أثار قرار اثيوبيا بتحويل مجري النيل الازرق تمهيدا لاقامة سد النهضة مخاوف كل المصريين, فالقرار جاء استباقا لقرار لجنة دولية كانت مكلفة بدراسة النتائج المترتبة علي اقامة هذا السد علي كل من مصر والسودان واثيوبيا وبناء السد كما يقول خبراء السدود والهيدروليكا سوف يسبب عجزا قدره34% من حصة مصر من مياه نهر النيل وانخفاضا قدره15 مترا في منسوب بحيرة ناصر فضلا عن عجز قدره30% في انتاج السد العالي من الطاقة الكهرومائية. الاخطر ان الآثار المترتبة علي بناء سد النهضة الاثيوبي لن تظهر حاليا وانما سوف تظهر فجأة في اول موسم للجفاف مما يعني ان مصر مقبلة بالفعل علي نتائج كارثية في حالة بناء هذا السد الذي سيتجاوز ارتفاعه145 مترا بل ان السودان نفسه مهدد بالغرق! كل التوقعات تقول ان اثيوبيا بموجب هذا السد سوف تحتجز77 مليار متر مكعب سنويا من مياه النيل مما سيؤثر علي حصة مصر والسودان ويؤثر علي الانتاج الزراعي في مصر وتداخل مياه البحر المتوسط مع مياه النيل شمال الدلتا لكن وكيل لجنة الامن القومي بمجلس الشوري يري ان تحويل مجري النيل الازرق لن يؤثر حاليا علي حصتنا من مياة النيل وان لابد من التفاوض مع اثيوبيا علي مواصفات سد النهضة بحيث لا يؤثر بناؤه علي حصة مصر من مياة النيل مستقبلا او اللجوء الي التحكيم الدولي من خلال مجلس الامن ومحكمة العدل الدولية. في البداية يقول الدكتور علاء الظواهري استاذ الهيدروليكا وخبير السدود بكلية الهندسة جامعة القاهرة ان هذه الخطوة هدفها فرض سياسة الامر الواقع وتستبق نتائج تقرير اللجنة الثلاثية الدولية المكلفة بتقييم سد النهضة والمزمع الكشف عنه خلال الايام المقبلة واشار الي ان اثيوبيا اخطأت باعلانها تحويل مجري مياه النيل في هذا التوقيت علي الرغم انه كان من المفترض الاعلان عن هذه الخطوة في سبتمبر المقبل مما يشكل احراجا للجهات المصرية مشددا علي ان اثيوبيا لن تتراجع عن هذه الخطوة بدليل تصريحات السفير الاثيوبي التي قال فيها اننا ماضون في بناء السد شاء من شاء وابي من ابي واكد ان سد النهضة فور الانتهاء منها سوف يتسبب في استنزاف بحيرة السد العالي وانخفاض منسوبها لاكثر من15 مترا. ودعا الظواهري الي تحرك عاجل من جانب مصر للتفاوض مع اثيوبيا حول الجوانب الفنية للسد وكيفية ادارته واذا لم تستجب فعلينا اللجوء للتحكيم الدولي ومجلس الأمن فالسد الاثيوبي سوف يسبب اضرارا فادحة لمصر من ناحية اخري وصف الدكتور مصطفي غيث استاذ الري بهندسة القاهرة القرار الاثيوبي ببناء السد بانه خطوة استفزازية تم الاعلان عنها خلال احتفالات الحزب الحاكم الاثيوبي الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الاثيوبية مشيرا الي ان التحويل لن يؤثر حاليا علي حصتنا من مياه النيل والتي تقدر ب55 مليارم2. واوضح ان تحويل مجري النهر يعني تغير مساره فقط فبناء سد النهضة يحتاج الي مكان جاف فالمشكلة ليست في تغيير مجري نهر النيل ولكن المشكلة ان اثيوبيا ستكمل بناء السد بالتصميم الحالي و تحجز74 مليار م3 من مياه النيل مما ينذر بحدوث نقص شديد في المياه خلال فترات الملء الست سنوات بما يساوي عجزا قدره نحو12 مليار متر مكعب في السنة وهي كمية ستتقاسمها مصر والسودان وبما ان السودان ستمر عليه المياه أولا فسيحصل علي ما يكفيه مما سيؤثر علي مصر. اما الدكتور سعد عمارة وكيل لجنة الأمن القومي بمجلس الشوري فيري ان ان مشروع سد النهضة ليس جديدا فاثيوبيا تخطط له منذ فترة طويلة كما ان رئيس الوزراء الاثيوبي الراحل زيناوي كان يتحدث علي اهمية حصول اثيوبيا في حقها من المياه باعتبار ان اتفاقية1959 غير منصفة والتي بموجبها تحصل مصر علي55.5 مليارم3 والسودان18.5 مليارم3. واكد اننا لدينا دول يمكن اللجوء لها للتفاوض مع اثيوبيا وهي الصين والبرازيل لحصولهم علي مئات الآلاف من الافدنة لزراعة نباتات الوقود الحيوي في اثيوبيا فهذه الدول تريد الحفاظ علي مصالحها المائية وبالتالي يمكن اللجوء لها للوساطة. ومن ناحيية اخري قال الدكتور رضا فهمي رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشوري ان مشروع بناء سد النهضة اعلنت عنه اثيوبيا منذ عامين ونحن لا نمانع في دعم كل مشروعات التنمية في افريقيا في اطار أننا شركاء مع دول المنبع.