عالم الفنادق.. عالم يموج بالتقلبات والأسرار والصفقات.. وبعد ثورة52 يناير تراجعت السياحة المصرية وتأثرت الفنادق سلبيا بشكل كبير, خاصة في صعيد مصر والقاهرة. وقد أدي هذا التراجع إلي حدوث مشكلات كثيرة بين الشركات المالكة وشركات الإدارة الفندقية العالمية الشهيرة بعد انخفاض الأرباح, بل تحقيق خسائر في بعض الأحيان بفنادق كثيرة خاصة فنادق الصعيد بسبب الانخفاض الشديد في السياحة الثقافية وانحسار السياحة بشكل عام بعد الثورة. ولأن الفنادق أسرار فلن نتطرق إلي حالة العديد من الفنادق وما تعانيه, لكننا في نفس الوقت لابد أن نهتم بالإشارة إلي حالة فنادق الدولة باعتبارها مالا عاما خاصة الفنادق التاريخية التابعة لشركة ايجوث التابعة للشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما, ونقول إن جهودا كبيرة بذلت في السنوات الأخيرة ومازالت تبذل للاهتمام بهذه الفنادق وتطويرها. ولك أن تتخيل عزيزي القارئ أن شركة ايجوث التي تمتلك نحو41 فندقا منها فنادق مصر التاريخية( ميناهاوس وماريوت القاهرة وكتراكت أسوان وونتربالاس الأقصر) تواجه معاناة شديدة بعد الثورة وتراجع السياحة, فقد كانت أرباح الشركة في عام0102 تقترب من003 مليون جنيه لكنها تحولت إلي خسائر بنحو03 مليون جنيه العام الماضي, وربما تعود هذا العام إلي تحقيق أرباح نحو01 ملايين جنيه فقط بدلا من003 مليون كما أوضحنا. ولولا جهود التطوير الكبيرة التي تمت بفندق واحد وهو ماريوت القاهرة الذي يعتبر العمود الفقري لهذه الشركة وينفق عليها بالكامل( نحو0052 موظف رواتبهم نحو51 مليون جنيه شهريا) لواجهت شركة ايجوث أزمة كبيرة.. فهذا الفندق ماريوت القاهرة يحقق سنويا للشركة ما يقرب من052 مليون جنيه( في0102) من مجمل أرباح الشركة البالغ نحو003 مليون جنيه تقريبا, وبالتالي هو الذي أنقذ شركة ايجوث ومازال!! وكان الفضل في ذلك لجهود وتطوير الفندق التي نجحت في أن الفندق يبيع الغرفة منه حاليا بنحو002 دولار في الليلة في المتوسط, في حين كانت قبل التطوير نحو06 أو07 دولارا فقط)..وهو ما جعل الفندق يحقق الدخل الحالي وهو ما يشير إلي ضرورة استمرار تطوير فنادق مصر خاصة التاريخية أولا للحفاظ عليها للأجيال القادمة, وثانيا حتي تستطيع المنافسة والبيع بأسعار مرتفعة تحقق دخلا للشركة وللدولة. وهي القضية التي نرجوا أن يهتم بها جدا وزير الاستثمار يحيي حامد. وتعليقا علي ذلك.. أكد اللواء عصام عبدالهادي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة إيجوث مواصلة الاهتمام بالقضية قائلا: نحن مستمرون في التطوير والاستثمار وطرحنا علي المستثمرين وشركات الادارة مؤخرا العديد من فرص الاستثمار للمشاركة معنا في التطوير والادارة بالفنادق أو استغلال الأراضي التابعة للشركة في نفس الوقت ملتزمون بطرح فنادق الشركة أمام شركات الادارة العالمية في مزايدات علنية بما يحقق المصلحة العامة, وقال إنه قبل نهاية العام الحالي سنعلن عن مجموعة من المزايدات أمام شركات الادارة العالمية أهمها ما يمكن اعتباره مفاجأة أو من أسرار العمل في المرحلة المقبلة. (1) أولي مفاجآت شركة ايجوث هي طرح3 فنادق مهمة جدا وهي كتراكت أسوان وونتربالاس بالاقصر وسيسيل الإسكندرية في مزايدة علنية أمام شركات الادارة الفندقية العالمية قبل نهاية العام الحالي.. ومعروف أن الفنادق الثلاثة تديرها حاليا شركة آكور الفرنسية تحت علامة سوفيتيل الشهيرة وهي العلامة الفاخرة للشركة الفرنسية وتدير معهم في مصر أيضا سوفيتيل الجزيرة با لقاهرة. وعلمنا أنه طبقا للاتفاق مع آكور ستدخل المزايدة علي فندقي ونتربالاس وكتراكت أما سيسيل فلن تدخل المزايدة عليه طبقا لرغبتها. ومن المعروف أن فندقي ونتربالاس وسيسيل سينتهي عقدهما في13 ديسمبر من العام الحالي وأما كتراكت فبعد ذلك. لكن الشركة فضلت أن يعاد طرحه هذا العام من جديد علي شركات الادارة العالمية.. ويذكر أيضا أن ونتربالاس وكتراكت يحققان خسائر في السنوات الأخيرة, أما سيسيل فيحقق أرباحا ضعيفة. (2) المفاجأة الثانية من شركة ايجوث حول فندق ميناهاوس الشهير المطل علي أهرامات الجيزة.. وهي أنه بعد انسحاب شركة أوبروي الهندية العالمية من