انني لا أعني هنا سد النهضة الاثيوبي بما يدور حوله من أحداث ساخنة هذه الأيام ولكنني أعني بناة السد العالي العظام الذين بذلوا الغالي والنفيس من جهد وعرق وأحلي سنوات العمر لانجاز هذا الصرح العظيم, وقد ذكرني بهم ما جاء علي لسان مندوبة وزارة الشئون الاجتماعية من وجود فئات تحصل علي معاشات استثنائية ومنهم بناة السد العالي, وأن هذا الأمر تم بقرارات تسري منذ سنوات طويلة عقب الانتهاء من بنائه وباستمرارية تعد أسلوبا رائعا للوفاء لهم حتي ان بعضهم تجاوز عمره حاليا المائة عام, وقد استوقفني بشدة هذا المعني العظيم لكل من يقدم جهدا مشهودا لبلده وهو الأمر الذي تصدر بشأنه قرارات حالية باضافة فئات جديدة مستثناة للمعاشات وعلي رأسهم شهداء الشرطة الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الحفاظ علي أمن المواطن واستقراره, وفي ذات السياق فإنني أري ضرورة ايقاظ الوعي الوطني بصورة مستمرة حيال قضايا الوطن المصيرية ونقاط الكفاح المضيئة وتواريخها ورموزها التي مر بها الشعب المصري علي مر العصور, وعلينا حاليا ونحن نواجه معركة دبلوماسية وسياسية مصيرية للحفاظ علي حصتنا من مياه النيل أن نذكر الأجيال الجديدة بمعركتنا الخالدة التي خاضها الشعب مع زعيمه الخالد جمال عبد الناصر لبناء السد العالي وهي المعركة التي انتصرت فيها الارادة المصرية ضد كل قوي الاستعمار التي استهدفت تحطيم الروح المصرية ووضع العقبات في طريق بناء هذا السد والتي بلغت منتهاها مع رفض صندوق النقد الدولي اقراضنا المبلغ اللازم لتمويل بناء السد ثم اللجوء المتطرف الي الحل العسكري من جانبهم ضد الاصرار المصري لاتمام المشروع والذي تبلور في حرب1956 التي قامت فيها قوات بريطانيا وفرنسا واسرائيل بمهاجمة مصر والتي ضربت فيها مدن القنال أروع الأمثلة في البطولة والشهادة مع مساندة الزعيم المساندة الكاملة وتوحد الشعب بأكمله خلف قيادته ايمانا بحق مصر في تنفيذ هذا المشروع والذي أثبتت الأيام صحة جميع الخطوات التي اتخذت في ذلك الوقت لما كان لها من آثار عظيمة ومن خير عاد علي البلاد والعباد, ومرة أخري أؤكد أهمية الاستفادة من دروس تاريخنا الوطني لاستشراف الخطوات المستقبلية الصحيحة لبناء الوطن والحفاظ عليه. لمزيد من مقالات نهال شكري