بات قرار إلغاء الشهادة الابتدائية وجعل الصف السادس الابتدائي سؤال صعب الإجابة عنه ..ولا يوجد له حتي إجابة نموذجية عند المهتمين بالتعليم في مصر سواء مسئولين أو معلمين أو حتى طلاب و أولياء أمورهم..ويتضح ذلك من ردود الأفعال المتباينة بين جميع المشاركين في العملية التعليمية بين مؤيد ومعارض بل حتى محايد لا يعرف الإجابة الصحيحة .... أخبار اليوم وقفت على أبواب أحد مدارس شارف فيصل بالهرم تحاول استطلاع آراء بعض المعلمين والطل ب وأولياء الأمور ، لاحظنا ان الطلاب غير مبالين بالأمر ، وهذا بطبيعة سنهم الصغيرة التي يندر معها تقييمهم لهذا الأمر ، واقصرت إجاباتهم على فرحتهم لأنهم لم يعودوا يستذكروا دروسهم كما السابق ويكفيهم فقط النجاح ... يقول ماهر وحيد طالب بالصف الخامس الابتدائي وهو بالفعل ممن ينطبق عليهم القرار الجديد ويبدأ تنفيذه من العام الدراسي القادم ، أنه لن يكون مضطرا لأخذ دروس في جميع المواد ، وبالتالي لن يعد يجلس يستذكر عدد ساعات أطول ....أما حسين فتوح طالب بالصف الخامس فقال" مش عارف ايه الصح ...أهو كده بنذاكر وكده برده هنذاكر". تباين آراء أما ميرفت عبد الحليم ولية أمر طالبة فأكدت ترحيبها بهذا القرار لأنه سوف يخفف الضغط من على كاهل الأسرة وخاصة فيما يتعلق بالدروس الخصوصية ، لأن كلمة شهادة كانت تثير بعض القلق وتحاول الأسرة توفير كل السبل لتفوق ابنائها ، ولكنها طالبت بتشديد الرقابة على المعلمين من مافيا الدروس الخصوصية خاصة وأنهم سيحاولون تعويض خسارتهم في سوق الدروس الخصوصية بالضغط على أبنائنا من خلال درجات أعمال السنة لإجبارهم على أخذ دروس عندهم!! واتفق معها في الرأي سمير زكي الذي أيد القرار وبشدة وقال لا أعرف جدوي اعتبار الصف السادس شهادة والصف الثالث أيضا شهادة ، بالرغم من أن التلميذ الذي سيحصل على 50% في المجموع يتساوى مع الحاصل على 100% ونتقلون سويا إلى الصف الأول الإعدادي ، وبالتالي فالقرار صحيح. وواصل البقية من أولياء الأمور تأييدهم للقرار إلى حد جعلهم ينشئون صفحة على الفيس بوك تأييدا للقرار وبرروا عليها أسباب تأييدهم. بدوره قال الأستاذ دسوقي عبدالله مدرس لغة عربية بإدارة فيصل التعليمية أن أن النتائج التي ستترتب على قرار إلغاء المرحلة الابتدائية هو عدم الاهتمام بالامتحانات واعتبارها عام نقل وليس شهادة نجاح أو رسوب، وسيخرج جيل من الجهلاء بالقراءة والكتابة. وعندما واجهته بأن السبب الرئيسي لرفضه هذا القرار هم عدم مقدرته على إعطاء دروس خصوصية من العام القادم ، قال لي أن البعض متوهم أن سوق الدروس الخصوصية متوهج مثله مثل الثانوية العامة ، وهذا خطأ لأن مواد الصف السادس الابتدائي ليست بالصعبة ويمكن للأب أو الأم مراجعة الدروس وشرح المناهج لأولادهم.. ضياع هيبة التعليم واتفق معه في الرأي الأستاذ سامي عجلان مؤكدا أن جعل الصف السادس الابتدائي سنة نقل عادية يجعل التلاميذ غير مبالين بالمناهج ، وقال لا تنسوا ان نظام التعليم في مصر ضعيف وفقير جدا ونعاني من أمية لكثير من التلاميذ حتى المرحلة الإعدادية وخصوصا في المحافظات الريفية التي ترتفع فيها نسبة الأمية بين الطلاب حتى مراحل متقدمة من التعليم ، وكلمة شهادة تثير حفيظة الأسرة وأبنائها على التحصيل والاستذكار ، ولكن معني ذلك أن الطفل سوف يعاني من اللامبالاة طيلة 8 سنوات متواصلة حتى بلوغه الشهادة الإعدادية في الصف الثالث الإعدادي. ووصف عادل معوض معلم بإدارة المرج التعليمية قرار الوزير بإلغاء امتحانات الشهادة الابتدائية وجعلها سنة نقل عادية بأنه خطوة فيها ضياع لهيبة التعليم الأساسي، مشيرًا إلى أنه من دواعي إصلاح التعليم أن تكون السنة السادسة "مصفاة" لا يخرج منها إلا من يصلح للحلقة الثانية من التعليم الأساسي. وأكد معوض أن الطالب والمعلم المصري أصبحا كلاًّ في طريق، ونتيجة لذلك نجد أن طلاب الصف السادس منهم اليوم من لا يستطيع أن يحدد مكان كتابة رقم جلوسه على ورقة الامتحان، مشيرًا إلى أن 