لافتة كبيرة علي مبني حكومي أمامه سيارات النظافة وحراسة والاسم حي قد يكون حي المهندسين, حي عابدين, حي الهرم, حي فيصل تختلف المسميات لكن الوظيفة واحدة روتين وبيروقراطية ودور لا يلحظه المواطن العادي فقد تحولت شوارع مصر إلي سوق عشوائية كبيرة فلا فرق بين منطقة راقية وأخري عشوائية. وتتجلي مشاكل الاسواق والباعة الجائلين بشكل مرعب حيث أصبحت مثل المرض المزمن في منطقة وسط البلد وتحولت الي سوق عشوائي كبيرة حيث افترش الباعة الجائلون الشوارع والممرات وأقام بعض البلطجية مطاعم وعربات للفول وأخري للعصير وافترش بائعو الشاي الشوارع كما استحوذ بعض المسجلين خطر الذين اتخذوا من عمل منادي سيارات مهنة لهم واستحوذوا علي مناطق بعينها وحددوا تسعيرة لركن السيارات وأصبحت دولة البلطجة هي الدولة الموازية لدولة القانون ولاحياة في الأحياء وإذا كان هذا هو حال حي مهم جدا في محافظة القاهرة وهو وسط البلد والشوارع المتفرعة منه فقد لا تختلف كثيرا أحياء وشوارع الجيزة عن أحياء القاهرة. في شارع الهرم الذي أكتظ بالمولات الكبيرة التي أدت إلي أزمات مرورية متكررة علي مدار اليوم برغم من أن هناك توصية بعدم أعطاء تصاريح بإنشاء مولات علي شارع الهرم الرئيسي لكن للأحياء دائما رأيا آخر وإذا تركنا شارع الهرم الرئيسي ودخلنا إلي الشوارع الفرعية نجد الباعة الجائلين لم يتركوا للسيارات أو حتي الناس مكانا للمرور فيه والسؤال الذي دائما ما يردده الناس: أين الأحياء ودورها في إزالة هذا الكم الهائل من العشوائيات والمخالفات؟ سؤال قررت أن أجد الاجابة عنه بنفسي في أثناء وجودي في أحد شوارع فيصل الرئيسية التي انتشرت علي ارصفته مستودعات الاسمنت وجدت سيارة الحي تمر في الشارع مشيت خلفها لكي أري ما يحدث لأصحاب مستودعات الأسمنت والجبس من توبيخ ولوم وإنذار وغرامات لكن للأسف رأيت سيارة الحي تمر وكان الموظفون الموجودون بداخلها لايرون شيئا مخالفا لذلك قررت أن أنبههم لهذا الكم الهائل من المخالفات الموجودة في شارع واحد وافترضت حسن النية وقلت من الممكن انهم فهموا غلط ان الاسمنت هذا موجود لزوم البناء, طلبت من سيارة الحي أن تتوقف بجانب الطريق وسألت الموظفين: ألم تلحظوا أي حاجة خطأ في الشارع, بتعجب نظر لي الموظف وكأني كائن جاء من كوكب آخر قال يا أستاذة إحنا تبع حي الهرم وهذا الشارع يتبع حي فيصل وحي فيصل في بولاق وأين يوجد حي بولاق؟ إذن من المؤكد في المهندسين! ثم سألتهم, وما الحل في هذا الكم الهائل من المخالفات المرعبة في شارع رئيسي يقع أمام حي الهرم الذي يوجد في فيصل قال الموظفون من الممكن تعملي شكوي علي موقع المحافظة والمحافظة تبحث الشكوي وتقوم بالرد عليك شكرتهم واعتذرت لهم لأنني أخذت من وقتهم الثمين. لم أكن المواطنة الوحيدة التي قررت أن تكون إيجابية وتذهب إلي حي الهرم الذي يقع في شارع فيصل والكلام علي لسان هدي محمد مهدي تقول: عانيت كثيرا من مشكلة وضع بعض المحلات التجارية وأسياخ حديد أمام المحال التجارية حتي لاتقف سيارات أمامه ونتيجة لترددي علي حضانة ابنتي مما جعلني أضطر إلي أن اترك السيارة في الشارع ونتيجة لهذه الاسياخ فقد تعرضت سيارتي لكسر الاكصدام الامامي مرة والخلفي مرة لان الشارع ضيق والحركة فيه صعبة جدا تحدثت مع صاحب المحل أكثر من مرة لإزالة الأسياخ والحجارة لكنه رفض, لذلك قررت أن أقدم فيه شكوي وذهبت إلي الحي وتقابلت مع المهندس المسئول عن إزالة المخالفات الموجودة في الشارع وكالعادة تظاهر بأنه سوف يقوم بالمرور في الشارع ويزيل هذه المخلفات للأسف لم يفعل شيئا والمضحك في الامر تقول هدي محمد فتحي بعد تقديمي للشكوي بأيام وجدت سيارة الحي تمر في الشارع لإزالة بعض اللافتات الإعلانية التي لا تضر المارة في شيء وتركت مستودعات الاسمنت والجبس التي افترشت أرصفة الشارع واستندات الملابس التي تترك للمارة مكانا يمشو فيه وعربات الفاكهة والخضار التي تحولت إلي حصون منيعة لا يستطيع أحد أن يعترض علي وجودها في الطريق. لو تركنا مشاكل الأسواق العشوائية وبلطجة أصحاب المحال وتحدثنا عن مشاكل أخري لا تقل خطورة عن البلطجة التي تمارس في الشوارع فهناك بلطجة أخري تمارس من أصحاب العمارات السكنية التي استغلت الغياب الواضح للأحياء وهذه الحقيقة يؤكدها سامح عبد العزيز أحد سكان منطقة حدائق الاهرام يقول تمنح الاحياء تراخيص بناء اربعة أدوار للوحدات السكنية لكن بعد الثورة كل أصحاب العمارات بنو الدور الخامس بدون إذن ولا ترخيص مما يشكل خطورة كبيرة علي أرواح المواطنين, لكل منطقة مشاكلها ولكن مشكلة حي المهندسين الذي يعتبر من الأحياء الراقية هي مشكلة الزبالة التي أصبحت معلما من معالم المنطقة يقول: باسم محمد أحد سكان المهندسين علي الرغم من أن سكان الحي ملتزمون بدفع فاتورة الكهرباء التي تحتوي علي بند جمع الزبالة وهذا لا يحدث ودفع فاتورة الزبالة الذي هو الآخر ملتزم بأخذ الزبالة بترك الباقي علي ناصية الشارع مما أدي إلي تراكم تلال من القمامة وأصبحت المنطقة مرتعا للقطط الضالة والكلابو تقدمنا إلي الحي بالعديد من الشكاوي ولكن لا حياة للأحياء.