إنها آية إيهاب.. تلك الاسكندرانية العنيدة التي أصبحت أصغر محكمة دولية لمسابقات الروبوت, حصدت العديد والعديد من الجوائز العالمية.. بحسابات الأوراق الرسمية وبالحسابات الفلكية لم تتجاوز آية الثالثة والعشرين من عمرها, لكن بحسابات النجاح والإنجاز فهي أكبر من سنها بكثير. آية كما يبدو لم تكن أبدا طفلة عادية ففي الخامسة من عمرها أمسكت بيدها الصغيرة مفك لتفتح جهاز الفيديو لتحاول إصلاحه بعد أن توقف فجأة, واستطاعت جذب الشريط من داخله بالفعل ولكنها لم تستطع غلقه مرة أخري فلجأت لوالدها الذي لم يعنفها علي هذه الفعلة وإنما بمنتهي الرفق ساعدها لإعادة إغلاق الجهاز.هذا الأب الذي أدرك تميز ابنته قرر أهداءها جهاز كمبيوتر وعمرها لم يتجاوز الست سنوات, استهواها ذلك الجهاز الصغير الغامض, ما الذي يحدث بداخله وما الذي يفعله تحديدا, إلتحقت بأكاديمية تكنو فيوتشر بالإسكندرية لتدريب الأطفال في مجالات برمجة وتصميم الروبوت والالكترونيات والهندسة والرياضة, ودعمتها عائلتها وساندتها علي مدار السنوات الي أن حصلت هذا العام جائزة الليجوليج العالمية للابتكارات عن تصميم برنامج لمساعدة المسنين علي الاستفادة من أوقات فراغهم, وكان هدفها هو تقديم المساعدة التقنية للمجتمع بما يسهم في تحسين جودة حياة أفراده. أما أحدث جوائزها في مسابقة تصميم وبرمجة الروبوت التي أقيمت في مصر فكانت حول مساعدة سيدة وصلت إلي سن المعاش تهوي أعمال التريكو وتعاني من فراغ قاتل, وذلك من خلال تصميم برنامج يعرض منتجاتها ويساعدها في التسويق. تقول آية ان الحافز الذي يحركها دائما هو خدمة المجتمع والمساهمة بصورة حقيقية في مساعدة البشر علي تجاوز آلامهم وتحقيق أحلامهم والبحث عن حلول للمشاكل التي تواجه كوكب الأرض. أول جوائزها الدولية في مجال مسابقات الروبوت العالمية حصلت عليها وعمرها17 عاما, لتصبح بعدها أول محكمة دولية ومدربة, وحصل الفريق الذي دربته علي المركز الثاني علي مستوي العالم في مسابقة تصميم برامج الطاقة المتجددة وتغير المناخ في2008 والذي أقيم في تركيا.. وتعد تلك المسابقة من أهم المسابقات التي خاضتها آية, ففيها قامت بالتحكيم علي473 فريقا من44 دولة وعمرها لايتعدي السابعة عشرة. وفي عام2009 تأهل الفريق الذي تقوم بتدريبه للسفر إلي الأردن لتمثيل مصر في بطولة الروبوت, وقد حصل فريقها علي المركز الثاني علي الوطن العربي, وكان الموضوع الفائز هو كيفية تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون إلي حمض الكربونيك الذي يدخل في صناعة الأدوية والمشروبات الغازية ومواد التنظيف, وقد مثل مصر نفس الفريق وبنفس الموضوع في معرض إنتل العالمي والذي أقيم في ولاية كالفورنيا بأمريكا وحصل علي المركز الأول علي مستوي العالم, وأيضا حصل علي المركز الأول علي مستوي الوطن العربي من خلال معرض إنتل الوطن العربي والذي أقيم بمكتبة الأسكندرية.. واستمر حماسها فاشتركت في البطولة العربية المفتوحة للروبوت الي أقيمت في لبنان في العام الماضي, واشترك فيها ممثلون لكل الدول العربية, لتصميم وبرمجة روبوت يقوم بجمع خمسين كرة في ثلاث دقائق, فحصدت الجائزة الأولي للأكاديمية التي تنتمي إليها, وفي نفس العام نجح فريق من الأكاديمية مكون من ثلاتة طلاب لايتعدي أعمارهم12 عاما, تحت قيادتها كمدربة ومحكمة في مسابقة جوجل مون والتي نظمتها جوجل ووكالة ناسا الفضائية وشركة ليجو فحصل فريقها علي جائزتي أحسن فيديو وأحسن عرض في مكان عام. وتشرح آية ذلك العرض فتقول: كان في نادي سبورتنج, وقمنا بتصميم نموذج لسطح القمر وروبوت خاص حيث قمنا باطلاقه لجمع عينات من هذا السطح الفضائي المفترض وذلك بمتابعة حكام المسابقة في ولايات امريكية مختلفة. تعتبر آية أن الفضل الأول يعود إلي عائلتها التي شجعتها علي السير وراء أحلامها وملاحقتها, وتتمنيي أن تنقل خبراتها إلي مصر وتساعد آلاف الأطفال والشباب ليتحولوا إلي منتجين للتكنولوجيا وليسوا مستهلكين لها فقط.