30% من الطلاب لا يجيدون الإملاء في اللغة. عصر الكتاتيب من جهتها أدانت نقابة المعلمين المستقلة قرار وزير التربية والتعليم بإلغاء الشهادة الابتدائية ، مؤكدة أن هذا الاقتراح ما هو إلا عودة لعصر الكتاتيب، غير أنها حصرت اعتراضها في عدم استشارة أي من الخبراء التربويين أو المعلمين قبل اتخاذ القرار ، ووصفت القرار بالغير جوهري، وكان بالأحرى نزول الوزير إلى المدارس ورؤية حال التعليم على طبيعته من ضعف رواتب المدرس، والمدارس ذات الكثافة العالية، والأبنية الغير آدمية. وقال ياسر جابر أمين النقابة أن دول العالم المتقدم تهتم بالتعليم الابتدائي، والوزير المصري يريد أن ينهي هذه المرحلة، حيث يصبح الطلاب بدون شهادة ابتدائية وينتقلون إلى المرحلة الإعدادية بدون تأسيس، مشيرا إلى أن هذا مخالف لمعيار الجودة العالمي، مشددا على أن النقابة المستقلة لن تقبل بتدمير التعليم. قرار متخبط من جهته أكد كمال مغيث الخبير التربوي أن قرار وزارة التربية والتعليم بإلغاء الشهادة الابتدائية متخبط ومفاجئ, ووصفه بأنه نوع من"العبث الشعبي". وأشار إلى أننا لا نمتلك تعليم حقيقي, و طلاب التعليم المتوسط يتخرجون ولا يعرفون كتابة اسمائهم، وبالتالي يترتب على هذا القرار وصول أولادنا إلي المرحلة الإعدادية وهم لا يعرفون القراءة أو الكتابة. أما د. محمد زهران استاذ التربية فقال أن حجة وزارة التربية والتعليم في إلغاء الشهادة الابتدائية في القضاء على الدروس الخصوصية هي حجة واهية ، لأنها ستجعل الطلبة فريسة لبعض المعلمين من ناحية وفي نفس الوقت سيُحدث صراعاً بين بعض المعلمين وأولياء الأمور من ناحية وكذلك بين المعلمين وبعضهم البعض بسبب أعمال السنة. في حين قال د.حسن شحاتة أستاذ المناهج بجامعة عين شمس ، بالرغم من تفشي الأمية في المرحلة الابتدائية، إلا أن الشهادة الابتدائية كانت عبارة عن فلترة للمرحلة، وإن كانت نتائجها تصل إلى 40% قراءة وكتابة، أما الآن بعد إلغاء الشهادة الابتدائية فعلى الجميع السلام. توفير مالي واعتبر د.حسن شاهين أستاذ المناهج وطرق التدريس القرار بمثابة توفير مالي فقط للوزارة ، خاصة الملايين التي يتم صرفها على الكنترول الابتدائي وعلى طباعة الأسئلة والإجابة والملاحظة وجميع أعمال الامتحانات. من جانبه قال د. رضا مسعد السعيد، وكيل الوزارة للتعليم العام، إننا يجب أن نحول التعليم من امتحان يسعى الطالب إلى خوضه إلى مدرسة يجلس فيها ليتعلم. وقال إن شهادة المرحلة الابتدائية نظام مبتدع، فلا يوجد نظام تعليمى فى العالم بالمرحلة الابتدائية ما يسمى بالشهادة، وأضاف أن النظام الموجود الآن فى مصر نظام موروث من الأجيال الماضية، وأننا يجب أن نلغى كل العادات والتقاليد التى لا نستفيد منها فى إطار تطوير التعليم. محاصرة الدروس وأخيرا أكد د. إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم، بأن السبب فى قرار إلغاء الشهادة الابتدائية، هو العودة لقانون التعليم المصرى 139 لسنة 1981، والذى ينص فى المادة 18 منه على "شهادة التعليم الأساسى، ولا يوجد فيه ما يسمى بالشهادة الابتدائية". وأكد الوزير أن التغيير المذكور يؤدى إلى محاصرة الدروس الخصوصية التى تفشت فى الصف السادس، بوهم أنه شهادة منتهية، مما يؤدى إلى ترشيد الإنفاق بالنسبة للأسرة المصرية. كما يرشد قرار الإنفاق بالنسبة للوزارة، حيث تتكلف إجراءات هذا الصف "الكنترول – التصحيح – بدل الانتقال" ملايين الجنيهات التى ستوجه لموضع أهم وأولى. وأضاف الوزير أن القرار يساهم فى عودة الطالب إلى المدرسة ومعاجلة نسب الغياب المرتفعة، كما يؤدى إلى منع التسرب لأن البعض توهم أن الصف السادس شهادة منتهية، وبالتالى ترك التعليم واتجه مبكراً لسوق العمل. ولفت الوزير إلى أن القرار من جانب آخر يعالج مشكلات المسمى الوظيفى لمعلمى هذه المرحلة، حتى لا يستشعر الزملاء فى التعليم الابتدائى، أنهم أقل من زملائهم فى التعليم الإعدادى بمعنى أن المسمى الوظيفى يصبح معلم تعليم أساسى.