إدارته بعد الثورة قامت ايجوث بعمل مزايدة شورت لست بين عدد من الشركات العالمية لإدارة مينا هاوس.. وحتي الآن تعتبر شركة ماريوت العالمية هي الاقرب لإدارته تحت علامة ماريوت أو جي دبليو ماريوت. لكن هناك شركات عالمية أخري تقدمت بشكاوي لأنها لم تعلم بطرح الفندق للإدارة, وبالتالي فإن هناك اتجاها لطرح الفندق مرة أخري في مزايدة مفتوحة أمام جميع الشركات إلا إذا حسمت ماريوت القضية بعرض قوي. (3) المفاجأة الثالثة تتعلق ب5 فنادق أخري مهمة سيتم حسمها قبل نهاية العام الحالي.. الفندق الأول: شبرد القاهرة, وتجري المفاوضات حاليا مع شركة روكي فورتي التي تم التعاقد معها لإدارته علي الاستمرار في الإدارة والمشاركة في التطوير أو التخلي عن الادارة وطرحه في مزايدة جديدة, خاصة بعد الخسائر التي تحققها الإدارة الحالية. والفندق الثاني: الفنتين في أسوان, الذي من المفروض أن تديره موفنبيك العالمية, وهو بجوار موفنبيك الحالي في أسوان, وتجري دراسة مع موفنبيك لترك إدارته لشركة أخري, بحيث يطرح في مزايدة علنية.. والفندق الثالث: شهرزاد بالعجوزة, بالقاهرة, وهو مغلق حاليا لخلافات مع الشركة التي كانت تؤجره, ومع مستثمر سعودي انفق نحو51 مليون جنيه لتطويره, وتجري مفاوضات لحل المشكلة لاعادة تشغيل الفندق قبل نهاية العام الحالي سواء مع المستثمر أو بمزايدة علنية أمام شركات إدارة أخري. أما الفندقان الخامس والرابع, فهما فندقا كوزموبوليتان وكليوباترا بوسط القاهرة, فتتفاوض شركة إيجوث علي تطويرهما وإدارتهما أو تأجيرهما بالمشاركة في التطوير مع شركات للإدارة الحالية أو مستثمرين وشركات جديدة في كل فندق. (4) المفاجأة الرابعة: نترك فنادق الدولة ونكشف عن أسرار جديدة أو مفاجآت في قضية فندق مريديان القاهرة القديم الذي تمتلكه حاليا شركة سعودية صاحبها أحد رجال الأعمال السعوديين الكبار, وهذا الفندق إدارته لفترة شركة هيات بعد مريديان وتديره حاليا الشركة المالكة تحت اسم نايل تاور.. ونقول رغم إنه صار معروفا أن المستثمر تقدم بطلب لمحافظة القاهرة يطلب فيه هدم المريديان القديم وبناء3 أبراج مكانه بطاقة نحو0051 غرفة تضاف إلي البرج الحالي نحو007 غرفة.. فإننا لا نعرف حتي الآن هل ستتم الموافقة علي الهدم أم لا؟!. يأتي ذلك في الوقت الذي دارت فيه بمدينة دبي جلسات تحكيم بين الشركة المالكة وشركة هيات حول الخلاف بينهما حول أسباب فسخ عقد الإدارة, وستعلن نتيجة التحكيم خلال الأشهر المقبلة؟!. إلا أن الجديد أن شركتين من شركات الإدارة الفندقية العالمية الكبري تقدمتا لرجل الأعمال السعودي بطلب لإدارة الفندق بوضعه الحالي( البرج الجديد+ المريديان القديم), والشركتان الأولي هيلتون العالمية والثانية شركة ريكسوس وهي شركة إدارة فنادق عالمية تركية ومعروف أنها تدير حاليا في مصر فندق كبير في شرم الشيخ. وعلمنا أن الشركتين تقدمنا بعروض قوية جدا, وأن المفاضلة تجري بينهما هذه الأيام لاختيار إحداهما لإدارة نايل تاور المعروف بمريديان القاهرة, خاصة أن أحد العروض يتضمن تأجير الفندق لسنوات طويلة, وليس إدارته فقط؟! فعلي من سترسي الإدارة؟ الأيام المقبلة ستجيب علي هذا السؤال. (5) المفاجأة الخامسة والأخيرة: حول فندق من فنادق الدولة المهمة ذي القيمة التاريخية, وهو فندق قصر السلاملك بمنطقة المنتزه بالإسكندرية, فمنذ أن انتهي عقد تأجيره لأحد رجال الأعمال العام الماضي ووزارة السياحة المسئولة عن المنطقة حسبما أعلن هشام زعزوع وزير السياحة تقوم بالاعداد لطرح الفندق في مزايدة علنية علي شركات الإدارة الفندقية العالمية والمصرية. إلا أن المزايدة تأخرت والفندق مازال مغلقا أو مهجورا ولا يحقق أي دخل.. ومن هنا كما قال لي اللواء عصام عبد الهادي رئيس شركة إيجوث فقد تقدم بطلب لوزير السياحة باسناد إدارة الفندق بصفة مؤقتة لشركة إيجوث حتي يتم اعداد المزايدة باعتبار أن إيجوث احدي شركات الدولة التي تمتلك فنادقها التاريخية, وعندها خبرة في الإدارة, وتقوم حاليا بإدارة بعض فنادق... والرأي طبعا لوزير السياحة؟!. أكتفي اليوم بهذه الاسرار من عالم الفنادق... فمازال لدينا أسرار أخري سنكشف عنها في الوقت المناسب في مقالات مقبلة.