصية أو سياسية أو حزبية يجب أن تتسم بالاسلوب المتحضر برفع لافتات تحمل المطالب الشعبية المشروعة في هدوء وبلا صخب أو تطاول أو محاولات لاقتحام مقار الحزب الحاكم أو احزاب المعارضة أو دور الصحافة والإعلام, فالالفاظ البذيئة واستخدام العنف لا يثمران أي نتائج ايجابية علي أرض الواقع بقدر ما يؤديان إلي مزيد من الرفض والعناد والعنف المضاد بما ينجم عنه ضيق وغضب المواطنين مما يؤدي في النهاية إلي خسارة التأييد الشعبي وتعاطف الشارع مع مطالب المعارضة المشروعة, فلنتظاهر بتحضر كما كنا في مسيرات مصطفي محمود المتجهة إلي ميدان التحرير لنكسب تأييد الشعب ولنضغط بأدب ورقي كما تفعل الشعوب المتحضرة لعل مطالبنا العادلة واصواتنا الرصينة تمس شغاف قلوب وعقول المؤسسة الحاكمة, ولنتذكر أن الكلمة الطيبة كشجرة طيبة تؤتي أكلها كل حين بينما الكلمة الخبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. وكلمة أخيرة لقيادات جبهة الإنقاذ ألا تبرروا العنف والتخريب من أجل اسقاط حكم الإخوان فالذي سوف يسقط هو مصر لا قدر الله فعودوا إلي رشدكم وحكموا ضمائركم الوطنية واشجبوا العنف والتخريب بكل وضوح وصرامة. ومدوا أياديكم إلي مؤسسة الرئاسة في تواضع وبلا تعال وشعارات ثورية فضفاضة لتجنبوا الوطن الخراب والتردي. فاطمة طارق شعبان - مهندسة معمارية العجوزة