بعد ان اتخذت وزارة التربية والتعليم قرارا بالغاء مسمي الشهادة الابتدائية من العام الدراسي المقبل واعتبارها سنة عادية ليظل السلم التعليمي كما هو9 سنوات لمرحلة التعليم الاساسي بالاضافة الي ضرورة النظر في زيادة ايام العام الدراسي لتصل الي المعدلات العالمية حيث إن عدد ايام العام الدراسي في مصر يقل نحو30 يوما عن دول العالم وان طول فترة اجازة نهاية العام الدراسي يؤدي الي بعد الطلاب عن مناخ الدراسة ويتم التفكير في بدء العام الدراسي في اول سبتمبر بدلا من15 من نفس الشهر. وحول هذه القرارات طالبت وسام حامد مدرسة لغة انجليزية أولا بضرورة اعادة النظر في المناهج الدراسية المليئة بحشو المقررات والتي لا يستفيد منها الطالب فالتلميذ يذاكر من اجل الامتحان ويحصل علي الدرجات العالية التي هي شغله الشاغل يحفظ المناهج لوضع ما حفظه بورقة الامتحان فقط واذا تم سؤاله بعد الامتحان عن اجابته يقول انه مش فاكر دليل انه يحفظ بدون فهم من كثرة حشو المناهج. وتقول منال عيد ربه منزل ما مدي الاستفادة من تطويل العام الدراسي للتلاميذ مهما كانت رفاهية بعض المدارس الا ان الطالب لا يحب الذهاب اليها بسبب تعقيدات المناهج الدراسية, فمثلا يتم في المراحل الاولي للتعليم الاساسي ارغام الطفل علي استخدام عقله في العمليات الحسابية من طرح وجمع ثم حفظ جدول الضرب كاملا من جدول1 الي عشرة وتعليمه القسمة ثم بعد ذلك في نهاية السنة الرابعة نجعله يستخدم الالة الحاسبة فمن البديهي جعله يستخدمها من بداية التعليم الاساسي بدلا من الشد والجذب الذي يحدث بين ولي الامر والطالب لتحفيظه جدول الضرب. والدكتور محمد السكران استاذ اصول التربية جامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة يؤكد ان مايتم اتخاذه من قرارات بشأن التعليم المصري في ظل هذه الظروف التي نعيشها تعد بكل المقاييس قرارات غير مقبولة والتي تتنافي وما ينبغي التعامل به من منظومة التعليم فالقرار الخاص بالغاء الصف السادس الابتدائي وجعله سنة عادية ينضم إلي قائمة القرارات المرتبطة بالتخبط والعشوائية في اتخاذ القرارات التعليمية واذا لم يكن من غير المقبول التخبط في الامور السياسية والاقتصادية وغيرها فانه من غير المقبول بالمرة ان يتم التخبط في قرارات التعليم الذي يفرض طبيعته لرؤية شاملة مستقبلية وتطوير التعليم كمنظومة متكاملة بكل ابعادها وكل مراحلها ولا ندري ما السبب وراء هذا الاجراء وان كانت الاجابة سهلة كما حدثت بالنسبة للثانوية العامة والتخبط الواضح في اتخاذ القرارات بشأنها. وقال الدكتور عبدالله سرور استاذ بكلية التربية جامعة الاسكندرية ووكيل نقابة علماء مصر ان تصريحات وزير التربية والتعليم الدكتور ابراهيم غنيم حول اتجاه الوزارة لالغاء الشهادة الابتدائية وجعل الصف السادس سنة نقل عادية انها مصيبة لنظام التعليم ويؤكد انه يتصرف بشكل عشوائي في اتخاذ القرارات ولا يجوز بدولة محترمة ان ينفرد الوزير بمثل هذا القرار خاصة وانه ليس مؤهلا لذلك متسائلا: عن خبراء التربية والتعليم واساتذة التخطيط ومن تعاملوا مع نظم التعليم العالمية وهل يعقل ان يغيب كل هؤلاء عن هذه القرارات والتصريحات الخطيرة ويقوم هذا الوزير ليعبث بالتعليم والمراحل التعليمية لافتا الي أن هذه التصريحات جزء من العبث العظيم الذي نعيشه هذه الايام.