رغم زيادة الوعي بمرض سرطان الثدي ورغم حملات التوعية المستمرة إلا أن هناك الكثير من السيدات ما زلن لا يلقين بالا لهذه التوعية اعتمادا علي صغر سنهن, أو درءا للفأل السئ, أو ربما بسبب العادات والتقاليد المحافظة في بعض القري والمحافظات النائية. وتقر د.درية سالم مدير البرنامج القومي لصحة المرأة ومستشار وزير الصحة أن سرطان الثدي يعتبر من أكثر الأورام تهديدا لصحة المرأة, كما يعد السبب الثاني للوفاة بعد سرطان الرئة, وبناء عليه يهدف البرنامج القومي لصحة المرأة إلي الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي الذي أصبح يحظي باهتمام واسع المدي في الآونة الأخيرة. بالإضافة إلي الاكتشاف المبكر لأمراض أخري هي ارتفاع ضغط الدم والسكر والسمنة, ويتم ذلك عن طريق فحص السيدات في الفئة العمرية فوق سن الخامسة والأربعين- وهي الفئة المهددة أكثر بالإصابة بهذه الأمراض- في جميع محافظات الجمهورية ورفع كفاءة التشخيص والعلاج باستخدام تكنولوجيا التشخيص والتطبيب عن بعد. وهي- خدمة مجانية تماما تكفلها وزارة الصحة- سواء الكشف أو العمليات أو العلاج. وقد تم حتي الآن فحص113 ألف سيدة في22 محافظة, اشتبه خلالها في2121 حالة, وجاءت نتيجة تحليل العينة خبيثة في455 حالة, وتم عمل258 عمليات استئصال كلي للثدي و153 استئصال جزئي للثدي. وعن أهمية الاكتشاف المبكر للمرض تقول د. درية أن المرض يتدرج إلي أربع درجات وكلما كان الاكتشاف للمرض مبكرا( في الدرجة الأولي أوالثانية) قل تأثير المرض علي حياة المريضة, وكانت نتيجة العلاج أفضل ويكون الشفاء تاما دون احتمال أن يعود مرة أخري. ولكن للأسف كثير من الحالات في مصر تكتشف متأخرة( في الدرجة الثالثة والرابعة) وبالتالي فإن نسبة المعاناة من المرض تكون أعلي وتقل درجة استجابة المريضة للعلاج مما يؤدي إلي ارتفاع معدلات الوفاة بين السيدات مقارنة بالدول المتقدمة, حيث يكتشف المرض في مراحله الأولية بفضل حملات الاكتشاف المبكر لهذا المرض, بالإضافة إلي أنه لا يوجد نظام رصد وتتبع لحالات أورام الثدي في مصر ولا يوجد إحصاءات لعدد حالات الإصابة بالمرض, وذلك بسبب الافتقار إلي نظام تسجيل قومي لحالات السرطان بصفة عامة. وتؤكد د. درية علي ضرورة إجراء الفحص بصفة دورية كل عام.. أما بالنسبة لمن تعاني من تاريخ مرضي في العائلة فلابد أن تبدأ في الفحص الدوري خمس سنين قبل ظهور المرض في العائلة, فمثلا لو ظهر المرض عند الأم في سن40 لابد أن تبدأ البنت الفحص الدوري عند سن ال35 سنة. وعن طريقة عمل البرنامج تقول د.درية: يتم تنظيم حملات توعية منظمة لحث السيدات في الفئة العمرية المستهدفة علي التجاوب مع الحملة والإقبال علي الوحدات المتنقلة التي تجوب جميع المدن والقري بمختلف المحافظات لفحص السيدات, ويتم عمل سجل طبي لكل سيدة بحيث تصبح جميع البيانات والمعلومات الطبية الخاصة بالسيدة متكاملة ومتاحة في مصدر واحد للمعلومات, وتعمل في هذه الوحدات فنيات أشعة وفتيات يتم تدريبهن وفق برنامج تدريبي معد خصيصا لتأهيلهن للعمل علي الوحدات المتنقلة.. وهذه الوحدات علي اتصال مباشر مع المركز الرئيسي في القاهرة والذي يضم عدد من الاستشاريين في مجال أشعة الثدي, وذلك للإطلاع علي بيانات السيدات ونتائج الفحوص الطبية وكتابة تقارير الأشعة. ويتم الاتصال بهذا المركز لتبادل البيانات عن طريق نظام الإتصال فائق السرعةADSL والقمر الصناعي. ومن خلاله يتم نقل صور الأشعة للسيدات من المناطق النائية إلي المركز الرئيسي حيث يتواجد الاستشاريين المتخصصين لإبداء الرأي الطبي وإرسال التقارير إلي أماكن تواجد السيدات.. والحالات المرضية المكتشفة يتم إرسالها إلي أقرب مركز للأورام أو مستشفي عام لتلقي العلاج المناسب كما يتم رصد هذه الحالات لعمل إحصائيات خاصة بالأمراض التي تهتم الحملة بالكشف عنها. وبذلك يتم تحسين ورفع جودة الرعاية الطبية في مصر من خلال توفير الاستشارات الطبية المتخصصة للمرضي في أي مكان وبسهولة, وتقديم خدمة طبية أفضل للمصابات في الفئة العمرية المستهدفة, وتوفير الوقت والجهد والتكلفة في نقل المرضي إلي المراكز المتخصصة للحصول علي الاستشارة الطبية أو لمتابعة العلاج, والقضاء علي عزلة الأطباء في المناطق النائية والحضرية وربطهم بالجهات العلمية والمساعدة علي نقل الخبرات التشخيصية لهم من خلال متابعتهم للحالات المرضية تحت الفحص, ورفع مستوي الوعي الصحي للسيدات ومساعدتهم علي فهم طبيعة ونوعية الأمراض الخطيرة التي تهدد صحتهم مثل مرض سرطان الثدي وارتفاع ضغط الدم والسكر والسمنة. وعن المشاكل التي تواجه هذا المشروع تقول د.درية: أن كثير من السيدات لا يرغبن في الفحص خوفا من أكتشاف المرض أو لأنهن لا يشتكين من أعراض وتوضح لهن أن سرطان الثدي لا يأتي بالضرورة مع شكوي أو ألم أو وجود ورم, ولكن المتخصصين وحدهم هم القادرين علي تشخيص المرض من خلال ظهور أشكال معينة في الرسم. وهناك أيضا بعض المخاوف تمنع السيدات من الفحص المبكر نتيجة بعض العادات المحافظة لذلك تؤكد علي أن البرنامج يتعامل مع مجموعة من الطبيبات والمتخصصات وغير مسموح للرجال بالتواجد داخل العربات ولكن التواجد يكون خارج للتأمين والحراسة أو لوجود عطل فني. وعندها يتم إخلاء العربة من السيدات حتي يتم الاصلاح. وrقد خصص البرنامج خط ساخن برقم19705 لأي استفسارات وللتعرف علي أماكن تواجد العربات المتنقلة والوحدات الثابتة للفحص.