تترقب مصر والعالم بحذر وقلق حلول يوم30 يونيو, ومرور عام علي تولي الدكتور محمد مرسي الرئاسة كأول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا في تاريخ البلاد. وقد اكتسبت الدعوات إلي التظاهر والاحتجاجات زخما قويا لسببين: الأول: انفجار موجة عارمة من المظاهرات في تركيا ضد حكم رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء, وأعتقد أن ما سوف يحدث في30 يونيو سوف يتوقف إلي حد كبير علي ما يمكن أن يحدث لأردوغان في تركيا, فإذا تصاعدت المظاهرات ضده وأجبرته علي الاستقالة, فإن30 يونيو لن يكون يوما عاديا في تاريخ مصر, تماما كما حدث في تونس عقب رحيل زين العابدين بن علي, ولو كان بن علي نجح في إخماد الثورة ضده, ربما لم يكن من الممكن أن يسقط نظام مبارك!. السبب الثاني: أن ضعف أداء الرئاسة والحكومة والثورة وفر دافعا قويا لفئات شعبية مستاءة للمشاركة في المظاهرات والاحتجاجات, التي تهدف إلي إجبار الرئيس علي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة, معللين ذلك بسوء أداء الإخوان خلال ال366 يوما التي مضت علي الرغم من انفرادهم بالسلطتين التشريعية والتنفيذية!. وخلال عام حكم الإخوان, انقسم الشعب ما بين إخواني وغير إخواني, ولم تنجح الرئاسة في تحقيق التوافق والمصالحة واصطفاف المصريين, من أحزاب حاكمة ومعارضة وقوي شعبية خلف أهداف وطنية واضحة, وساد الكثير من الشكوك خطط التطهير والقضاء علي الفساد عندما وجد الشعب أنه لم يعد يتولي المناصب القيادية في الدولة إلا الإخوان أو من يؤيدونهم, وليس الأكفأ, ولم يف الرئيس بوعده بالقضاء علي الانفلات الأمني الذي أصبح أكثر خطورة من ذي قبل, حتي إن كثيرا من المصريين خاصة السيدات لم يعد قادرا علي مغادرة منزله خوفا من السرقة أو العنف, حتي وإن بقي في منزله, فإن الكهرباء تخاصمه! وتجرأ المجرمون وأصبحوا ينفذون سرقاتهم في عز الظهر, في حين أنه عندما حدث الانفلات الأمني خلال الثورة لم تحدث عمليات السطو والسرقة سوي في وقت متأخر من الليل!. وتفاقمت أزمة السولار والبنزين, وتراخت قبضة الدولة, فانتهز التجار الفرصة وأصيبت الأسعار بالجنون, في الوقت الذي انشغل فيه رئيس مجلس الوزراء أيضا بالسفر للخارج مثل الرئيس!. لمزيد من مقالات د.حسين منصور